عنوان الموضوع : لماذا لا يتخلص الغرب من الأسد؟
مقدم من طرف منتديات العندليب
الخميس 24 رجب 1433 الموافق 14 يونيو 2016
أحمد دعدوش
يعترف الباحث شاشانك جوشي من معهد رويال يوناتيد بأن الغرب ينتظر وقوع مجزرة واضحة المعالم في سوريا كي تدفعه للتدخل وتخليص العالم من وحشية الأسد، وعلى أن يبقى الأمر محصورا في إطار دعم الثوار دون تدخل مباشر، لكنه يرى أن مجزرة الحولة لم تكن كافية بالمقاييس الغربية.
ويعدد جوشي في مقاله بصحيفة ذي إندبندنت مطلع شهر يونيو الجاري حالتين إضافيتين يمكن أن تدفعا الغرب للتدخل، تتمثل الأولى في فقد النظام سيطرته على مخزونه الكبير من الأسلحة الكيماوية، لاسيما وأن إسرائيل ألمحت إلى استعدادها للتدخل من أجل منع وصولها إلى حزب الله.
والحالة الثانية تتمثل في تغيير تركيا موقفها وتأمين "ممرات إنسانية" إلى سوريا، مما قد يشجع العرب المترددين إلى إرسال قواتهم فيكتفي الغرب بالمساندة في الصفوف الخلفية، ومع أن الكاتب لا يفصل في شرح الموقف التركي فهناك تخمينات باستخدام الأسد الورقتين الكردية والعلوية لتهديد تركيا بزعزعة أمنها قبل إقدامها على أي خطوة من هذا النوع.
إضافة إلى ما سبق، يسهب محللون آخرون في سرد تعقيدات الملف السوري، محمّلين روسيا المسؤولية، وكأن الغرب قد وجد في تعنت الروس فرصته للتهرب من مسؤولية التدخل، بل إن بعض الصحف تقف عند مبررات موسكو لهذا التعنت لتخفيف المسؤولية عن الروس أيضا، وأهمها ما جاء في صحيفة ديلي تلغراف في مطلع هذا الشهر عن اعتماد 400 قرية روسية على صناعة الأسلحة التي تصدر إلى سوريا، أي خشية الكرملين من تهديد حياة الآلاف من الروس الذين يقتاتون من قتل آلاف السوريين!
ورقة الجولان
في الساعة 9.30 من صبيحة العاشر من يونيو 1967 أعلن حافظ الأسد الذي كان وزيرا للدفاع البلاغ العسكري رقم 66 عبر إذاعة البعث، وجاء فيه أن "القوات الإسرائيلية استولت على القنيطرة [عاصمة الجولان] بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة، وكان طيران العدو يغطي سماء المعركة بإمكانات لا تملكها غير دولة كبرى"، وطلب من جميع الضباط الهرب بأي كيفية ممكنة (انسحاب كيفي).
وقد وثّق العديد من الشهود كذب ادعاءات حافظ والدور الذي لعبه في تسليم القنيطرة للصهاينة قبل أن يقتربوا منها، ومنهم رئيس وزراء الأردن سعد جمعة، والرائد في الجيش السوري خليل مصطفى الذي اختفى في سجون النظام السرية، ووزير الصحة آنذاك عبد الرحمن الأكتع الذي كان في جولة ميدانية بالقنيطرة، إذ اتصل هاتفيا بحافظ وأكد له أنه لم ير أي أثر للعدو في القنيطرة، فرد عليه: "لا تتدخل في عمل غيرك يا حمار".
وبالرغم من هذه الخيانة العظمى التي أعطت للعدو أكثر المناطق تحصينا وغنى بالمياه والثروات، فقد أصبح المسئول عنها رئيسا للجمهورية مدى الحياة، ثم استغل "تحرير القنيطرة" ليصبح بطلا قوميا، بل واستخدم ورقة الجولان -الذي ظل معظمه محتلا حتى الآن- لابتزاز الشعب.
لقد ظلت خدعة المقاومة والصمود في وجه الإمبريالية هي محور الحياة اليومية للمواطن السوري طوال حكم الأسد، إذ ملأ حافظ أنظار وأسماع الشعب بهذه الشعارات في كل وسائل الإعلام والمناهج التربوية ومواقع العمل، وحتى في لافتات الشوارع وعلى جدران النوادي والمسارح ومؤسسات الدولة، ليظل المواطن مشغولا بالسياسة الخارجية أكثر من لقمة عيشه، وتبقى صورة القائد الأبدي مفمعة بصفات القوة بدلا من خيباته على الصعيد الداخلي.
في مطلع التسعينات، أطلق مؤتمر مدريد للسلام مرحلة جديدة من الصراع العربي- الإسرائيلي عبر المفاوضات، واستغلت آلة حافظ الإعلامية كل شيء لصالحه، فلم يعد الأب الحامي للشعب فقط بل أصبح الرجل الحكيم القادر على التفاوض من موقع القوة أيضا، وهي صورة تناسب إسرائيل طالما كانت الحقائق على الأرض في صالحها، ولا ننسى أن إسحاق شامير قال يوما أنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين أربعين سنة دون أن يعطيهم شيئا.
