عنوان الموضوع : إنّ القوّة تؤسّس للحقّ و تفرضه..اشرح وناقش للثالثة ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب















“ إنّ القوّة هي التّي تؤسّس الحقّ و تفرضه.”

أ-إشرح هذا القول مبيَناً إشكاليته .
ب-ناقش هذا الموقف على ضوء مواقف أخرى بحثت في مسألة تأسيس الحق.

ج- برأيك هل يمكن للإنسان أن يقوم بكلّ حرّية بالإندماج في مجتمع مدني

تكون ضريبته فقدان حرّيته و بالتّالي إنسانيّته ؟ علّل رأيك.







الإجابة المقترحة:



المقدمة:

إن الحقّ الطّبيعي للبشرهو حقّهم في الحرّية وفي تحقيق القيم الإنسانيّة ( السّلام، العدالة، السّعادة، الأمن ) . لكن تأمين هذه القوق وبناء هذه القيم يشكل باستمرار مسألة خلافية بين الفلاسفة.

الإشكالية:


هل بالإمكان تأسيس الحق على القوة؟ وهل يمكن توصيف الحق الذي يبنى على القوة بالأخلاقي؟ وهل من واجبات وإلزامات تتحدر من الشرعية التي تفرض نفسها بالقوة والإكراه؟

الشرح:

عرض للتيّارات الفلسفيّة التّي تماهي بين الحقّ و القوّة:
السّفسطائيّة: ذهب السّفسطائيّون إلى أنّ إستخدام القوّة حقّ طبيعي للإنسان و للحيوان على حدّ السّواء. الإنسان الأقوى هو الأجدر بالبقاء و بالحكم. إنّ القويّ هو الذّي يتمكّن من تسيير الآخرين سواء عن طريق فرض إرادته عليهم بواسطة قوّة مادّية.

هوبز: إنّ تّصوّر هوبز للإنسان قائم على إعتباره كائن أناني و غريزي لا يسعى إلاّ إلى تحقيق مآربه الشّخصيّة. لكنه تميّز عن الفكر السّفسطائي بإبراز الطّابع الشّرعي الذّي تتّصف به السّلطة الحاكمة التي تمثل تجمّعا للقوّة في نقطة واحدة، بعد أن كانت مشتّتة و منتشرة. فإذا تخلّى كلّ فرد عن حقوقه الطّبيعيّة توصّل البشر إلى إنشاء ” كائن عقلي ” ( في دوافعه و في طبيعته ). هذا الكائن العقلي هو الدّولة أو ما يسمّيه هوبس بالإله الفاني الأرضي أو التنّين، الذّي يتعيّن عليه أن يقوم بجملة من الوظائف.
مهما غالى الحاكم في إستعمال القوّة، فلا حقّ للمواطنين في التمرّد و الرّفض طالما أنّه حتّى أكثر الدّول إستبدادا أفضل من الفوضى و الحرب التّي تميّز حالة الطّبيعة.
كذلك عند نيتشه الإنسان هو قبل كل شيء إرادة القوة .الأخلاق عنده تتجاوز حقل الواجب لأن الواجب هو تقنين السلوك الموجه ضد الحياة. إرادة القوة عندما تكون في أوجها وصاعدة تناشد الحياة وتمجدها لأنها قادرة على فرض سلطانها وقوتها .


المناقشة:

إنّ الحقّ المزعوم القائم على القوّة ليس إلاّ هراء لأنّه حقّ مغتصب. فالقوّة لا توجد الحقّ و لا يمكن أن تعتبر مصدرا شرعيّا له. و لو كانت القوّة مصدرا للحقّ فعلا، كما يزعم هوبز، و لو كان القوى على صواب دائما، لما كان على المرء إلاّ أن يسعى ليكون الأقوى، فينقلب المجتمع حينئذ إلى حالة من الفوضى و الحرب.
يعتبر سبينوزا أن العقل وحده يمكن أن يكبح الشهوات ويؤسس للحق. إن المخرج من حالة الطبيعة يكون باللحوء إلى العقل.

إلى أين تقودنا نظريات التماهي بين الحق والقوة؟

ينتج عن المماهاة بين الحقّ و القوّة:
التّسليم بظرفيّة الحقّ: بما أنّ القوّة متغيّرة و متحوّلة من شخص إلى آخر، فإنّ الحقّ، تبعا لذلك، يتميّز بالنّسبيّة و التّاريخيّة.بالتالي فإنّ الحقّ الذّي يختفي بإختفاء القوّة ليس حقّا.
لا أخلاقيّة الحقّ الذّي يقوم على القوّة: إنّ القوّة حسب روسّو ” قدرة مادّية “. و كلّ ما يُنال بالقوّة أو تُستخدم القوّة لبلوغه لا يمكن أن يُعتبر فعلا أخلاقيّا، لأنّ بلوغه كان عن طريق الإكراه و القسر. فالشّخص الذّي يُكره على الطّاعة ( طاعة شخص قويّ ) لا تُعتبر طاعته تلك فعلا أخلاقيّا لأنّه لم يتمّ تلقائيّا و بوحي من الإرادة، بل كان نتيجة الضّرورة النّابعة من الإكراه.
إنّ تلك الطّاعة، إذن، لا يمكن أن تعدّ واجبا، إذ أنّ الواجب هو ما يفعله الفرد بمحض إرادته أي بكلّ حرّية و إختيار. بالتالي لا أخلاق حيث لا حرّية.
إنّ القوّة لا توجد الحقّ و لا تشرّعه، فلا يجوز للدّولة أن تستمدّ حقّها في الحكم و النّفوذ من قوّتها.
ينبّه روسّو إلى التّناقض الذّي يقع فيه من يقرّ بتأسّس الحقّ على القوّة فمن حقّ المواطن أن يخالف القانون ما سنحت له الفرصة لذلك، طالما أنّ هذا القانون يستمدّ شرعيّته من القوّة التّي تصاحبه.


الرأي:

يمكننا أن نؤيد الحل الذي تقدمه نظريّة العقد الإجتماعي .إنّ شرط تخلّي الإنسان عن حرّيته و سلطانه الطّبيعي على الأشياء، هو تخلّي الآخرين عن حرّياتهم. إنّ الفرد لا يتنازل عن حقوقه لفائدة أحد ( ليس هناك مستفيد )، و إنّما يساهم في تكوين كيان سياسي يعبّر عن إرادة المجموعة أو الإرادة العامّة.
إن ضبط سلوكات البشر بقوانين لا يتنافى مع حرّياتهم الفرديّة و الطّبيعيّة، بل هذه القوانين، من حيث أنّها تنبثق عن الإرادة العامّة، تعبّر عن حرّية الشّعب في تقرير مصيره.
الحالة المدنيّة، عند روسّو، في ماهيّتها، لا تقوم على التّقابل و التّعارض الكلّي مع الحالة الطّبيعيّة، بل هدفها ضمان إنسانيّة الإنسان.

المرجع---------------------------
د. سمير زيدان- إختبار في الفلسفة العامة





















>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم .....
حياك الله استاذنا الكريم على وافر اهتمامك بنشر العلم والمعرفة ....
لدي سؤال **لو سمحتم لي ...
هل يمكن للطالب ان يبدع في الفلسفة ....وما هي حدود هذاالابداع ...
ارجو انني لم اتجاوز صلاحيات الموضوع ....
دمتم مبدعين ***استاذنا ...

=========


>>>> الرد الثاني :




الى اختي..
زينب الهلالي

المقال او الانشاء الفلسفي هو في حقيقة امره ولادة شاقة بعد معاناة عقلية..نتلذذ عند فك طلاسمها و اشكالاتها...انها تتويجا لمجموعة من العمليات والإجراءات المترابطة التي لا يمكن الوصول إليها إلا بعد تعود التلميذ عليها في التمارين الجزئية. وتحدد قيمة هذا النمط من الكتابة في كونه"فعلا إبداعيا حرا يبلور مجهودات التلميذ وقدرته على التعامل مع الخطاب الفلسفي، ويسمح بإنتاج موقفا شخصي يمارس فيه التفكير والتعبير انطلاقا من مكتسباته".....لذا تعرف "جاكلين روس RUSS.J " الإنشاء او الكتابة الفلسفية: الإنشاء الفلسفي كتابة فلسفية تقوم على تحديد مشكلة فلسفية ومعالجتها, وتتطلب بحثا يستند إلى الذاكرة ويستدعي مسارات تأملية ومنهجية متعددة.والإنشاء الفلسفي ليس استعراضا للمعلومات،بل إنه مماثل لتمرين ذهني ونشاط للفكر يترجم حوارا مع الذات، إنه خلق للمفاهيم وتوضيح لها انطلاقا من متطلبات صورية دقيقة، واستدلال محكم بعيد عن كل مصادفة.إن الإنشاء الفلسفي برهنة متدرجة وصارمة ومتناسقة,تنطلق من مشكلة يتم تحديدها وتصدر عن مساءلة للموضوع موجهة ومنظمة تندرج ضمن سيرورة عامة هي الإشكالية
ويدخل الإنشاء الفلسفي في العملية التعليمية التعلمية ضمن عملية التقويم في مادة الفلسفة التي تروم رصد حاصل العملية التعليمية التي انتهجها مدرس الفلسفة خلال فترة زمنية محددة حصل فيها تراكم معرفي معين، من خلال جملة من الأنشطة والممارسات يقوم بها المتعلم.بدء بالقراءة الفلسفية ومرورا بالتحليل والمناقشة الفلسفيتين.
اود ان اقول...لايجب ان تكتفي ما قيل في الدرس فحسب وانما يجب الاطلاع ثم الاطلاع..ثم توسيع الاطلاع...بالكتب الخارجية حتى يتم الاحاطة بالموضوع..بكل ابعاده و مقتضياته...وهذا ما يخول لك كتابة المقال ليس بشكل سطحي جاهز..وانما بعمق و ابداع فعلي....تحياتي



=========


>>>> الرد الثالث :

شكرا جزيلا على المقالة الرائعة لكن يأستادنا العزيز لمادا لم تشير في هده المقالة الى مكيافيلي وانت تعرف انه من انصار القوة لتحقيق الحق ام انك اكتفيت بالفلاسف السالف ذكرهم في المقالة او انه خارج اطار هده المقالة . دمتم لخدمة العلم
السلام عليكم

=========


>>>> الرد الرابع :

بارك الله فيك اخي الفاضل

=========


>>>> الرد الخامس :

جزاك الله خيرا





=========


................. بارك الله فيك .............