عنوان الموضوع : ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة3 من شخصيات الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
تتمة: ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة
هدية السيد جاك شوفالييه إلى المكتبة الوطنية المذكرات المزعومة
الفصل الثالث:
يلاحظ القارئ في هذه النصوص التي نسبوها إلى الأمير الاستهتار بعقول القرّاء الذين أولاً يعرفون من هو الأمير عبد القادر، ويستحيل عليهم التصديق أنه هو من خطّ هذه النصوص أو أملاها على أحد من كثرة الكلمات العامية فيها، مما يؤكد أن كاتبها هو أحد الجنود الفرنسيين الذين اختلطوا بعامة الناس من الشعب الجزائري أو المغربي أو أحد القبائل الذين تعاونوا مع الفرنسيين كقبائل الدوائر. وكان هذا الجندي أو المتعاون مع الجنرال لامورسيير حينما وصل مبعوث الأمير وسمع ما جاء في تلك الرسالة الشفوية، فكتب بلهجته السوقية في هذا المخطوط ما سمعه وزاد عليه ما طُلب منه، ولم يستطع التخلص من لهجته العامية مثل كلمات (طرساً) و (العسس) وكلمة (نروح) بدل نذهب، وعن الاستئمان كلمة (الائتمان)، وكلمة (بائتون) وهي كلمة عامية لا توجد في اللغة العربية. وكتب كل ما هو مفيد للأوروبيين عامة وللفرنسيين بشكل خاص ليقول للمسلمين العرب (انظروا ماذا حصل لقائد كفاحكم الذي وقف ضدنا، واسمعوا واقرأوا ما تحدث به بعد أن ندم وعاد إلى صوابه، وما أجاب القبائل حين عرضت عليه اللجوء إليها، وفضل اللجوء إلينا لأننا أصحاب حضارة ورقيّ ولسنا مثل العرب متخلفين لئام). وهذا المخطوط يلقي أضواءً ليست جديدة على مخططات العدو، ولا أقول مخططات الاستعمار بل مخططات الاستعباد والسيطرة على الشعوب وغسل الأدمغة، وجعلهم يعتقدون أن هذه نهاية زعماء كفاحهم ليكون هؤلاء الزعماء التائبون النادمون قدوة بالخضوع والقبول بالواقع بكل ما سيأتي به الأقوياء وهذه نهاية كل مقاوم الاستسلام لنا والخضوع ثم الندم. ولكن هذه الرسالة فهم منها الأستاذ محمد صغير البنّاني[1] ما جاء في الصفحة 28 من كتاب (مذكرات الأمير عبد القادر)، فقال: (( وهكذا يكون الأمير بعد واجب السيف قد أدى عنا واجب القلم تجاه العربية بإيصال سلسلة الأدب إلى غايتها الأخيرة في حلقة تحمل الإرهاصات الأولى لآدابنا الحديثة، وتطمح إلى الجمع بين ثورة القول وثورة العمل، (ويعتقد الكاتب الصغير البنّاني أن هذه الركاكة والألفاظ العاميّة هي ثروة وثروة القول، ويصف العدو بالصديق)). ويتابع البنّاني: ((ذلك أن هذا الديوان الذي وضعه صاحبه في السجن ليروي للعدو "الصديق" وقائع بطولات تعدّ من أحسم اللحظات في تاريخنا المعاصر وأولى الإشاشرات الرائدة لحركات التحرر في العالم الثالث، يعكس في طياته قضايا ذلك العصر وما أفرزته في وطننا بالذات من صراع حضاري، وتناقضات داخلية ومحاولات للخروج من الدائرة التخلف في نفس الوقت الذي يرسم فيه الخطوط الأولى للحلول المستقبلية في نطاق مشروع واسع للتفاهم مع الغرب بعد توصيل رسالة الإسلام له)).
المعلومات التي في الإمكان الوصول إليها بسهولة:
وملاحظة غير أخيرة في هذا السيناريو الذي كتبوه وقدموه إلى وزارة المجاهدين ليجعلوا فيه شيئاً من المصداقية ملؤوه بالمعلومات التاريخية والفقهية من الجاهلية إلى الإسلام وهي أمور في متناول يد أي باحث أو طالب معرفة كما أسلفنا يجدها في مكتبات بلاده العامرة بهذه الكتب والمخطوطات وهي لا تعود إلى الأمير عبد القادر وإنما تعود إلى قدماء المؤلفين كابن هشام وابن عساكر، وأيضاً أحاديث شريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن البخاري ومسلم والسيوطي وغيره، والقول بأن الأمير سيطر بسيفه على الأحداث الوطنية والمعارك العسكرية، هذا قول صحيح مئة بالمئة ولكن القول بأنه سطر بقلمه هذه الصفحات، فهو قول كاذب، كذب وافتراء لأن الذي سطره بقلمه في سجنه هو كتابه "المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالكفر والإلحاد" فقط لا غير وضع له هذا العنوان الجريء الشجاع وهو الكتاب الوحيد الذي ألّفه الأمير عبد القادر في حياته كلها بعد (وشاح الكتائب) وهو عصارة أفكاره التي يتغافلون عنها حتى الآن في الجزائر. ولا شك أن طباعة هذا المخطوط ونشره كمذكرات للأمير هو عمل كارثي وتصدر منه نسخاً ملأت البلاد غرباً وشرقاً ويرسل منها نسخ إلى المعارض في البلاد العربية. تحت اسم مذكرات "الأمير عبد القادر". وهي كارثة وليس فقط خطأ، وإساءة كبيرة لمن بذل حياته في سبيل الله لإنقاذ بلاده من عار الاحتلال وهوانه والمحتلين الذين قاتلهم سبعة عشر عاماً وأذلّهم أمام العالم، ولم يمكنهم طيلة حياته من استغلاله، ووقف في وجه مصالحهم بكل أمر أرادوه وخططوا له فأفشل مخططتهم ومؤامرة لهم في بلاد الشام التي هاجر إليها، لذلك لديهم العذر بالانتقام منه والثأر على طريقتهم بعد وفاته، ولكن هنا سؤال يطرح نفسه: ما هو عذر الأكاديميين الجزائريين بنشر أدوات هذا الثأر والانتقام والتمسك بكل قطعة من هذه الأدوات الانتقامية، ولو كانت هذه القطعة صفحة في كتاب أو جملة أو سطر فيسلطون عليها الأنوار وينقلونها إلى مؤلفاتهم كمن وجد جرعة ماء في صحراء قاحلة، ويحتفلون بهذه الأدوات الانتقامية التي قُدّمت لهم ويضعونها في أعلى المراكز الثقافية كهذا المخطوط المفبرك على اعتباره سيرة ذاتية للأمير، ولكن لا يوجد في هذا المخطوط أي شيء من خصوصيات الأمير الذاتية، لا يوجد سوى عموميات معروفة لا يوجد فيها أي معلومات عن عائلته ليقال عائلية أو مثلاً عن زواجه وكيف حدث ومن هي زوجته، أو عن دراسته، أساتذته او أي شيء يسمى سيرة ذاتية.
ومن المضحك المبكي في هذا المخطوط أنهم وضعوا للأمير ثلاثة أنساب:
واحد للحسن بن علي وواحد للشيخ عبد القادر الجيلاني وواحد إلى الحسين بن علي، ويجعلونه يتهم الشيخ عبد القادر الجيلاني بالتكبر والغرور. وقول أن قدمه فوق رقبة غيره "عن لسان عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه أن قدمه هذه فوق رقبة كل ولي" وهو افتراء على هذا العالم الجليل. وعلى الأمير عبد القادر الذي نسبوا إليه هذا القول عن الشيخ في هذا المخطوط، فهل هذه المعلومات غير الصحيحة هي أيضاً من سيرته الذاتية التي قدّمها إلى القبطان الإفرنسي؟ كما زعموا. وأيضاً اتهامه في موضوع وقف المقاومة وفسّروا هجرته وخروجه من الجزائر بوقف المقاومة كما كانوا يحلمون، ولكن الحقيقة أنه خيّب ظنهم لأنه أوقف حرباً بينه وبين أخوة له في الدين حقناً لدماء الطرفين المسلمين، وعقد مع الفرنسيين اتفاق هجرة أو استئمان زمني، وبنيته العودة للحرب ضدهم لذلك لم يتفق معهم على صلح أو هدنة، أما المقاومة، وهي الجهاد، لم تتوقف طالما في البلاد محتل معتدي ظالم. وكأن الأمير لا يعرف أن المقاومة هي جهاد وأمر من رب العالمين فرض عين لا يستطيع أحد إيقافه ما دام هناك محتل أجنبي على أرض الوطن والدليل أن المقاومة لم تتوقف بخروج الأمير من الجزائر مهاجراً وبعد اختطافه وسجنه اشتعلت ثورة الزعاطشة بقيادة الشيخ بومزيان وولده عام 1948 يعني بعد أشهر قليلة من سجنه، وثورة لالا فاطمة الادريسية بمناطق جرجرة التي أوقعت بالقوات المحتلة خسائر فادحة وتابعت مقاومة الأمير عبد القادر وأيضاً مقاومة لأولاد الشيخ التي دامت لسنوات وثورة سي أحمد حمزة وثورة الأمير محي الدين بن الأمير عبد القادر عام 1871 وثورة المقراني وبعدها الحداد، ثم بو عمامة بن العربي، وهذا على سبيل المثال لا الحصر وهو دليل على أن الأمير لم يوقف المقاومة وإنما أوقف حرب دفاعية ضد أبناء وطنه الذين بدأوه بالقتال فاعتبرها مهزلة ليس فيها شهداء لأنها كانت بين الأخوة في الدين، وقرر الهجرة ليعود منها أكثر قوة ويتابع طريق المقاومة ((وإنما الأعمال بالنيات)) وهذا دليل أن المقاومة لا تتوقف إذا ابتعد القائد أواستشهد لأن الغرسة التي زرعها هذا المجاهد الكبير في بلاده نمت وأثمرت مئات من القيادات بعده، وهذا ما حصل إلى أن نالت الجزائر استقلالها بعد مئة وثلاثون عاماً.
والدليل على أن الأمير تابع المقاومة والجهاد على قدر من استطاعته، وكان يعمل ما في وسعه ما ذكره الأخ الفاضل المؤرخ الباحث الجزائري أبو القاسم سعد الله في موسوعته (تاريخ الجزائر الثقافي) في الصفحات 548 و 549، .
[1]- الصغير البناني، كتاب (مذكرات الأمير عبد القادر)، الصفحات 28 و 29، الجزائر دار الأمة، 2016
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختنا الفاضِلة " بديعة الحسني " مرحا بِنورٍ نثرته بين صفحاتِ مُنتداك،
ولنا شرف حضورك الرّاقي ..
أمّا لمن حاولوا طمسَ صورةِ أميرِنا البطل الفذّ، فمُحاولاتهم فاشلة أمام عقولٍ انتشت من مسيرته الحافلةِ بالعطاء السّياسي و الحضاري و المكلّلةِ بِخصاله الإنسانيّة التي تحفظُ عزّته وترفعُ رؤوسَ العرب.
كما لا يجِب على أيِّ مُثقّفٍ أن يحرِمَ ساحتنا من كلِّ ما يحفظُ حقوقَ هذا البطل، خاصّةً لأجلِ الجيلِ القادِم الذي ستُحيطه حتما أشواكُ التّظليل من كلِّ حاقِدٍ فاشل.
فشُكراً سُموّ الأميرة على ما أفدتِنا به
،،،
رحِم الله الأمير عبد القادر و أطال عمرك و نفعنا بعِلمِك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بآرك الله فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك يا أمنا العزيزة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
بارك الله فيك أميرتنا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
رجو من السيدة الفاضلة أن توضح لنا مدى صحة مراسلات عبد القادر بن محي الدين؟ شكرا