عنوان الموضوع : الاعلامي والفنان عبد إصلاح الفساد.. المستبدون يحصون رصاصاتهم الاخيرة للجزئار
مقدم من طرف منتديات العندليب

إصلاح الفساد.. المستبدون يحصون رصاصاتهم الاخيرة
أحمد السنوسي
2016-05-04




لو قدر لمحمد عبده وجمال الدين الأفغـــاني وعبد الرحمن الكواكبي، وهم من دعاة الإصلاح والتنوير في أسمى المعاني وأنبلها، أن يعودوا إلى أرض العرب المنكوبة، ويطّلعوا على ما آل إليه مصطلح 'الإصلاح' من تحوير وتعهير وتحريف لمّا دبجوا مقالاتهم الإصلاحية، المناهضة للاستبداد والطغاة.
طالبت شعوب العرب بإسقاط الفساد، الذي تقابله، صوتيا، كلمة 'لافاساد' الفرنسية، أي 'الواجهة' و'ديمقراطية الواجهة'. وقد عمّدت هذه الشعوب مطالبها بالدماء التي سالت وتسيل وستسيل بسخاء في ميادين التحرير. لكن حكام اليوم المفروضين على شعوبهم بالقوة، والذين اعتادوا ولوج صالونات التجميل وعيادات شفط الدهون والشحوم المترهلة، وإخفاء 'عار' الشيب بالأصباغ السوداء، لأنه ليس شيب الوقار والتوقير في أوطان يشيب فيها الوِلدان والاجنة في أرحام أمهاتهم، حاولوا باستماتة أن ينفذوا وصفات التجميل على الفساد المستشري كالسرطان، بأن يبقى الفساد، وأن يكتفوا بصبغه هو أيضا، ووضع ماكياج الإصلاح على وجهه، من أجل إخفاء بشاعته وتسلطه، عوض استئصاله من جذوره، كما يلح على ذلك الدفتر المطلبي للشعوب الثائرة.
وبين إسقاط الفساد و'إصلاحه' تشيع الحقيقة، وتتأكد القطيعة النهائية بين الشعوب وحكامها الجائرين، الذين يعانون من نقصان، بل ومن انعدام الشرعية في أبسط شروطها.
لذلك، لم يكن مدهشا لأحد أن يبحث المتسلطون عن تقنيات النجارة والحدادة والصباغة، طبعا، لتقديم الفساد في أبهى حلله، فيعلنون عن رفع حالة الطوارئ، ليقيموا مكانها حالات استثناء تلغي كل الحواس والملكات، وأولها مَلـََكة الكلام الحر، ثم يبادرون إلى إعلان تعديل دساتير فاسدة بمساحيق تعمل على دسترة صيغ قمع جديدة، يطمحون إلى أن يباركها الشعب بمحض إرادته. وقد حطم المتسلطون الأرقام القياسية في مدد خطبهم العصماء، فَتَبُزُّ الخطب اللاحقة توقيت الخطب السابقة. وكلها خَطْبٌ جلل على الشعوب ومطالبها. وسيحتار المشرفون على كتاب 'غينيس' للأرقام القياسية في طريقة تصنيفها وتدوينها، لأن كلام الخطباء أُطلِقَ على عواهنه، وكانت له أصداء الطبل الأجوف، وهي، في أحسن الأحوال، عبارة عن إعلان نوايا لم تعد تجد أحدا ليستهلكها، بل حتى الإعلام الرسمي، المفرط في التخلف والغوغائية والانبطاح أمام 'الأسياد' أصبح يخجل من عجزه عن تسويقها والترويج لها، مثل بضاعة فاسدة لن يقامر ببيعها في الأسواق سوى اللصوص الذين 'يبيعون القرد ويضحكون على من اشتراه'، كما يقول المثل الشعبي المغربي، كناية عمن يستغفل نَبَاهَة الشعوب وذكاءها ويقظتها. رغم خطط التنويم والتخدير الكلي، ورغم ألاعيب المخابرات التي تسوق الإشاعات على أنها حقيقة، أو تفتعل أزمات درامية لإلهاء الشعب عن واقعه البائس، إذا فشلت في ذلك مهرجانات الجذبة الصاخبة أو النفخ في رماد النعرات الطائفية أو العرقية، وخلق الحروب الطائفية وإن لم تكن موجودة أصلا، أو توظيف 'معارك' كرة القدم في غير محلها، وتحويلها إلى 'موقعة'، أين منها موقعة الجِمال الهائجة التي حاولت أن تدوس على مطالب الشعب إلى حين... ما دامت للشعوب أرواح ثائرة، وقادرة على استنساخ الإرادة، حيث يعتقد الحاكم الواثق من ظلمه أنها تبخرت أدراج الرياح.
واليوم، كل المستبدين العرب يحصون رصاصاتهم الأخيرة، وما تبقى في جعبتهم وقبعاتهم من أرانب سحرية... لكن الساحر المستبد لن يفلح حيث أتى، أمام الوهج القوي للثورة الشعبية، التي ستقضي على الثعابين الواحد بعد الآخر. فلم يعد للفساد مرتعٌ فوق الأرض العربية، حتى ولو خلقوا للفساد القديم أطفال أنابيب، لعلها تفلح في تأجيل الربيع.
فمتى يتأجل الفصل الزاهر المحمول على أكتاف جماهير واثقة من أن إسقاط الفساد ليس مرادفا لـ'إصلاحه'؟

' كاتب وفنان مغربي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :