عنوان الموضوع : الثورة الموءودة الحلقة السابعة للجزئار
مقدم من طرف منتديات العندليب

Ahmed Boukou Akrouh‎

الثورة الموءودة
الحلقة السابعة

تركنا الجريح ملقى على الأرض , و اتجهنا إلى شارع عبد القادر قدوش... كان الطريق خاليا تماما من المارة . و من بعيد لمحنا سيارة بيضاء رباعية الدفع قادمة في الاتجاه المعاكس. كانت تسير ببطء. أدركنا من الوهلة الأولى بأنها لقوات الأمن , و لكن كنا مرغمين على مواصلة السير لأنه لو تراجعنا فسنقع بين أيدي الشرطة التي تلاحقنا. كان علينا أن نغامر بالتظاهر بأننا مجرد عابري سبيل لعلنا ننجح. لكن هذه السيارة لما أصبحت بمحاذاتنا توقفت فجأة , و خرج منها شرطي من قوات التدخل السريع يحمل بيده مسدس رشاش ماط 49. ارتمى على صديقي الذي تحاشاه بسرعة و فر هاربا, فلم يجد أمامه سواي, فصوب الرشاش نحوي, و أمرني بالوقوف مكاني دون حراك, و إلا سيطلق الرصاص. فتوقفت لأنني ما رأيته و سمعته أثناء هذه الأحداث ولد بداخلي قناعة بأن هذه الكائنات التي تنحدر من نسل الدوق دراكيلا مولعة بسفك الدماء لأتفه الأسباب.

دفعني بعنف إلى داخل السيارة حيث جلست و قد حف بي شخصان في زى مدني. لم يبد منهما أي عنف جسدي و لا حتى لفظي اتجاهي... أداروا السيارة و عادوا بي من حيث أتوا... و عندما بلغوا مركز الشرطة المقابل للسفارة الكويتية قاموا بتسليمي لبعض رجال التدخل السريع الذين كانوا أمام الباب الخارجي للمركز.

قام الذين استلموني بتقييد يدايا إلى الخلف بالأصفاد , ثم تقدم مني أحدهم ... كان ضخم الجثة مفتول العضلات, و أنهال علي باللكمات على الوجه و البطن و لم يتوقف إلا بعد أن أفرغ كل أحقاده , و أغرق ملابسي في دمي.بعدها اقتادوني إلى داخل المركز, فوجدت أشخاصا آخرين في انتظاري حيث تداولوا على ضربي بقسوة بالغة, و منهم رجل في أواخر الخمسينات من عمره كان يرتدي مئزرا أبيض..يبدوا أنه كان ممرض مركز الشرطة الذي كان يتعمد توجيه لكمات قوية و بطريقة هستيرية إلى أنفي الذي كسره... لقد كان فعلا مجنونا يضرب و الدماء تتناثر من أنفي و قد غطت مئزره و هو يصيح..تصرف لم أجد له أي تفسير إلى حد الساعة.

بعد أن أنهكوني بالضرب ألقوا بي داخل مرحاض و وضعوا حارسا على الباب بكامل سلاحه..بعد مدة أنظم إلي في المرحاض شخصان أحدهما من الأحداث حافي القدمين ممزق الثياب, و الآخر في الثامنة عشرة من عمره كان وجهه مغطى بالكدمات, و ثيابه ملطخة بالدماء.

حوالي الساعة السادسة مساء اقتادني شرطيان إلى قاعة فسيحة حيث وجدت ثلاثة أشخاص في الزى المدني...أجلسوني على البلاط و يدايا مقيدتين إلى الخلف , و جلسوا على كراسيهم من حولي و شرعوا في استنطاقي مستعملين الركل و الرفس على الوجه و البطن حتى تحول المكان إلى برك من الدماء.

سألوني عن هويتي ثم عن الجهة التي تقف وراء هذه الأحداث , فأجبتهم بصدق بأنني لا أنتمي لأي جهة سياسية و لم يحرضني أحد على التظاهر ضد النظام , و أن هذه الأحداث جاءت بصورة تلقائية .. لأنني على يقين بأن الثورة لا تكون بقرار فوقي يتخذه فرد أو جماعة بل هي حركة تلقائية تحدث بتوافر شروط حدوثها .

سألوني إن كانت لدي علاقة بأحمد بن بله فأنكرت , وهذه هي الحقيقة ..لقد كانت ثورة أكتوبر أكبر بكثير من هذا الرجل الذي يبقى الأب الروحي و المؤسس الفعلي لهذا النظام الاستبدادي , الذي أنقلب على مبادئ الثورة التحريرية التي جاءت في بيان أول نوفمبر1954, و خان دماء الشهداء و حرم الشعب الجزائري من حقه في الحرية , رغم التضحيات الجسام التي قدمها في سبيلها, و إن كان قد أصابه ضيم بعد الانقلاب عليه في 19 جوان 1965 و حرمانه من حريته , فقد انتقم الله منه بأن جرعه بعض المرارة التي أذاقها لهذا الشعب المغبون.

و في الحقيقة أعتقد بأن سؤالهم لي عن بن بله و تنظيمه كان انطلاقا من أحداث وقعت
بالقل .....

الحلقة الثامنة ستنشر غذا إن شاء الله .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :