عنوان الموضوع : الحتمية والغائية في البيولوجيا...دروس و مقالات باك ادبي
مقدم من طرف منتديات العندليب
ترشة عمار- ثانوية حساني عبد الكريم- الوادي
اولا...... دروس
مشكلة الحتمية والغائية في العلم
يناقش هذا الدرس قضية الغائية متتبعا بصماتها على الفكر الانسانى عبر العصور المختلفة، وهو يهاجم الغائية بمنطق مقنع، ويفسر اضطرار العلوم البيولوجية الى الأخذ بمنطقها أحيانا، وهذا المقال هو موجز لوجهة نظر الكتاب كما عرضها فى ندوة الجمعية لشهر سبتمبر، ونحن ننتظر وجهات النظر الأخرى التى عرضت فى الندوة لننشرها فى الأعداد القادمة ليتم الحوار كالعادة تحقيقا لأمل لا يهدأ.
رغم قلة الأفكار الغائية فى علوم المادة الفزيائية والكيميائية وما يرتبط بهما، فان العلم البيولوجى لا يزال متأثرا جداً بالتفسيرات الغائية teleological explanation ، حتى أنه قد أصبح المعقل الثانى للغائية بعد الميتافيزيقا القديمة.
وكما هو واضح من التسمية فان اصطلاح غائى يصف فكرة اتجاه الأحداث الطبيعية نحو تحقيق اهداف نهائية لها، أى تحقيق نتائج معينة لها طبيعة هادفة.
وهناك اتفاق بين معظم الفلاسفة على أن منشأ الغائية هو لجوء الانسان الى تطبيق السلوك البشرى الهادف على الكون كله، بل أن بيرت Burtt (هو من نقاد العلم ومن فلاسفة العلم المعاصرين) يسمى هذه العملية "سوء تطبيق" misapplication وليس تطبيقا، وهذا الاتجاه يسمى عموما "بالتشبيه بالانسان" anthropomorphism (لأن فيه استعارة لسلوكه الهادف، والذى يتفق كثيرون على اعتباره كذلك وعلى تسميته Goal seeking) قد طبع بطبيعته على الفكر الانسانى منذ زمن سحيق ولم يكتف بالتأثير على الأسطورة واللاهوت والميتافزيقا، بل تعدى ذلك الى العلم. ويذهب كونور Connor (وهو من فلاسفة اللغة المعاصرين) الى أن الانسان قد استعار الاتجاه الهادف فى التفكير وفى صياغة كل اللغات المعروفة، ليس فقط من حياته هو ذات الجوهر الهادف، بل أيضا من السلوك الحيوانى عموما أذ أن كل الكائنات الحية لها سلوك هادف.
أمثلة للتفكير الغائى قبل العلم:
فى الكوزمولوجى الأسطورى ازدهرت الأفكار الغائية التى ترجع سبب الخلق الى رغبات للآلهة فى أثبات وجودها واظهار قدراتها الخلاقة، وفى الكوزمولوجى الدينى صورت مكونات العالم وكأنها تسعى الى تنفيذ خطط الاله التى رسمها العالم والى عرض قدرته التنظيمية من أجل هداية المتأملين، أما فى الأساس الميتافيزيقى الذى يحمل البناء العلمى الحديث الكلاسيكى لعلم ما بعد عصر النهضة والى عصر التنوير، فقد كانت الروح الغائية واضحة( وأن كانت أقل وضوحا من ميتافيزيقا العصور الوسطى وميتافيزيقا التراث اليونانى خاصة المتأثر بأرسطو). تجلت عند نيوين ومعاصريه فى سعى الكون الى تحقيق بقائه عليها قوى متساوية فى المقدار متضادة فى الاتجاه لما أستقر الكون ولما وصل الى مرحلة الحالة الثابتةsteady state، حيث يكون الداخل(مواد وطاقات متكونة) مساويا للمفقود( طاقات مبذولة ومواد مستهلكة فى التفاعلات) وحيث تتحقق قوانين حفظ المادة والطاقة(المادة لا تخلق من لا شئ ولا تفنى وكذلك الطاقة). ومع تحقق الحالة الثابتة تنعدم المفآجات( انفجار أو تفتت نجم أو انخلاق مجرة) ويبقى فقط التشكل البطئ التدريجى الذى لا يتعارض مع استقرار الكون ويساعد على تحقيق هدفه الأساسى وهو الاتزان الفزيائى الذى يؤدى الى البقاء.
وفى القرن التاسع عشر ازدهرت فكرة التطور، أى اتجاه العالم نحو هدف هو التعقيد والارتقاء والتنوع والتكامل ومجموعة من الأوصاف يمكن قبولها كلها تحت كلمة واسعة المعنى هى التطور وهذا الفعل الغائى (التطور) قد أدخل عليه برجسون فى القرن الحالى فكرة" موضوعية" واستقلال الزمان" الذى يصبح قوة فعالة فى تحقيق التطور، وهى فكرة أكثر غموضا من التطور نفسه.
