عنوان الموضوع : السعودية وفتوى وعاظ السلاطين خبر عاجل
مقدم من طرف منتديات العندليب

السعودية وفتوى وعاظ السلاطين
عبد الباري عطوان


بعد نجاح ثورتي تونس ومصر في تغيير النظامين الحاكمين فيهما، واقتراب ثلاث ثورات اخرى، في كل من ليبيا، واليمن، والبحرين، من تحقيق الهدف نفسه، بدأت الانظار تتجه الى دول عربية اخرى مثل سورية والمملكة العربية السعودية والسودان وحتى الاراضي المحتلة حيث تعاني شعوب هذه البلدان من القمع والفساد وغياب الحريات.
هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية هرعت بالامس لنجدة النظام، واقدمت على خطوة استباقية لا يجب التقليل من خطورتها، تتلخص في اصدار 'فتوى' تحرم الاحتجاجات والمظاهرات التي يخشى المسؤولون من اندلاعها بسبب تصاعد حالة الغليان الشعبي، خاصة في اوساط الشباب.
الفتوى الصادرة عن الهيئة، التي يرأسها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وهو مفتي المملكة ايضاً، تؤكد على 'تحريم' المظاهرات وتقول 'ان الاسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة، هو المناصحة، وهي التي سنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم'.
توقيت هذه الفتوى وصدورها عن الهيئة الدينية الاعلى في المملكة، و'التحريم' الذي نصت عليه، كلها على درجة كبيرة من الأهمية، من حيث اعطاء قوات الامن السعودية الغطاء الديني الشرعي لقمع المظاهرات التي دعا اليها اكثر من عشرين الف ناشط على الشبكة الاجتماعية (فيس بوك) ومن المفترض ان تنطلق يوم الجمعة المقبل في اكثر من مدينة سعودية للمطالبة بالاصلاحات السياسية والاجتماعية.
نتفق مع اعضاء الهيئة في ان 'المناصحة' هي الاسلوب الامثل لتجنب الفتن، وهز الاستقرار في البلاد، لكن شريطة ان يقبلها الحاكم، او 'اولو الامر'، ويعمل بما ورد فيها، وهو ما لم يحدث على الاطلاق في المملكة العربية السعودية على مدى العقود السبعة الماضية ان لم يكن اكثر.
الاصلاحيون في المملكة تعبت اذرعهم من كتابة 'العرائض' الى الحاكم، للمطالبة باجتثاث الفساد، وتحقيق العدالة والمساواة، والتوزيع العادل للثروة، ومشاركة الشعب في تقرير مصيره من خلال مجلس شورى منتخب، ودستور، وفصل كامل للسلطات، وتحديث الدولة ومؤسساتها، واطلاق الحريات. ولكن تجاوب الحاكم مع هذه المناصحة جاء باعتقال المتقدمين بها، والزج بهم في السجون، وعدم الافراج عنهم الا بعد توقيع تعهد بعدم توقيع اي عرائض اصلاحية اخرى لا في المستقبل القريب او البعيد.
' ' '
الفتنة التي يحذر منها العلماء في فتواهم ليســــت في المظاهرات الاحتجاجية للشباب الذي يبحث عن لقمة الخبز مع الكرامة، وانما في احتقار اولي الامر لمطالبه المشروعة في الحريات والعدالة والاصلاح الديمقراطي والاجتماعي، واحتكار السلطة من قبل فئة محدودة جداً يعد افرادها على الاصابع.
الشعوب العربية ضاقت ذرعاً بالكبت والتضليل واستشراس الفساد ومافياته التي تشكل البطانة السيئة للحاكم، مثلما ضاقت ذرعاً بوعاظ السلاطين الذين يصدرون الفتاوى، ويعدلون الدساتير، ويطرزون المقالات وفقاً لمطالب الحاكم وبما يخدم مصلحته وسياساته في قمع الشعب وتكميم افواه طلائعه الشريفة التي ترفع لواء مطالبه العادلة والمشروعة.
