عنوان الموضوع : لا الجزائر مصر ولا هو مبارك.. وعبث المخابرات اخبار الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب
لا الجزائر مصر ولا هو مبارك.. وعبث المخابرات
اسماعيل القاسمي الحسني
\26q-7.htm
لا شك أن متتبع الشأن الجزائري طرقت سمعه العبارة الأولى من العنوان، لاكتها ألسنة عدة مسؤولين، عركها الغرور ونشرها الجهل، كما سمعها القارئ قطعا من مصادر عدة لا تختلف إلا في لفظ الجزائر، كقول أحدهم مصر ليست تونس وليبيا ليست كمصر، وآخر: اليمن ليست كمصر وهلم جرا. وقد جاء في حكم الأولين أن الجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه؛ ففضلا على أن هذه العبارة تحمل في زاوية من معانيها، ما ذهب إليه أول مخلوق في أول معصية حين قال: 'أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين'. لتهوي به في لعنات الخالق والخلق أجمعين؛ فالعبارة كلمة حق ولكن المراد منها باطل، ينم عن جهل لجي مركب من طبقات، بعضها فوق بعض لو أخرج صاحبه يده منها لم يكد يراها، جهل بالتاريخ والجغرافيا والمجتمع وغيرها من العلوم الضرورية كأداة معرفية للتمييز بين الصواب والخطأ لتسيير شؤون مجتمع وبلد.
ولكن واقع الحال في الجزائر يحتم بالضرورة الترفع عن الهرطقة، والدخول في جدل عقيم مع أقنعة غير واقية، تستعملها المؤسسة العسكرية والأمنية، من رئيس الجمهورية إلى كافة المؤسسات التي يتشكل منها البناء الكرتوني لكيان الجزائر، أزعم أنه سيكون أثرا بعد عين أمام أول عاصفة شعبية حقيقية، كما أنه وللأمانة العلمية، هؤلاء القوم لا أحد منهم أهل للذكر على مستوى صحيفة دولية عموما، فضلا عن ذات الشأن والمكانة المرموقة كـ'القدس العربي'، لهذا يتعين على العاقل أن يناقش السلطة الفعلية أو سلطة الــــظل وبعبارة أوضح، رؤوس المؤسستين العسكرية والأمنيـــة، فكلــــتاهما تمسكان بخيوط السياسية والاقتصاد وجميع مناحي الحياة في الجزائر، مع الأسف الشديد، ومرد ذلك ليس لبطشهما وجبروت قياداتهما فحسب، وإنما لهشاشة النخب الفكرية وترددها وتشرذمها، والعجز عن التضحية والوهن دون النهوض بما أنيط بها، صاحبه نبات هذه الفطريات السامة في ظلال المؤسستين، تتغذى على وهم الزعامة والقيادة، وتستغني بدور الدمى كقيمة وجودية لها أصلا وأساسا.
إن قيادة المؤسستين العسكرية والأمنية في الجزائر، على ما يبدو غرهما ظاهر الأمر الآن في تونس ومصر، ومرد هذا الغرور أن رأس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان لم يؤت على ذكره في ما بعد الثورة مطلقا، وكذلكم بالنسبة لتونس، وما زاد الغرور تضخما أن العناصر المنتسبة لهذا الجهاز مازالت فاعلة ومؤثرة في الأحداث من دون أن تكشف أسرارها، أو تعرف مصادر توجيهها وتمويلها؛ خاصة وقد لاحظ القوم من دون أن ينتبهوا أن الشعوب العربية كذلك تلاحظ بدقة، أن الولايات المتحدة وأذيالها من دول العالم الغربي، تدفع تلكم البيادق لتنفيذ مخططاتها قطعا لطريق نجاح الثورات الشعبية، وتغطي بما تملك عن جرائمها، ولا أدل على ذلك من تمويل فرنسا سرا لنظام زين العابدين بالسلاح الفتاك لقتل المواطنين، بل ذهبت وزارة خارجيتها من دون خجل لعرض دعمه بعناصر متخصصة في القتل؛ وكذلكم لاحظنا كيف أدارت الولايات المتحدة ظهرها - شكليا- لحسني مبارك ما أن بلغت الثورة المصرية يومها التاسع، لنسمع علنا ويوميا تقريبا باتصال هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية بالمشير طنطاوي مباشرة، متجاوزة الرئيس نفسه ووزير خارجيته، فلسنا أغبياء حتى لا نفهـــــم أي علاقة بيــــن وزارة دفاع لم تستلم بعد دفة حكم دولة ما ووزارة خارجية دولة أخرى، والأمثلة كثيرة تفضح الطابور الخامس وعبث الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها بمستقبل الشعوب العربية، لعل آخرها عند كتابة هذا المقال، توصيف مبادرة دول الخليج حيال أزمة اليمن بأنها بدعم كامل ومتابعة من الولايات المتحدة، وتفضل الأخ الرئيس علي عبد الله صالح بوصفها البارحة بمؤامرة انقلابية، وغدا بأنها جهد يستوجب الثناء، وعند إعلانه عدم التوقيع يقول: 'كنت مع السفير الأمريكي منذ دقائق..'
أما بالنسبة لنا في الجزائر، فقد صرحت معظم الكائنات المهرجة، التي دعت إلى انقلاب عام 1992 عسكرية وسياسية، منهم جنرالات (مجازا طبعا) ومنهم رؤساء حكومات ورؤساء أحزاب، صرحوا جميعهم للصحافة وفي بعض مؤلفاتهم، بأنهم لم يقدموا على تلكم الجريمة إلا بعد تلقيهم الضوء الأخضر من أمريكا وفرنسا وغيرهما، حينها وصفوا عملهم الانقلابي الذي ترتب عنه بأرقامهم الرسمية 200 ألف ضحية، بأنه ضرورة قسريه لإنقاذ الجزائر من مستنقع نظام اسلاموي إرهابي؛ واليوم هم أنفسهم يقرون بأن الانقلاب كان عملا إرهابيا وجريمة في حق الوطن والشعب؛ هذا الاعتراف الذي يرطن به هؤلاء ليس نتيجة مراجعة ذاتية استوجبها النقد البناء، بل توجيه أمريكي صرف لهذه البيادق المسخرة، حتى توهم الشعب بأنها داعية للتغيير نحو الديمقراطية، وأنها الرافعة الرئيسية له، وانه لمن المضحك حقا كما أشرت في مقالات سابقة، أن ترى بأم عينك من يتصور إمكانية استغفال شعب، والحال والواقع يثبتان لكل ذي بصر أن الشعوب العربية تجاوزت بوعيها وذكائها الفطري، بسنوات ضوئية فلكية العدد هؤلاء السفهاء.
والخلاصة للمعنيين بالمقال، سواء في الجزائر أو مصر أو تونس وغيرها من البلاد العربية، عليهم أن يتيقنوا من أن رهن وجودهم بتنفيذ وضمان مصالح أمريكا وأذيالها، على حساب شعوبهم، قطعا لن ينجح، والمعركة في تونس ومصر لم تنته بعد، حتى وإن دعم النظامين الانتقاليين كل الأنظمة العربية الدكتاتورية، كما بات مكشوفا، ومن ورائها الولايات المتحدة، فان عجلة التغيير نحو الإصلاح قد أدارتها الأمة ولن تنفع معها العمالة لتعطيلها، والأمر لا يعني شهرا أو شهرين بل قد يأخذ عقدا من الزمن ولكن يقينا سيكون النصر للشعب وليس للطابور الخامس، وسيدفع رموز المؤسستين حينها الثمن غاليا.. وإن غدا لناظره قريب.
' فلاح جزائري
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :