عنوان الموضوع : هذا ‬ما ‬قاله ‬الإسرائيليون ‬للجنود* ‬الجزائريين تاريخ جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب

هذا ‬ما ‬قاله ‬الإسرائيليون ‬للجنود* ‬الجزائريين*‬



[[IMG]https://1-ps.googleuser*******.com/x/www.echoroukonline.com/static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2016/xabderrahanebenlambarek_272878971.jpg.pagespeed.ic .s0ddqiozBm.jpg[/IMG]


تجمع كل التقارير التاريخية والعسكرية، على أن ما قام به الجندي الجزائري، في جبهة القتال وحروب الاستنزاف منذ سنة 1967 إلى غاية 1973 يبقى ذكرى خالدة للأجيال الصاعدة لا ينكره إلا جاحد، وقد اعترف به العدو قبل الصديق، إلا أن المشكل الحاصل أن الكثير، خاصة الجيل المعاصر، ولأسباب متعددة، ما زال يجهل تاريخ أبطال الجزائر وما صنعوه بأرض الكنانة طيلة الفترة التي قضوها هناك. ولإزالة الغبار على جزء من هذا التاريخ التليد ارتأت "الشروق اليومي"، أن تغوص في أعماق هذا الملف مع الذين عايشوا تلك الأحداث التاريخية، أو كانوا أحد رجالها الأشاوس.
يكشف الجندي المتقاعد عبد الرحمان بن لمبارك المقيم بولاية باتنة، عن جوانب مهمة من مشاركته في حرب الإستنزاف بجبهة قناة السويس المصرية وتحديدا بمنطقة "الدفرسوار"، كقائد فوج استطلاع لوحدة مضادة للطيران، طلب قائد القوات الجزائرية آنذاك خالد نزار إرسالها بين سنتي 1968 و1969، كما يروي مقاطع بطولية عن حسن بلاء الجنود الجزائريين إلى جانب إخوانهم المصريين في القتال ضد العدو المشترك والأبدي، وخبايا استشهاد الفريق عبد المنعم رياض الذي صار اسمه علما في أحد أكبر شوارع القاهرة، وأطوار حرب نفسية بين الإسرائيليين والجنود الجزائريين بدأت قبل بداية المعارك الميدانية، وتمتاز شهادة المتحدث الذي يشغل حاليا منصب أمين ولائي لمكتب بقدماء محاربي الشرق الأوسط بباتنة بالدقة بعدما دوّن تلك الحقائق ضمن مذكرتين صغيرتين كان يدوّن بهما يومياته في الجبهة ما يجعلها أقرب للتأريخ الأكاديمي منها للحوار الصحفي العام، ما يضفي على هذا الحوار مصداقية تقترب من الحقيقة التاريخية الموثقة.



أنتم من المشاركين بالجبهة المصرية في حرب الاستنزاف التي أعقبت نكبة جوان 1967 .. هل كنتم تتوقون للقتال ضد العدو الإسرائيلي وكيف كانت المشاعر العامة في صفوف الجنود الجزائريين أنذاك؟

بعد وقوع النكبة كانت هناك حالة حسرة وإحباط عامتين تولدت عنهما رغبة عارمة في الثأر للأمة العربية من الكيان الصهيوني، كنت أتحسس ذلك في صفوف الجنود الجزائريين، كما أشعر به عميقا في نفسي، كانت لدينا رغبة في الذهاب والقتال هناك، خاصة وأن قوات جزائرية سبقتنا إلى الجبهة المصرية. كنا شبانا، وشخصيا كنت في العشرينيات من العمر فقد انخرطت قبل ذلك جنديا في صفوف الجيش العام 1966 في تخصص المدفعية المضادة للطيران بالرغاية ثم انتقلت لإجراء تكوين سريع في سلاح الإشارة أي الاتصالات ببوزريعة، غير أن حلم الالتحاق بالجبهة المصرية على طول القناة المقدر بـ 150 كلم تحقق ونحن في عين الصفراء في أكتوبر 1968 حينما تمكن خالد نزار من إقناع الشاذلي بن جديد قائد الناحية العسكرية الثانية بضرورة إرسال وحدات مضادة للطيران تكمل وحدات المشاة التي أرسلت قبل ذلك، وحينما جاءنا الأمر، وكنت رئيس فوج يقوده الضابط الملازم الأول يسعد حسين، شعرت بإحساسين هما الفخر بالمشاركة في قتال الصهاينة وإحساس بعدم العودة مطلقا إلى أرض الوطن، فقد كنت أرى نفسي شهيداً لا محالة.



كيف كانت معنويات الجنود الجزائريين طوال الرحلة من الجزائر إلى غاية جبهة القتال؟

طوال الرحلة التي امتدت من عين الصفراء إلى مطار السانية بوهران ومنه إلى ليبيا، حيث استفدنا من توقف مدة ساعتين قبل أن نطير نحو مطار القاهرة، كنا نتقاسم شعورا واحد، وربما من عنفوان الشباب كنا نأمل بدكّ الكيان الصهيوني والدخول إلى"عاصمته" تل أبيب، رأيتُ الجنود الجزائريين وكانوا كلهم من مناطق باتنة وخنشلة وتبسة وسوق أهراس فرحين بهذه المهمة مع حرارة دماء عالية، تذكرك بشجاعة الجزائري المعروفة ورغبته في مقارعة الصعاب ومجابهة التحديات، غير أنه رغم تلك الشجاعة البادية علينا، فقد كنا ندرك أننا لسنا في نزهة؛ فالجيش الإسرائيلي مدجج بالعتاد والسلاح المتطور. حينما وصلنا إلى المطار استقبلنا جنودٌ جزائريون بشاحنات نقلتنا ليلا إلى موقعنا بالجبهة في المنطقة المعروفة بـ"الدفرسوار" بالكيلو 101 بين قمة فايد والتل الكبير، طبعا وصلنا قبل عتادنا الذي تمّ شحنُه في باخرة ابن خلدون من الجزائر نحو ميناء الإسكندرية على أمل وصوله بعد أسبوع.



كيف وجدتم الجبهة خاصة وأنكم وصلتم ليلا؟

- بمجرد وصولنا أدركنا أننا في حرب حقيقية فقد كان دويُّ القصف يُسمع على ضفتي قناة السويس، ولهيب الصواريخ والقذائف حوَّل الليل نهارا بحمم حمراء تملأ السماء، وقد حز في أنفسنا أننا ودون سلاحنا الثقيل الذي سيصلنا بعد أسبوع، نبقى مكتوفي الأيدي، نراقب تبادل القذائف دون أن يكون لنا دور بأسلحة رشاشة خفيفة لا تفي بالغرض في حرب حقيقية، لذلك كنا نتحاشى القذائف في مخابئنا أو منبطحين في الدُّشم أو فوق الرمال حتى جاءنا الفرج بوصول العتاد، فدخلنا فوراً في أجواء الحرب، توليت رئاسة فوج الاستطلاع وفوج القيادة، وهو يتكون من 12 مقاتلا أذكر منهم صف الضابط بشير بن عمار من سيدي بلعباس والمرشح المجاهد بن خالد عمار من سوق أهراس، وكنا تحت إمارة الملازم الأول يسعد حسين، كنا نرابض على بُعد 2 كلم، وحتى 350 من المواقع المتقدمة للجيش الإسرائيلي للقيام بمهمة رصد إحداثيات الطائرات الإسرائيلية وتقديم معلوماتها الخاصة بالارتفاع والانخفاض والسرعة مع أوامر ضربها بالمضادات.



هل لك أن تشرح هذه المهمة من الناحية التقنية والعسكرية حتى يفهم المتلقي أجواء تلك المعارك؟

فوج الاستطلاع يستخدم أسلحة معروفة هي تي بي والتيزيكا وهي عبارة عن مناظير كبيرة بعضها يرصد على بعد 50 كلم، وحتى 150 كلم، وهي تستطيع تكبير الصورة بحجم 50 مرة عن رؤية العين المجردة، حينما نستكشف الطائرات ونحسب سرعتها وارتفاعها نرسل تلك المعلومات بصورة آنية إلى مركز القيادة الذي يعطي أوامر الضرب، كما أن بعض هذه الأسلحة يعطي أمر الضرب آليا بمراقبة تحرك تلك الطائرات عبر خارطة موضوعة أمامنا، وبالنسبة لهذه المهمة فهي حساسة عسكريا لأنها تتطلب السرعة الفائقة فلديك 10 دقائق، وهو زمن كل غارة فإمّا أن تسقطها أو تدك مواقعك.



قرأنا في بعض مذكرات شهود هذه الحرب أنها لم تكن حربا عسكرية بل كانت حربا نفسية بامتياز لقرب المواقع الجزائرية والإسرائيلية؟

- هذا صحيح، وأنا أشهد على ذلك تماما فقد كانت إذاعة إسرائيلية تابعة للدفاع الإسرائيلي تخاطبنا نحن الجزائريين بعربية فصيحة، وتوجه لنا رسائل ضمن الحرب السيكولوجية، كان الإسرائيليون يقولون لنا "أنتم الجزائريون لم يمض وقت طويل عن استقلالكم بعد 132 سنة من الاحتلال الفرنسي وأنتم لم تشبعوا الكسرة وتأتون هنا للدفاع عن المصريين المنشغلين بالسيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ"، كما كانوا أيضا يمعنون في معايرتنا بأننا لسنا مؤهلين لخوض الحرب في جغرافيا تختلف كثيرا عن جغرافيا الجزائر، كما كانوا يقولون إننا نقطة الضعف الواضحة في الجبهة بسبب عدم معرفتنا بطبيعتها الطوبوغرافية، وطبعا كان الهدف إحداث الشقاق وإضعاف الروح المعنوية ليس أكثر من ذلك ولا أقل، لأننا كنا ندرك أن الحرب في ميدان الوغى وليس في ميدان الأثير، فقد اعترف بعدها ديفيد أليعازر رئيس الأركان الصهيوني بقوله حول حرب أكتوبر، وهي من نتائج حرب الاستنزاف بقوله "لست مسؤولا عن هزيمة صنعها قادة إسرائيل الأغبياء، لقد استهانوا بالقوات العربية المحتشدة على الجبهتين الشمالية والجنوبية، وما حدث لقواتنا في ميناء الأديبة كان نتيجة للاستهانة والاستهتار بعدد وعتاد الوحدات الجزائرية لقد توقع شارون المغرور أن الجزائريين بأسلحتهم البدائية سيفرون بمجرد رؤية دباباته، لكنهم نصبوا له الفخ فخسرنا في يوم واحد 900 جندي من خيرة جيشنا وفقدنا 172 دبابة، ألم أخبر شارون بأن نظريته المرتكزة على هشاشة الجبهة الجزائرية وجهلهم بطبيعة المكان وأسلوب القتال فيه ضدنا هي نظرية هشة، وأن هؤلاء لديهم خبرة تفوق خبرة المصريين في حرب العصابات التي تفوّقوا بها على فرنسا؟".



الواضح أن هذه حرب نفسية لكنها تحمل حقيقة أيضا هو اختلاف الجغرافيا والطوبوغرافيا بين الجزائر والجبهة المصرية كيف عالجتم هذه الوضعية الجديدة؟

طبعا معرفة ذلك هو من صميم العلوم العسكرية، والقيادتان الجزائرية والمصرية كانتا تدركان هذه البديهية، ولم تكن في حاجة لتعلُّمها من الإسرائيليين، حيث أننا أجرينا تدريبات مكثفة مدة شهرين للتعرف على الأرضية مع الجيش المصري، واعترف لنا القادة المصريون بالكفاءة والشجاعة وارتفاع الروح المعنوية بل اندهشوا من الخبرات العسكرية التي تحصل عليها المقاتل الجزائري، رغم حداثة تأسيس الجيش الشعبي الوطني سليل جيش التحرير الوطني، وتأكد ذلك في مختلف المعارك التي خضناها.



سمعنا كثيرا عن بطولات الجنود الجزائريين وبلائهم الحسن، هل لك أن تقدم لنا شهادة حقيقية وموضوعية بعيدا عن صناعة الأساطير وتضخيم الذات؟

لقد كنت شاهدا على بعض هذه المعارك، لذلك ما أقوله دقيق للغاية لأنني كنت أكتب مذكرات خلال تلك الفترة مثلما ترى في هاتين المفكرتين وهما إنتاج إسرائيلي، كان من عادتي كتابة يومياتي لذلك كنت أؤرخ نوعا ما لهذه الأحداث بدقة، اشتبكنا في الفترة الممتدة بين 8 مارس 1968 وإلى غاية نوفمبر 1996 اشتبكنا في عديد المرات مع العدو الإسرائيلي، هاجمنا مواقعه في 8 مارس 1969 ودامت المعركة حتى اليوم الموالي وامتد القتال على طول مناطق الكبريت والكيلومتر السادس و"الدفرسوار"، وسمع بهذا الاشتباك الفريق المصري عبد المنعم رياض الذي استشهد في قصف غريب من المدفعية الإسرائيلية التي ردت علينا، ووقع ذلك قرب معسكر زكرياء. شاركنا في11 مارس في اشتباك طال الخطوط الأمامية من السويس جنوبا حتى الإسماعيلية شمالا وتبادل فيه المتعاركان ضربات المدفعية الثقيلة وصواريخ أرض أرض وسلاح "م. ط" المضاد للطيران، وتمكنا نحن والمصريين من إسقاط ثلاث طائرات وتدمير تحصينات العدو، تصدينا لهجوم إسرائيلي في 5 أفريل 1969، في كل يومين تقريبا كنا نصد هجومات الإسرائيليين ونُسكت مصادر نيرانهم، في يوم 14 أفريل حاول الطيران الإسرائيلي اختراق المدى الجوي في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، فتصدت له طائراتٌ جزائرية أسقطت طائرة ميراج وأسرت طيارها الصهيوني، في يوم الأربعاء 21 ماي شنت 6 طائرات اسرائيلية من نوع ميراج غارة مباغتة على مواقعنا، فتصدينا لها وأسقطنا طائرة، كما تصدى سرب من طائراتنا لمحاولة اختراق لطيران العدو ظهيرة 22 ماي، وأسقطنا طائرة، كما دمرنا موقعا إسرائيليا في ردها على استهداف عنيف بالمدفعية تجاه منطقة الدفرسوار، أما أكبر حصيلة إيجابية حسبما ذكرته وسائل الإعلام المصرية آنذاك، فهو ما حدث في 24 جويلية، حيث اشتبك سربٌ من طائرات سوخوي الجزائرية مع طائرات العدو، وتمكن من إسقاط 6 طائرات صهيونية وخسرنا طائرة واحدة، بعد أيام، دمر سرب من طائراتنا محطة مدفعية رئيسية للعدو كامنة وراء بواخر محجوزة من طرف الأمم المتحدة بالقناة. كما أسقطنا طائرة من نوع ميراج الأربعاء 7 أوت 1969 .

بالمختصر المفيد أبلينا بلاءً حسنا خلال تلك الحرب المريرة وبينَّا شجاعة الجندي الجزائري واستبساله في الدفاع عن الأمة وبذل دمائنا التي سقت تلك التربة، كنا مستعدين للموت فوق التراب المصري دفاعا عن شرف الأمة، ولا أزال أذكر ذلك اليوم الحزين والكبير يوم استشهاد الجندي البطل الهادي غرابي من منطقة اينوغيسن بباتنة بقلب الأوراس، وبوفايدة علي وجرح جندي آخر هو بعزيز حملاوي، في ذلك اليوم الموافق لـ 21 جوان 1969 امتزجت دماء الجزائريين بدماء ضابط مصري ومقاتلين فلسطينيين وأربعة جنود سودانيين، غير أن الحزن امتزج فخرا حينما علمنا أننا أسقطنا مروحية اسرائيلية ودمرنا سبع دبابات ومنصة مدفعية عثرنا عليها لاحقا وراء البواخر المركونة على طول القناة.