لولا الثورات الاحتجاجية، واشعال الشاب محمد البوعزيزي نفسه قهرا وظلما، لما قدم الرئيس التونسي المخلوع كل التنازلات التي قدمها قبل رحيله الى مدينة جدة هاربا وباحثا عن ملاذ آمن. وهي تنازلات جاءت متأخرة، وبعد حدوث الانفجار الشعبي الكبير.
ولولا ثورة الشباب المصري المشرفة في ميدان التحرير لما اقال الرئيس حسني مبارك حكومة احمد نظيف، وطرد جميع قيادات حزبه الحاكم من مناصبهم بمن فيهم ابنه وولي عهده، وتعهد بعدم الترشح في انتخابات الرئاسة التي كانت مقررة في ايلول (سبتمبر) من العام الحالي، واضطر في نهاية المطاف الى الرحيل تطارده اللعنات من كل حدب وصوب، وهو رحيل لم يمنع مقاضاته، وافراد اسرته بتهم الفساد ونهب المال العام.
كثيرون قدموا النصح للزعيم الليبي معمر القذافي، وطالبوه بالاصــــلاح، ووقــــف تغول افراد اسرته في اهانة الشعب الليبـــــي، فجاء رده بتعــــليق هـــؤلاء على المشانق، او احراقهم في السجون والمعتقلات والشيء نفسه فعله كل الطغاة العرب الآخرين.
الشعوب العربية ليست هاوية او محترفة مظاهرات، كما انها تريد الحياة الكريمة، وليس الشهادة حرقا او برصاص ذئاب قوات الامن، وهي تنزل الى الشارع لتواجه الرصاص بصدورها العامرة بالايمان عندما يطفح كيلها ويبح صوتها، وتهان كرامتها، وتواجه مطالبها بالسخرية والتسويف بل والاحتقار ايضا.
الحكام العرب يتعاملون مع الشعوب العربية كما لو انها قطيع من الاغنام، واذا تواضعوا فانها، اي الشعوب، تبدو في نظرهم مثل القصر، الذين هم في حاجة ماسة الى اوصياء او اولياء امور، واذا اعطى الحاكم بعض المال فانه من جيبه الخاص، او مكرمة ملكية، او مكرمة رئاسية، او ثالثة أميرية، حتى ان هذه العدوى التي جاءت الينا من المملكة العربية السعودية خاصة، وصلت الى السلطة الفلسطينية المفلسة المتعيشة على الصدقات، سواء في رام الله او غزة، فهذه مكرمة من الرئيس عباس وهذه مكرمة اخرى من السيد اسماعيل هنية.
' ' '
حق التظاهر مشروع بالنسبة الى الانسان السعودي الذي يعيش بعضه في عشوائيات على هامش العاصمة الرياض وباقي المدن السعودية لا يوجد لها مثيل في اي مكان آخر في العالم، فهل يعقل ان يغرق العشرات في مدينة جدة ثاني اكبر مدن المملكة في السيول وبحيرات المجاري (بحيرة المسك) في بلد يصدر تسعة ملايين برميل من النفط يوميا ويعتبر الاغنى في العالم. وهل يجوز ان ترتفع نسبة البطالة بين الشباب السعودي الى اكثر من عشرين في المئة؟
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز رجل اصلاحي، ولكنه بعيد كل البعد عما يجري حوله، واتضح ذلك من خلال رصده 37 مليار دولار تمتد لخمس سنوات لمساعدة اصحاب قروض الاسكان، وطالبي الزواج وخلق بعض فرص العمل، وتثبيت زيادة رواتب بنسبة 15 في المئة لمواجهة غلاء المعيشة. فالشعب السعودي يريد ما هو اكثر من ذلك، يريد العدالة والقضاء المستقل، والمشاركة في تقرير مصير بلاده، والمساواة في الوظائف وفرص العمل والتنمية، مثلما يطالب بملكية دستورية، وسلطة تنفيذية (حكومة) تخضع للمساءلة امام برلمان منتخب.
نتمنى الاستقرار للمملكة العربية السعودية، مثلما نتمنى صلابة وحدتها الوطنية والترابية ايضا، ولكننا نعتقد ان هذا لن يتأتى الا من خلال اصلاحات تحقق للشعب جل مطالبه، وهي اصلاحات ما زالت بعيدة لان اساليب 'المناصحة' لم تعطِ ثمارها، والاحتقان الشعبي وصل الى حافة الانفجار، وبات في انتظار عود الثقاب.




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الشارع العربي مخير بين الصبرعلى الظلم ، أو الفتنة ، والفتنة أشد من القتل ، و سي عطوان يغطي عينيه ضباب لندن ، ولا يشعر بالهول والفزع الذي أصاب الناس من الفتن ، فهناك آلاف الطرق للإصلاح ، ولا شك أن التخريب بما يسمى ثورة هو أقربها إلى الدمار والفتن ، فاتقوا الله في دماء أبنائنا .

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرويسي

نتمنى الاستقرار للمملكة العربية السعودية، مثلما نتمنى صلابة وحدتها الوطنية والترابية ايضا، ولكننا نعتقد ان هذا لن يتأتى الا من خلال اصلاحات تحقق للشعب جل مطالبه، وهي اصلاحات ما زالت بعيدة لان اساليب 'المناصحة' لم تعطِ ثمارها، والاحتقان الشعبي وصل الى حافة الانفجار، وبات في انتظار عود الثقاب.

[/b]

مع احترمي لناقل الخبر أقول:
خسيئت يا عبدالباري عطون والله لست بأحرص من السعوديين على بلدهم ولكنها امنيتك وأمنيت الحاقدين والمرجفين من خلفك على هذا البلد ان ينقسم الى دولتين أو الى عدة دول كما هي بلدك دوله في الضفة الغربية ودولة في غزة والفساد والتأمر والخيانة ينخر في جميع مفاصلها ،وأخرون على شاكلتك بدون وطن عائشون على فتات موائد الغرب ، اللهم لا شماتة ولا تتمنى الاسقرار للسعودية ولا صلابة وحدتها كما تزعم ، ولكنك تنفخ في الكير ولو توجه النصح لقادتك في الضفة الغربية الذين اكلوا المليارات من الاعانات التي تصل من جميع بلدان العالم والشعب الفلسطيني الغلبان يتضور جوعاً ، وقادتك في الضفة المحسوب عليهم يتنازلون عن التراب الفلسطيني شبراً شبراً وزنقة زنقة في كل يوم ، وعود الثقاب والله ما ينتظره الا انت وجوقتك اما الشعب السعودي فحتى لو طالب بأصلاحات وعنده مشاكل فيظل يعيش في بحبوة من العيش تحسده عليها انت وأمثالك ، وعود الثقاب سوف يطفيه الشعب السعودي قبل رجال الامن في عين من يتجراء و يشعله.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

علماء السلطة في خدمة الملوك والسلاطين ولايريدون مصلحة الامة بل مصلحة بطونهم وجيوبهم...لايخافون الله يوم يلقونه...
علماء مرتزقة يساندون الظالمين والفاسدين من اجل الكراسي....
يعطون الشرعية للحاكم مهما كان ضالا فلابد مت طاعته...لكن هيهات ...الله لهم بالمرصاد....


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

يجب وأد أي تحرك من هذا النوع بأرض الحرمين لان الامر لم يعد ثورة او تحرك شعوب بل هو مدبر من التحالف الغامض الصهيوشيعي ......حتى البغل الكبير امريكا مسخر له

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالدسعد
الشارع العربي مخير بين الصبرعلى الظلم ، أو الفتنة ، والفتنة أشد من القتل ، و سي عطوان يغطي عينيه ضباب لندن ، ولا يشعر بالهول والفزع الذي أصاب الناس من الفتن ، فهناك آلاف الطرق للإصلاح ، ولا شك أن التخريب بما يسمى ثورة هو أقربها إلى الدمار والفتن ، فاتقوا الله في دماء أبنائنا .

اخى العزيز خالد الفتنه الحقيقيه هى ان تبقى صابر على حاكم ظالم يستخف بشعبه بل احيانا يسخر منه الفتنه الحقيقيه ان تعتقل بلا زنب وتعذب حتى الموت او تهدر كرامتك عن اى فتنه تتحدث اخى العزيز هل تعلم ان نداءات الاستغاثه التى كنا نسمعها فى التلفزيون المصرى من ان هناك بلطجيه يريدون اقتحام المنازل كانت من تدبير امن الدوله التخريب الحقيقى الذى قام به المتظاهرين كان فى حرق عربات الامن والبوليس و مقرات الحزب الوطنىةلم يقم المتظاهرون باى تخريب الفتنه الحقيقه الصبر على الظلم