الغائية والعلوم الفزيائية:
من الواضح أن علماء الفزيائية والعلوم المرتبطة بها لا يميلون الى استعمال التفسيرات الغائية نظرا لأن الفكرة السائدة عن المادة هى أنها غير واعية، وبالتالى لا يمكن أن تكون هادفة، اذا اتفقنا على أن السلوك الهادف هو صفة للوعى، فالمادة ذات سلوك حتمى لا يحيد عن الخط الحتمى المعروف الا تحت تأثير سبب خارجى، على عكس السلوك الهادف للكائنات الحية.
ولهذا السبب فالقوانين الفزيائية لا تصاغ صياغة غائية فلا يقال أن الحامض يتحد بمركب قلوى من أجل تكوين ملح، وأنما يقال أنه فى حالة تفاعل حامض مع قلوى ينتج ملح.
ولذلك أيضا صاغ بويل الفزيائية للغازات صياغة حتمية تقول" أنه عند ثبوت درجة الحرارة يزداد الضغط بصغر الحجم بحيث يكون حاصل ضربهما ثابت". ولم يكن ممكنا أن يصوغ بويل قانونه غائبا فيقول" يحاول الغاز زيادة ضغطه اذا قل حجمه والعكس من أجل ابقاء حاصل ضربهما ثابتا عند ثبوت درجة الحرارة .
المظهر الغائى للظاهر البيولوجية:
يصعب انكار المظهر الغائى لبعض الظواهر البيولوجية الرئيسية، فنمو أشواك للقنفذ يبدو هادفا الى حمايته من اقتراب الحيوانات الأكبر منه، وتلون الحرباء بلون الوسط الأخضر يبدو هادفا الى أخفائها عن أعدائها، كذلك فان بعض الأعضاء تؤدى أعمالا فسيولوجية تبدو وكأنها " وظيفة للعضو".
فهل هذا مجرد مظهر سطحى للظواهر البيولوجية؟ أم أن هذه الظواهر تبدى أفعالا غائية فى الواقع ؟ أن مجرد ميلنا نحو أعتبار هذه الظواهر حقيقية يأخذنا الى فرض غير مقبول عقليا، مؤداه أن التفاعلات الكيميائية العضوية التى يترتب عليها المظهر الغائى هى نفسها تفاعلات غائية، وهذا ما يرفضه أرنست ناجل فيلسوف العلم المعاصر ويرفضه معظم المفكرين العلميين المحدثين، أنه شئ حقيقى أن حركة يد الحيوان فى اتجاه الغذاء تبدو هادفة الى الحصول على الغذاء من أجل توفير الطاقة الكيميائية الضرورية للحياة، ولكن التفاعلات التى أنتهت الى تخليق السعرات اللازمة لهذه الحركة هى تفاعلات عمياء( بتعبير أدبى) غير هادفة، وأما مشكلة التناقض بين مظهر الظواهر الحية الغائى وجوهرها غير الغائى فهى تنتهى تماما بتجنب صياغة الظواهر البيولوجية صياغة غائبة والاكتفاء بوضعها فى صيغة حتمية مثل القوانين الفزيائية ، وسنورد أمثلة لذلك لتوضيح أن التعبير عن الظواهر البيولوجية دون وصف غائى هو شئ ممكن دائما.
التعبير غير الغائى عن الظواهر البيولوجية ممكن:
أوضح عدد من فلاسفة العلم امكانية تحويل الصياغة الغائية فى علوم الحياة الى صياغة حتمية، وأحيانا فى شكل قوانين طبيعية سببية، وذلك دون تغيير المعنى أو المضمون. ولقد أورد ارنست ناجل ضمن أمثلته المثالين التاليين
أولا:
(أ) وصف غائى: وظيفة الكلوروفيل فى النبات تصنيع النشا.
(ب) وصف حتمى: تصنع النباتات النشا فى وجود الكلوروفيل فقط.
ثانيا:
(أ) وصف غائى: وظيفة خلايا الدم البيضاء حماية الجسم من العدوى.
(ب) وصف حتمى: وجود خلايا الدم البيضاء فى تركيز معين يقلل من فرصة غزو البكتريا للأنسجة وبدء العدوى.
وقابيلة الصياغة الغائية فى البيولوجيا للتحول إلى صياغة حتمية موجودة فى الأفكار البيولوجية بلااستثناء(اذ أن كلا من الغاية والحتمية مجرد علاقة شرطية بين فكرتين قد ترمز لهما بالرمزين س، ص فيكون شكل الحتمية هوس تؤدى الى ص) وشكل الغائية هو:
(ص تنتج من س من أجل تحقيق الحالة ص) وهكذا تتضح وحدة المضمون فى الحالتين الحتمية والغائية).فلو درست قانون ستارلنج الفسيولوجى لوجدت له صياغة تقول:
(كلما ازدادت كمية الراجع الدموى الوريدى(venous return) تمددت عضلة القلب لتدفع كمية أكبر من الخارج الدموى الشريانى(cardiac output)
ولكن نفس القانون يمكن التعبير عنه حتميا كالآتى دون تغير مضمونه يؤدى ازياد كمية الراجع الدموى الوريدى الى تمدد عضلة القلب وبالتالى الى ازدياد كمية الخارج الدموى الشريانى).
ولقد اعتبر كثير من فلاسفة العلم أن شيوع التفسيرات الغائية فى البيولوجيا لم يكن الا لتسهيل الشرح والتصور واسراع الفهم بتقريب الظاهرة الى شكل الأفعال اليومية، فقطعا تبدو الصياغة(أ) فى المثالين التالين أقرب الى الفهم من(ب):
1ـ(أ) الشعيرات الدموية الكلوية(Renal glomeruli) لا تسمح بمرور البروتينات من الدم الى البول لتحافظ عليها من الفقدان.(صياغة غائية لذلك فهى أقرب الى التصور والفهم).
(ب) نظرا لعدم قابلية البروتينات للرشح خلال الشعيرات الدموية لكبر حجمها الجزئيى فأنها لا تمر مع البول بل تبقى فى الجسم.
(صياغة حتمية لذلك تبدو أكثر تجريدا وربما اصعب فهما).
2 ـ(أ) وظيفة الجلد هى حماية الأنسجة الداخلية من عوامل الوسط الخارجى.
(ب) وجود الجلد بين الوسط الخارجى والأنسجة الداخلية يتسبب فى عزل عوامل الوسط الخارجى عن الأنسجة.
(صياغة حتمية أكثر تجريدا)
ولكن تسهيل الفهم ليس هو السبب الوحيد لكثرة التفسيرات الغائية اذ أن العادة العقلية عند علماء البيولوجيا لها دور وكذلك اضطرار العلماء الى اللجوء للتشبيهanalogy (كتشبيه وظائف أعضاء الجسم بالمجتمع المتكامل الذى تخصص كل فرد من أفراده فى عمل نافع للمجموعة) كان له دور هام.
فما هى الغائية بعد التحليل السابق لصياغة تصوراتنا عن الظواهر صياغات لغوية؟
هى أولا اسلوب ايحاء لغوى من ناحية الشكل تصاغ فيه تصوراتنا عن الظاهرة.
فعندما تكون لدينا ظاهرة كظاهرة توالد الكائنات الحية، ففى امكاننا وصفها باللغة العادية اليومية هكذا:
(تصنع الحيوانات من نفسها نسخا شبيهة بها بالتناسل فيتم حفظ النوع).
وفى امكاننا صياغتها حتمياً هكذا:
(لا يحفظ نوع حيوانى الا بالتوالد).
كما أنه فى امكاننا وصفها غائبا هكذا: (تتوالد الحيوانات من اجل حفظ النوع).
ويمكن بسهولة ملاحظة أن المضمون لم يتغير فى أى من هذه الصيغ الثلاث التى يمكن اعتبارها كلها بمثابة حالة شرطية بين س(التوالد) وص(حفظ النوع) فتكون ص مشروطة بحدوث س أى أن حفظ النوع يستلزم حدوث التوالد.
ولم يكن هناك أى فارق حقيقى فى المعنى بين الصيغ الثلاث، ولكن احداها وهى الصيغة الثالثة قد تمت باستعمال لغة موحية بوجود الهدف(لاحظ كلمة من أجل).
والغائية ثانيا ليست صفة واقعية فى الظاهرة وانما فكرة سبقية"a priori" وتعسفية"arbitrary" تستعمل كوسيلة للبحث وتوجيه التفسير ولتسهيل الفهم.
فأما كونها سبقية فلأن الغائية غير مستنبطة من مقدمات سابقة عليها ولا بد من ملحوظات تجريبية لا تقبل التفسيرات الأخرى غير الغائية بل هى مجرد مبدأ نظرى فى الذهن لا يمكن البرهنة عليه ولا التيقن من صحته تماما مثل فكرة(القدر) أو(السببية) أو(حرية الارادة وتخيير الانسان). وكونها تعسفية واضح من أنها موضوعة باختيار الذهن، كما وضعت الاتجاهات الأربعة(الشمال والجنوب والشرق والغرب) واتجاهى الكهرباء(سالب وموجب) أو مقاييس المسافات (كأن تقسم الى أمتار مثلا أو ياردات وأميال)،ومما يميز الأفكار التعسفية كالغائية امكان استبدالها بأفكار أخرى بديلة دون أن يؤدى ذلك الى توقف التفكير، فكما وضحنا فى البداية يمكن استبدال الصياغة الغائية دائما بصياغة حتمية أو سببية، كما يمكن الاستغناء التام عن التفسيرات الغائية فى أكبر معقل للغائية بين العلوم وهو العلم البيولوجى.
هل الغائية مبدأ ضرورى فى العلم؟
ليس لمجرد المسايرة للاتجاه الذى يسير فيه معظم فلاسفة العلم يذهب هذا المقال الى الدعوة لتنقية البيولوجيا من الغائية، بل أن المقال يستند الى امكانية الاستغناء عن التفسيرات الغائية، ولو من باب الاقتصاد، طالما أن التفسيرات المحايدة والحتمية قادرة على وصف الظواهر البيولوجية. ومن وجهة نظر أخرى فان الغائية تبدو بالفعل كمبدأ متحيز(prejudiced) يفترض دون وجه حق وبشكل مسبق وجود السلوك الهادف فى الظواهر المعروضة للدراسة.
أما استعمال الغائية لتسهيل الفهم فهو استمرار للعادة الذهنية التى تشبه العالم بالانسان ولا حاجة بنا لذلك.
--------------------------------
منقول لللاستفادة..د. محمد السماحى بتصرف
مشكلة الحتمية والغائية في البيولوجيا:....درس
مفهوم علم البيولوجيا الحية: يختص علم البيولوجيا بدراسة الظواهر الحية سواء كانت نباتية أم حيوانية.
خصائص الظاهرة الحية: تشترك الظاهرة الحية مع الظاهرة الفيزيائية في كونهما مادتين تشغلان حيزا من المكان، تقبلان الملاحظة والدراسة الموضوعية.
ومع ذلك فهما يختلفان إذ تتميز الظاهرة الفيزيائية بجملة من الخصائص يمكن إجمالها فيما يلي:
الظاهرة الحية معقدة: تتسم الظاهرة الحية بدرجة غالية من التعقيد، يظهر ذلك في ترابطها مع غيرها من الظواهر مما يصعب عزلها ودراستها علميا وبشكل مستقل.
الظاهرة الحية حية: أي تقوم بجملة من الوظائف الحيوية وكل دراسة علمية مطالبة بدراسة الظاهرة الحية في هذا الإطار الحيوي ومن جملة الوظائف الحيوية التي تميز الظاهرة الحية:
التغذي: وظيفة حيوية تتمثل في أخذ مواد من الطبيعة وتحويلها عن طريق التمثيل أو الهضم إلى مواد قابلة للاستهلاك.
التكاثر: وظيفة حيوية تتمثل في نزوع الكائن آليا أو غريزيا في مرحلة من مراحل النمو إلى إعطاء كائن يحمل نفس المواصفات النوعية [استمرار النوع].
النمو: وظيفة حيوية تتمثل في انتقال الكائن من مرحلة إلى مرحلة تكون مصحوبة بجملة من التغيرات والمظاهر.
التنفس: وظيفة حيوية يقوم بها الكائن الحي تتمثل في أخذ الأكسجين وطرح ثاني اكسيد الكربون أو أخذ الأكسجين الذي تستعمله لخلية في الاحتراق لإنتاج الطاقة الضرورية...
الإطراح: عملية حيوية قوامه طرح المواد التي لا يحتاجها الجسم إلى الخارج...الخ.
أسباب تأخر علم البيولوجيا وحدود التجربة فيه :
إذا عدنا إلى تاريخ البيولوجيا نجده قد تأخر في الظهور قياسا إلى علم الفيزياء ويذكر رواد هذا العلم أن الدعوة الفعلية إلى ظهور علم البيولوجيا ترتبط بالبيولوجي كلود برنار في كتابة " مدخل إلى الطب التجريبي " مع أننا نعتقد أن جهود المسلمين كانت سباقة إذا مارسوا الطب بصورة تجريبية رغم أنهم لم ينظروا لهذه الممارسة ، ومهما يكن من أمر فأسباب تأخر علم البيولوجيا كثيرة نذكر منها :
طبيعة الظاهرة الحية ذاتها .
نقص الوسائل والأجهزة .
ارتباط البيولوجيا بالخرافة .
مشكلة الحتمية والغائية في البيولوجيا :
أ) ضبط المشكلة : رغم أسباب التأخر التي طالت علم البيولوجيا إلا أن دعوة كلود برنار كانت مثمرة ( دراسة بول الأرانب ) في تحول علم البيولوجيا إلى علم تجريبي غير أن إمكانية التجريب هذه أدت إلى طرح المشكلة إبستومولوجية هامة هي :
كيف يمكن دراسة المادة الحية؟ بلغة أخرى هل تدرس بنفس الكيفية التي تدرس بها المادة الجامدة أم بكيفية خاصة ؟ بلغة أخرى هل تدرس الظاهرة البيولوجية في نطاق حتمي آلي كما لو كانت ظاهرة فيزيائية أم تدرس في نطاق غائي خاص ؟ يعبر البيولوجي الفرنسي كينو عن هذه المشكلة بقوله : " إن فهم أو تفسير الغائية العضوية هي المشكلة الرئيسية في البيولوجيا، وحتى في الفلسفة ، وعلى هذا الشأن ينقسم البيولوجيون إلى مدرستين تعتقد كلاهما اعتقادا راسخا في متانة دعائمها مما لا يترك أي مجال للاتفاق "
ب) الموقف الحتمي الآلي : يذهب كلود برنار إلى أن الدراسة العلمية للظواهر الحية لا يكون إلا في نطاق حتمي ذلك أن الظواهر الحية هي نفسها الظواهر الجامدة
يقول: " إن المظاهر التي تبدو في الظواهر الحية هي نفسها المظاهر التي تتجلى في الظواهر الجامدة إنها تخضع لنفس الحتمية .
إن طابع التشابه بين الظاهرة الحية والظاهرة الفيزيائية قوي ويتعلق أصلا بالمكونات الاختلاف الوحيد بينهما يظهر في درجة التعقيد الذي يعد اختلافا في الدرجة وليس اختلافا في النوع أي أن اختلاف عرض وليس جوهري هذا ما تكشفه التجربة ، ذلك أن تحليل المادة الحية
يوصلنا إلى مكونات طبيعية ثم إن التفاعل الذي يتم على مستوى المادة الحية هو نفسه تفاعل كيميائي .... إلخ
النقد: يكشف هذا التوجه على نزعة علمية تطمح إلى تحقيق الدقة الملاحظة في الفيزياء غير أن هذه النزعة أخطأت أكثر من مرة فهي لم تراع خصائص الظاهرة الحية .
أخضعت الظاهرة للمنهج في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون العكس.
وصلت إلى نتائج لم تشمل كل الظواهر الحية.
II- الموقف الغائي:
في المقابل للطرح السابق يذهب الغائيون ذوي التوجه الحيوي إلى القول أن الظاهرة الحية من طبيعة خاصة وينبغي أن نراعي هذه الخصوصية أثناء الدراسة ومن هذه الخصوصية أثناء الدراسة ومن هذه الخصوصية نذكر أنم الظاهرة الحية تتميز بطابع من النظام والانسجام والدقة والتي تفرض دراستها في نطاق غائي.
ويضرب دونوي مثلا لذلك إذا أخذنا أنبوبا ووضعنا فيه صفين من الكرات إحداها سوداء والأخرى بيضاء في كل صف 1000 كرية فإذا حركنا الأنبوب لتختلط فإن احتمال انتظامها ضعيف يقدر بـ 0.489-14 .
يكشف المثال أن التفاعل في المادة الحية ليس تفاعلا أعمى ولا يفسر في نطاق مبدأ الحتمية.
النقد: يصدق هذا بكل تأكيد على الظواهر الحية الأكثر تعقيدا ذلك أن نشاط الخلايا مثلا يتم في نطاق الاختصاص.ومن العبث أن نلغي الدور والوظيفة الخاصة بالخلايا غير أن المبالغة في هذا الطرح تؤدي إلى اعتبارات ميتافيزيقية تعيق العلم يقول كلورد برنارد ناقدا الاتجاه الغائي: "إن التفسير الغائي عقيم شبيه بعذراء تقدم نفسها قربانا للآلهة".
التركيب: يتجه علماء البيولوجيا اليوم إلى دراسة الظواهر الحية في نطاقين حتمي وغائي كما لو كانت الظاهرة ضمن معلم يراعي الظاهرة في حتميتها وفي غائيتها.
العلية والغائية.........درس
يعتبر مفهوم السببية هو المفهوم المركزي في النموذج الميكانيكي للطبيعة. ولكن على الرغم من ذلك ظهرت تصورات جديدة عن الأسلوب الذي تعمل به الطبيعة يمثل تصورا وسطا فيما بين السببية والغائية. ولكن لأنها تصورات لا تتسق مع النموذج الميكانيكي للطبيعة ولأن النموذج الجديد اللاميكانيكي البديل للطبيعة لم يظهر بعد أصبحت هذه التصورات تصورات إشكالية تثير الخلافات العميقة بين الاتجاهات المختلفة في فلسفة العلم. وفيما يلي نطرح تعريفا لبعض هذه التصورات ونبين جوهر الخلاف غير المحسوم حولها.
- الوظيفية.
الوظيفية هي مفهوم نشأ في سياق تفسير العمليات البيولوجية بدون الرجوع إلى القوانين الفيزيائية الأساسية، اي بدون رد البيولوجيا إلى الفيزياء. ونشأ كذلك في سياق فلسفة العقل بهدف تجاوز المشكلات التي قابلت تفسير العقل الإنساني عن طريق نظرية الهوية "Identity Theory". فلأن تطورات أبحاث المخ والأعصاب اثبتت أن المخ أكثر تعقيدا من اعتباره مجرد معالجة معلومات تتطابق فيها أجزاء المخ مع العمليات العقلية. لذلك ظهر تصور أنه يمكن تعريف العقل بواسطة الوظيفة التي يقوم بها مخ الإنسان من عمليات الإدراك والتحليل واتخاذ القرار بدون الحاجة إلى تفسير العمليات الدقيقة ذاتها. وذلك باعتبار أن المهم هو الوظيفة النهائية للمنظومة وأنه يمكن لمنظومات متعددة مختلفة أن تقوم بنفس الوظيفة فيما يسمى بتعدد التحقق "Multi-realization" .
ويعرف دانييل دنت "Daniel Dunnett" الوظيفية على وجه العموم بأن "الوظيفية هي تصور أن اللطيف هو ما يفعله اللطيف، أن المادة تهم فقط بسبب ما يمكن أن تفعله المادة. الوظيفية بهذا المعنى العام هي كلية الوجود (Ubiquitous) في العلم حتى أنها معادلة لفرضية حاكمة للعلوم كلها" أما "ند بلوك" "Ned Block" فيعرف الوظيفية في فلسفة العقل بأنها "تحديد لتصورنا عن الحالة العقلية (Mental State) بحيث يكون كل نوع من أنواع الحالات العقلية حالة تتكون من وصف لفعل باشكال مختلفة، بافتراض وجود مدخلات حسية معينة، وحالات عقلية معينة" . فتحديد حالة عقلية معينة هو وصف للفعل العقلي الذي يمكن أن تقوم به بأشكال مختلفة، اي للوظيفة التي تقوم بها هذه الحالة العقلية. وهو يقسم الوظيفية في العقل بعد ذلك إلى وظيفية ظاهرة ووظيفية مختفية.
ولأن مفهوم الوظيفية يعبر عن المعرفة العلمية بالهدف الذي يهدف إليه عضو ما أو خلية حية معينة أو مركب عضوي ما، فإن هذا المفهوم هو في جوهره مفهوم غائي. ولا يقدح في ذلك أن معرفة الوظيفة تتم بواسطة الأسلوب العلمي التجريبي المنضبط. ولذلك يسمي البعض هذا النوع من المعرفة العلمية بالغائية المادية أو الغائية التجريبية، او الغائية الجديدة "Neo-Teleology" . وبذلك أصبح مفهوم الوظيفية مؤديا إلى نوعين متعارضين للغائية، أحدهما يعتمد على التصور التقليدي للغاية باعتبارها هدف لكيان غير مادي كامن في المنظومة نفسها. والآخر يعتمد على اعتبار الغائية مجرد تعبير لغوي يصف أداء المنظومة الناتج في الأساس عن مكوناتها المادية ودرجة تعقيدها كمنظومة .
مقالة :هل يمكن اخضاع المادة الحية للمنهج التجريبي على غرار المادة الجامدة ؟.......... جدلية
i- طرح المشكلة :تختلف المادة الحية عن الجامدة من حيث طبيعتها المعقدة ، الامر الذي جعل البعض يؤمن ان تطبيق خطوات المنهج التجربيي عليها بنفس الكيفية المطبقة في المادة الجامدة متعذرا ، و يعتقد آخرون ان المادة الحية كالجامدة من حيث مكوناتها مما يسمح بامكانية اخضاعها للدراسة التجريبية ، فهل يمكن فعلا تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية على غرار المادة الجامدة ؟
ii– محاولة حل المشكلة :
1- أ- الاطروحة :يرى البعض ، أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجرببي على الظواهر الحية بنفس الكيفية التي يتم فيها تطبيقه على المادة الجامدة ، إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات و العوائق ، بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس ذاته و هو المادة الحية ، و بعضها الاخر الى يتعلق بتطبيق خطوات المنج التجريبي عليها .
1-ب- الحجة : و يؤكد ذلك ، أن المادة الحية – مقارنة بالمادة الجامدة – شديدة التعقيد نظرا للخصائص التي تميزها ؛ فالكائنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع و الاستمرار في البقاء . ثم إن المحافظة على توازن الجسم الحي يكون عن طريقالتغذية التي تتكون من جميع العناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم . كما يمر الكائن الحي بسلسلة من المراحل التي هي مراحل النمو ، فتكون كل مرحلة هي نتيجة للمرحلة السابقة و سبب للمرحلة اللاحقة . هذا ، و تعتبر المادة الحية مادة جامدة أضيفت لها صفة الحياة من خلال الوظيفة التي تؤديها ، فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف تقوم بها جملة من الاعضاء ، مع تخصص كل عضو بالوظيفة التي تؤديها و اذا اختل العضو تعطلت الوظيفة و لا يمكن لعضو آخر أن يقوم بها . و تتميز الكائنات الحية – ايضا – بـالوحدة العضوية التي تعني ان الجزء تابع للكل و لا يمكن أن يقوم بوظيفته الا في اطار هذا الكل ، و سبب ذلك يعود الى أن جميع الكائنات الحية – باستثناء الفيروسات – تتكون من خلايا .
بالاضافة الى الصعوبات المتعلقة بطبيعة الموضوع ، هناك صعوبات تتعلق بالمنهج المطبق و هو المنهج التجريبي بخطواته المعروفة ، و أول عائق يصادفنا على مستوى المنهج هو عائق الملاحظة ؛ فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة و الشمولية و متابعة الظاهرة في جميع شروطها و ظروفها و مراحلها ، لكن ذلك يبدو صعبا ومتعذرا في المادة الحية ، فلأنها حية فإنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظرا لتشابك و تعقيد و تداخل و تكامل و ترابط الاجزاء العضوية الحية فيما بينها ، مما يحول دون ملاحظتها ملاحظة علمية ، خاصة عند حركتها أو اثناء قيامها بوظيفتها . كما لا يمكن ملاحظة العضو معزولا ، فالملاحظة تكون ناقصة غير شاملة مما يفقدها صفة العلمية ، ثم ان عزل العضو قد يؤدي الى موته ، يقول أحد الفيزيولوجيين الفرنسيين : « إن سائر اجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ، فهي لا تتحرك الا بمقدار ما تتحرك كلها معا ، و الرغبة في فصل جزء منها معناه نقلها من نظام الاحياء الى نظام الاموات ».
و دائما على مستوى المنهج ، هناك عائق التجريب الذي يطرح مشاكل كبيرة ؛ فمن المشكلات التي تعترض العالم البيولوجي مشكلة الفرق بين الوسطين الطبيعي و الاصطناعي ؛ فالكائن الحي في المخبر ليس كما هو في حالته الطبيعية ، إذ أن تغير المحيط من وسط طبيعي الى شروط اصطناعية يشوه الكائن الحي و يخلق اضطرابا في العضوية و يفقد التوازن .
ومعلوم ان التجريب في المادة الجامدة يقتضي تكرار الظاهرة في المختبر للتأكد من صحة الملاحظات و الفرضيات ، و اذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع و تكرار الظاهرة وقت ما شاء ، ففي المادة الحية يتعذر تكرار التجربة لأن تكرارها لا يؤدي دائما الى نفس النتيجة ، مثال ذلك ان حقن فأر بـ1سم3 من المصل لا يؤثر فيه في المرة الاولى ، و في الثانية قد يصاب بصدمة عضوية ، و الثالثة تؤدي الى موته ، مما يعني أن نفس الاسباب لا تؤدي الى نفس النتائج في البيولوجيا ، و هو ما يلزم عنه عدم امكانية تطبيق مبدأ الحتمية بصورة صارمة في البيولوجيا ، علما ان التجريب و تكراره يستند الى هذا المبدأ .
و بشكل عام ، فإن التجريب يؤثر على بنية الجهاز العضوي ، ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة .
و من العوائق كذلك ، عائق التصنيف و التعميم ؛ فإذا كانت الظواهر الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو فلكي أو فيزيائي أو جيولوجي وبين أصناف الظواهر داخل كل صنف ، فإن التصنيف في المادة الحية يشكل عقبة نظرا لخصوصيات كل كائن حي التي ينفرد بها عن غيره ، ومن ثـمّ فإن كل تصنيف يقضي على الفردية ويشوّه طبيعة الموضوع مما يؤثر سلبا على نتائج البحث .
وهذا بدوره يحول دون تعميم النتائج على جميع افراد الجنس الواحد ، بحيث ان الكائن الحي لا يكون هو هو مع الانواع الاخرى من الكائنات ، ويعود ذلك الى الفردية التي يتمتع بها الكائن الحي .
1-جـ- النقد : لكن هذه مجرد عوائق تاريخية لازمت البيولوجيا عند بداياتها و محاولتها الظهور كعلم يضاهي العلوم المادية الاخرى بعد انفصالها عن الفلسفة ، كما ان هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال بعض العلوم الاخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا خاصة علم الكمياء .. و سرعان ما تــمّ تجاوزها .
2-أ- نقيض الاطروحة : وخلافا لما سبق ، يعتقد البعض أنه يمكن اخضاع المادة الحية الى المنهج التجريبي ، فالمادة الحية كالجامدة من حيث المكونات ، وعليه يمكن تفسيرها بالقوانين الفيزيائية- الكميائية أي يمكن دراستها بنفس الكيفية التي ندرس بها المادة الجامدة . ويعود الفضل في ادخال المنهج التجريبي في البيولوجيا الى العالم الفيزيولوجي ( كلود بيرنار ) متجاوزا بذلك العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحية في تطبيقها للمنهج العلمي .
2-ب- الادلة : و ما يثبت ذلك ، أنه مادامت المادة الحية تتكون من نفس عناصر المادة الجامدة كالاوكسجين و الهيدروجين و الكربون و الازوت و الكالسيوم و الفسفور ... فإنه يمكن دراسة المادة الحية تماما مثل المادة الجامدة .
هذا على مستوى طبيعة الموضوع ، اما على مستوى المنهج فقد صار من الممكن القيام بالملاحظة الدقيقة على العضوية دون الحاجة الى فصل الاعضاء عن بعضها ، أي ملاحظة العضوية وهي تقوم بوظيفتها ، و ذلك بفضل ابتكار وسائل الملاحظة كالمجهر الالكتروني و الاشعة و المنظار ...
كما اصبح على مستوى التجريب القيام بالتجربة دون الحاجة الى ابطال وظيفة العضو أو فصله ، و حتى و إن تــمّ فصل العضو الحي فيمكن بقائه حيا مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كميائية خاصة .
2-جـ- النقد : ولكن لو كانت المادة الحية كالجامدة لأمكن دراستها دراسة علمية على غرار المادة الجامدة ، غير ان ذلك تصادفه جملة من العوائق و الصعوبات تكشف عن الطبيعة المعقدة للمادة الحية . كما انه اذا كانت الظواهر الجامدة تفسر تفسيرا حتميا و آليا ، فإن للغائية إعتبار و أهمية في فهم وتفسير المادة الحية ، مع ما تحمله الغائية من اعتبارات ميتافيزيقية قد لا تكون للمعرفة العلمية علاقة بها .
3- التركيب : و بذلك يمكن القول أن المادة الحية يمكن دراستها دراسة العلمية ، لكن مع مراعاة طبيعتها وخصوصياتها التي تختلف عن طبيعة المادة الجامدة ، بحيث بحيث يمكن للبيولوجيا ان تستعير المنهج التجريبي من العلوم المادية الاخرى مع الاحتفاظ بطبيعتها الخاصة ، يقول كلود بيرنار : « لابد لعلم البيولوجيا أن يأخذ من الفيزياء و الكمياء المنهج التجريبي ، مع الاحتفاظ بحوادثه الخاصة و قوانينه الخاصة ».
Iii- حل المشكلة :وهكذا يتضح ان المشكل المطروح في ميدان البيولوجيا على مستوى المنهج خاصة ، يعود اساسا الى طبيعة الموضوع المدروس و هو الظاهرة الحية ، والى كون البيولوجيا علم حديث العهد بالدراسات العلمية ، و يمكنه تجاوز تلك العقبات التي تعترضه تدريجيا .
من تعميم التعليم والمراسلة حمل مقال فلسفي...... الحتمية والغائية في البيولوجيا........من هنا
https://www.onefd.edu.dz/3AS_exo/pdf/...-corriger1.pdf
Download
لا تنس.....يوم الامتحان
(قبل المذاكرة)
اللهم أني اسألك فهم النبيين و حفظ المرسلين و الملائكة المقربيناللهم أجعل ألسنتنا عامرة بذكرك و قلوبنا بخشيتك و أسرارنا بطاعتك أنك على كل شيء قدير .. حسبنا الله و نعم الوكيل.
(بعد المذاكرة) اللهم أني استودعتك ما قرأت و ما حفظت و ما تعلمت فرده عند حاجتي اليه انك على كل شيء قدير ، حسبنا الله و نعم الوكيل.
(يوم الامتحان) اللهم أني توكلت عليك و سلمت امري اليك لا ملجأ و منجا منك إلا اليك.
(دخول القاعة) رب أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق و أجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(قبل البدء بالحل) رب أشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقه قولي بسم الله الفتاح ، اللهم لا سهل ألا ما جعلته سهلا و انت تجعل الحزن اذا شئت سهلا يا ارحم الراحمين.
(أثناء الامتحان) لا إله الا انت سبحانك أني كنت من الظالمين يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، رب ان مسني الضر أنك أرحم الراحمين.
(أثناء النسيان) اللهم يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه أجمع علي ضالتي.
(بعد الانتهاء) الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
سقراط .....يعلمك الحكمة
في أحد الأيام صادف الفيلسوف العظيم أحد معارفه الذي جرى له وقال له بتلهف:
"سقراط،أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك؟"
"انتظر لحظة" رد عليه سقراط"قبل أن تخبرني أود منك أن تجتاز امتحان صغير يدعى امتحان المقياس الثلاثي"
" المقياس الثلاثي؟ "
"هذا صحيح" تابع سقراط:"قبل أن تخبرني عن طالبي لنأخذ لحظة لنقيس ما كنت ستقوله.
الفلتر الأول هو الصدق،هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح؟"
"لا" رد الرجل،"في الواقع لقد سمعت الخبر و..."
"حسنا"قال سقراط،"إذا أنت لست أكيد أن ما ستخبرني صحيح أو خطأ.
لنجرب المقياس الثاني، فلتر الطيبة.هل ما ستخبرني به عن طالبي شيء طيب؟"
"لا..."
"حسنا"تابع سقراط"إذا ستخبرني شيء سيء عن طالبي على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح؟"
بدأ الرجل بالشعور بالإحراج. تابع سقراط:"ما زال بإمكانك أن تنجح بالإمتحان،
فهناك المقياس الثالث -مقياس الفائدة. هل ما ستخبرني به عن طالبي سيفيدني؟"
"في الواقع لا."
"إذا" تابع سقراط" إذا كنت ستخبرني بشيء ليس بصحيح ولا بطيب ولا ذي فائدة أو قيمة، لماذا تخبرني به من الأصل؟"
فاعلم اخي ان الله امرك قبل سقراط بان لا تنقل الا ماهو صحيح وطيب وذو فائدة!!
و
في امان الله........دعواتكم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
ألف شكر لك
=========
>>>> الرد الثالث :
شكراااااااااااااا
=========
>>>> الرد الرابع :
اتشرف بمشاركتكم وردودكم......الف شكر......
اضع بين ايديكم رابط موقع التقويم الداتيلتستفيدوا منهوتتعلموا من اخطائكمتفضلواا
=========
>>>> الرد الخامس :
شكرا جزيل الشكر هذا ماكنت ابحث عنه
=========
تسلم على الموضوع الرائع وجزاك الله خيرا
......الف شكر......
شكرا على المواضيع
ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم - الوادي
اتشرف بمشاركتكم وردودكم......الف شكر......
اضع بين ايديكم رابط موقع التقويم الداتيلتستفيدوا منهوتتعلموا من اخطائكمتفضلواا
جزيل الشكر
بارك الله فيك شريكي
شكرا لك وجزاك الله كل خير
بارك الله فيك