قلت لي إن البواخر المركونة استغلها الإسرائيليون لتدبير كمائن غير أخلاقية وبكثير من الخبث؟

كان هناك 36 باخرة مركونة على الضفتين وتعرضتا للحجز من طرف هيئة الأمم المتحدة، والذي حدث أنه في يوم 9 مارس جاء وفد من المراقبين الأمميين لمراقبة الأوضاع عقب وقوع اشتباك بيننا وبين الإسرائيليين وكان الفريق عبد المنعم رياض مرافقا للوفد بعدما جاء للمنطقة على متن حوامة، بعد نصف ساعة من مغادرة الوفد الأممي المكان، استشهد القائد المصري الكبير قرب نقطة زكرياء، بعدما استهدف مكان تواجده بقذيفة، شعرنا بحزن كبير ذلك في اليوم العصيب ليس فقط بسبب استشهاد هذا الفريق الفذ بل بسبب تعرضه لخيانة من جهةٍ ما، فكيف كان الإسرائيليون يعلمون بدقة مكان تواجده، هل كان بعض الموفدين الدوليين جواسيس أم أن هناك خيانة داخلية رتبت لإسقاطه، ليس مهمّا الجهة التي نفذت ذلك، الأكيد أن خيانة ما حدثت ودفعنا ذلك لاتخاذ تدابير احتياطية بأمر من خالد نزار، خاصة بعدما حدث سوء تفاهم بيننا وبين ضابط مصري، كنت أتصل به لأخبره أن الإسرائيليين وبخبث ومكر نصبوا قطع مدفعية خلف موقع إحدى البواخر المقابلة لنا، وكانوا يقصفون بضراوة مواقعنا، وعندما كشفت طائرات استطلاعنا ذلك الموقع الذي كان يحوي أيضا طائرات، اتصلنا بضابط مصري طلبنا منه إرسال طائرات مصرية لضربه، غير أنه رد ببرود "لن نخسر صاروخاً من أجل طائرة"، ونتيجة الامتناع عن تنفيذ طلبنا فقدنا ثلاثة جنود وجرح اثنان، وحينما علم خالد نزار الذي كان قائدا للقوات الجزائرية استشاط غضبا واتصل ببومدين، وهدد بإعادة الجنود إلى أرض الوطن قائلا "لقد أخذتُ أبنائي الجنود للقتال والاستشهاد وليس للموت وانتظار العودة"، ونتيجة لذلك قام المصريون بتغيير الضابط بضابط آخر متفهِّم ومتعاون بشكل جيد مع خالد نزار، ونتيجة جميع تلك الهواجس أمرنا خالد نزار أن نستعمل اللهجة الشاوية التي لا يفهمها الإسرائيليون وحتى المصريين خلال التحدث وتبادل الاتصالات، كما أنه كان متوجسا بما يحدث من خبايا داخل الجبهة فرخص لنا بالرمي الحر والفوري باتجاه العدو دون انتظار أوامر القيادة، وبانتظار أمر منه للرمي باتجاه الخطوط المصرية تحسبا لأي طارئ غير سار، مثلما تحمله الحروب الصغيرة داخل الحروب الكبيرة، ومنذ استشهاد الفريق عبد المنعم رياض كنا مضطرين للحيطة والحذر من أي كان.



لكل بداية نهاية، كيف كان شعوركم وأنتم تتلقون خبر انتهاء مهمتكم بالجبهة المصرية للعودة لأرض الوطن؟

مثلما قلت لك في مستهل الحديث كنا نحن الجنود الجزائريين وعددنا 3900 جندي أمام خيارين لا ثالث لهما، رغبة جامحة في قتال العدو الصهيوني مع حلم الدخول إلى تل أبيب، ويقين بالاستشهاد وعدم العودة إلى أرض الوطن، وحينما علمنا أننا سنرجع، عدت إلى الجزائر مع أنني كنت أفضل البقاء للقتال هناك، لذلك لم أتأخر في العودة بعد ساعات من وصولي إلى وهران، فقد تلقينا خبرا حربيا غير سار، بعدما استشهد 12 فردا من القوة التي حلّت محلنا وأخذت موقعنا في هجوم إسرائيلي محدد، فعدت إلى الجبهة ومكثت هناك شهرين إضافيين توليت خلالهما مهمة تدريب الفوج المستقدَم على تقنيات القتال واستطلاع طائرات العدو بعد الخبرة الميدانية التي اكتسبتها كقائد فوج استطلاع.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

سبحان الله وبحمده


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :