وقالت المصادر التي أوردت الخبر ل "الشروق " أن القاتل بعد إطلاقه عدة رصاصات على الضحية حاول الانتحار بمسدسه فأطلق رصاصة صوب صدره ليصيب نفسه بعيار آخر في القدم اليسرى ويوجد الآن في حالة غيبوبة في مستشفى مايو، وقد خضع لعملية جراحية، فيما نُقل جثمان الفقيد علي تونسي إلى مخابر الشرطة العلمية بشاطوناف "الأبيار".
من جهة أخرى أفادت مصادر مطلعة لـ"الشروق" أن الخلفية الحقيقية لفعلة القاتل هي نتائج تحقيقات قامت بها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني أشارت إلى ضلوعه في قضايا فساد تتعلق بالتجهيز و العتاد و صفقات كانت محل تحقيق بأمر من الراحل علي تونسي و انتهت التحقيقات إلى تورط الجاني في عدد من الصفقات المشبوهة حول اقتناء قطع غيار الطائرات العمودية و عتاد الصيانة و اقتناء أجهزة الإعلام الآلي وملحقاتها.
وأكدت ذات المصادر أن الجاني لم يتقبل خضوعه لأية عقوبة إدراية أو متابعة قضائية بناء على نتائج التحقيقات وكان هذا دافعا لفعلته بعدما تسربت إليه معلومات بأنه سيلاحق في المحاكم بعد تنحيته لاحقا من منصبه بوحدة عتاد مروحيات جهاز الشرطة .
كما قالت مصادر متابعة لما حدث داخل مبنى المديرية العامة للأمن الوطني انه شرع في تحقيقات منذ شهر رمضان الماضي حول عدة قضايا في جهاز الشرطة وطالت هذه التحقيقات عددا من إطارات الشرطة ، من بينها مسؤول الوحدة الجوية للشرطة (الجاني)
وحسب برقية وكالة الأنباء الجزائرية فان وزارة الداخلية و الجماعات المحلية قالت أن "على تونسي توفي على الساعة 10و45 دقيقة في جلسة عمل قام خلالها احد إطارات الشرطة يبدو انه تعرض لنوبة جنون باستعمال سلاحه حيث أردى العقيد علي تونسي قتيلا قبل ان يوجه السلاح صوب نفسه ليصاب بجروح خطيرة"، حسب الوكالة الرسمية.
من هو العقيد على تونسي
الفقيد علي تونسي من مواليد 1936 بعنابة، أب لثلاثة ابناء (بنتان وولد) من مجاهدي ثورة التحرير، كان يُطلق عليه الاسم الحركي "سي الغوثي"، نشط ضمن جهاز الاستعلامات والأخبار (malg) التابع للحكومة المؤقتة في منطقة الغرب الجزائري، التحق بعد الاستقلال بجهاز المخابرات العسكرية وكان من المقربين من الراحل هواري بومدين و مدير المخابرات قاصدي مرباح، وقد تولى الراحل عدة مهام داخل و خارج الوطن أداها بكفاءة ونجاح وقد تدرج في الرتب إلى أن أحيل على التقاعد نهاية الثمانينات برتبة عقيد.
وبعد سنوات الأزمة الأمنية خلال التسعينيات و الضربات التي تلقاها جهاز الشرطة من طرف الإرهاب، استنجد به الرئيس السابق اليمين زروال ليضعه على رأس المديرية العامة للأمن الوطني سنة 1995 ويكلفه بمهام تتقدمها مكافحة الإرهاب و إعادة تنظيم و عصرنة جهاز الشرطة، لتصبح بعد سنوات مؤسسة البذلة الزرقاء من أقوى الأجهزة الأمنية .
وبعد استتباب الأمن قاد الراحل حملة تطهير ومكافحة الفساد داخل المديرية العامة للامن الوطني بمعية الأجهزة الأمنية الأخرى، وشاءت الأقدار أن يكون مقتله على يد واحد من المتهمين بالفساد في جهاز الشرطة.
" كلمة النهاية" ...عنوان آخر ما كتبه المرحوم
شاءت الأقدار أن يكون عنوان آخر مقال كتبه الراحل علي تونسي معبرا و دالا وهو "كلمة النهاية" و كأن الفقيد تنبأ بدنو اجله .
"الشروق" تملك المقال كاملا تطالعونه باللغتين العربية و الفرنسية في النسخة الورقية و على موقع "الشروق أونلاين" لعدد السبت المقبل .