وبالرغم من استنكار نظام الأسد لاتفاقية أوسلو وما نتج عنها من اعتراف السلطة الفلسطينية بشرعية إسرائيل، فقد بدا حافظ مستعدا للوصول إلى النتيجة نفسها في حال استعادة الجولان التي ابتز بها شعبه عشرين سنة، لكن مقتل إسحاق رابين على يد المتطرفين اليهود حال دون ذلك.
كانت الأصوات تتعالى في إسرائيل لاستئناف المفاوضات مع نظام الأسد ودون شروط مسبقة، لكن المتخوفين ظلوا يتمسكون بتعنت حافظ أسد وإصراره على استئنافها من النقطة التي توقفت عندها قبل مقتل رابين، مما يعني اشتراط استرجاع كامل مرتفعات الجولان حتى خط عام 1967.
الطريف هو أن بشار تنازل حتى عن شرط أبيه الذي جعله بطل الصمود وقلعة العروبة، وعرض على الإسرائيليين إمكانية التفاوض دون شروط مسبقة، وصرحت بثينة شعبان بأن بلادها جاهزة لاستئناف المفاوضات بمجرد أن تقوم واشنطن بحث إسرائيل على التفاوض، وكأنها تضع الكرة في ملعب الأمريكيين الذين كانوا منشغلين آنذاك بالحرب على ما يسمى الإرهاب.
تعاون أمني
عندما احتلت الولايات المتحدة العراق المجاور لسوريا، بدا أن نظام الأسد قد بدأ فعلا بالتخبط، وخصوصا إزاء التصريحات المتضاربة من إدارة جورج بوش الابن التي كانت تثير القلق، فإلى جانب مواقف وزير الخارجية كولن باول الأقرب للدبلوماسية كانت مواقف البنتاغون بقيادة دونالد رامسفيلد تقض مضاجع النظام، حتى صرحت بثينة شعبان بالقول: إن باول يبدو لحكومة الأسد رجلا عاقلا وإنها تأمل بأن يتابع الحوار مع سوريا.
لكن هذا التفاؤل سرعان ما عاد للتزحزح، وخصوصا بعد تولي كوندوليزا رايس موقع باول لتعيد سيطرة الصقور على السياسة الخارجية، ويصرح السفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زاد في سبتمبر 2016 بقوله: "لقد نفد صبرنا تجاه سوريا وكل الخيارات مطروحة".
اليوم يمكننا القول بأن تلك التهديدات لم تكن سوى زوبعة في فنجان، فضبط الحدود الذي قام به نظام الأسد لمنع تسلل "الإرهابيين" إلى العراق كان يتم على أفضل وجه.
ولم تعد خافية فضيحة تعاون النظام مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لاستجواب المتهمين بالإرهاب في سجونه بعيدا عن عيون الصحافة والقضاء في أمريكا، وكانت مجلة تايم أول من نشر بعضا من فصول هذه القضية في أكتوبر 2016، عندما ذكرت تفاصيل نقل المتهم الألماني من أصل مغربي محمد زمار والكندي من أصل سوري ماهر عرار إلى فرع فلسطين للمخابرات العسكرية، حيث يتفنن المحققون بأصناف التعذيب التي تدفع المعتقلين للاعتراف بتهم لم يرتكبوها وتكفي للسجن مدى الحياة مقابل الإسراع بالخروج من هذا الجحيم.
وبناء على ذلك، يجدر بنا أن نعيد صياغة السؤال موضوع المقال، لنسأل أولا: هل للغرب مصلحة في خلع نظام الأسد؟
العدو المثالي
من المعروف في عالم السياسة أن المواقف المعلنة للدبلوماسيين وقادة الدول ليست بالضرورة انعكاسا لما يجري في الكواليس، فقد يعلن أحدهم العداء الأبدي تجاه دولة ما أو حتى يشن غارة عسكرية محدودة عليها، بينما يعقد معها صفقات سياسية واقتصادية في الخفاء.
لقد أهدى نظام الأسد للصهاينة أهم مبرر لتحويل كيانهم الوليد إلى دولة عظمى، فهو ما زال يقدم بآلته الإعلامية "المقاومة" نموذجا جيدا للعدو العربي المتوحش والمعادي لليهود الذين لم يتخلصوا بعد من مأساة الهولوكوست، مما يسهل تهرب إسرائيل من مفاوضات السلام ورفض الانسحاب وتكثيف عمليات التسلح بكل أنواع الأسلحة وعلى رأسها النووية.
وفي السياق نفسه، يمكننا فهم استثمار إسرائيل لمساعي النظام الدائمة لعقد صفقات التسلح مع روسيا، ولو أن هذه الصفقات أدت إلى القيام بعمل عسكري واحد ضد إسرائيل لتغير خطاب الثورة الشعبية اليوم، لكن الجنود المنشقين والثائرين يذكرون جيدا الدروس التي تلقوها على يد الضباط عن أسطورة خطوط الدفاع الهائلة التي أقامها الإسرائيليون في الجولان، في محاولة لإقناع الشعب باستحالة إقدام النظام على أي مغامرة لتحرير أراضيه.
وفي المقابل، فإن السلاح الذي ظل يتراكم في الثكنات طوال أربعين سنة من حكم الأسد سرعان ما نزل إلى الشوارع والمزارع ليقتل الشعب، ويكفي أن ننقل عن صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على تويتر قوله: إن "مجزرة الحولة تشكل دليلا على أنماط العمل الوحشية التي يتبعها بعض أعدائنا مما يؤكد أهمية احتفاظ إسرائيل بقوتها العسكرية وبقدرات جيش الدفاع".
ليس من مصلحة الغرب وربيبته إسرائيل إذن إسقاط النظام السوري، فقد أعطى متنفسا للشعوب العربية الغاضبة طوال عقود لتفريغ غضبها ضد كافة أشكال الاحتلال في مسيرات واحتجاجات ومقالات وكتب وأعمال فنية، لكنه كان يقبض بيد من حديد على كل من يحاول أن يحوّل غضبه إلى فعل، ويتعاون مع الغرب في القبض عليه والتحقيق معه وتعذيبه.
إزاء هذه الحقائق، لم يكن من المفاجئ إطلاق صحيفة "هآرتس" العبرية لقب «ملك إسرائيل» على بشار الأسد في أبريل من العام الماضي، حيث أشارت مع بداية الثورة إلى قلق الإسرائيليين من احتمال سقوط نظامه، وقالت: إن الكثيرين في تل أبيب يصلُّون من قلوبهم للرب كي يحفظ النظام الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 بالرغم من كل شعارات المقاومة التي يرفعها، واصفة هذه الشعارات بأنها مجرد صمام أمان ضد مطالب الشعب السوري بحقوقه.
جماعة وظيفية
علاوة على ما سبق، ليس من مصلحة الغرب والروس والصينيين أن يقوم في سوريا نظام سني يتحالف مع مصر والسعودية ودول المغرب العربي التي صعد فيها الإسلاميون مؤخرا، فالأفضل لهم إبقاء توازن الصراع بين السنة والشيعة لينشغل المسلمون بأنفسهم عن أي نهضة حقيقية أو مشروع تحرير.
لقد قالها لافروف بصراحة: لا نريد للسنة أن يحكموا سوريا، إذ يخشى الروس من تزعزع توازن القوى بين الطوائف الذي يحفظه هذا النظام الأقلوي، وكان النائب البريطاني السابق جورج غالاوي -الذي هلل له العرب كثيرا لمواقفه المؤيدة لفلسطين- قد وبّخ إحدى المتصلات على برنامجه الإذاعي التي نادت بإغاثة الشعب السوري المذبوح ليخبرها بأن طبيعة الشعب المتعدد الطوائف تجعل من المستحيل التفكير بأي تدخل لخلع النظام، وكأن الوضع القائم هو أهون الشرين في رأيه، علما بأن غالاوي الذي يقدم برنامجا على قناة "برس" الإيرانية متزوج من سيدة شيعية.
لقد مهّد الفرنسيون منذ تسعين عاما لهذا الخلل في تقاسم السلطة، فشكّلوا لحمايتهم "جيش المشرق" من جنود الأقليات وبأغلبية علوية، مع منحهم امتيازات استثنائية ليستمر ولاؤهم للخارج وتبقى السلطة بأيديهم بعد الاستقلال، وهذا ما حدث بالفعل، حيث ظل الصراع محتدما بين السنة والعلويين -أكثر من أي طائفة أخرى- على النفوذ في الجيش طيلة عقود، حتى انتزعه حافظ الأسد بالقوة وقضى على كل منافسيه.
ومنذ حينه، أثبت الأسد أنه قادر على قيادة هذه المنطقة الاستراتيجية مدعوما بحاشية عديمة الأخلاق والوطنية، ومسلحا بشريحة شعبية ذات ولاء أعمى قوامها أكثر من 150 ألف عنصر أمن ومئات الآلاف الآخرين من الجنود والشبيحة الطائفيين والمرتزقة، وقد وجد الغرب في هذا القسم من العلويين وأبناء العشائر "مجموعة وظيفية" نموذجية تحرس مصالحه مقابل النذر اليسير من المكتسبات، وخصوصا في ظل الفقر والجهل والطائفية والعنصرية التي ما تزال تهيمن على جبال العلويين وقرى البادية حتى بعد أربعين سنة من السلطة المطلقة.
ويبدو أن الأسد وجد في فكر البعث القومي غطاء فكريا لإقناع السوريين بوصول أول علوي للسلطة، كما وجد أفراد طائفته في البعث منفذا للخروج من عزلتهم الطويلة باسم العروبة، وفي الاشتراكية مبررا للتخلص من فقرهم، وفي أسطورة المقاومة مصدر اعتزاز إلى حد العنجهية.
واستثمر الغرب وحليفته (إسرائيل) هذا الأمر جيدا، إذ يروي سعد جمعة في كتابه "المؤامرة ومعركة المصير" أن سفير دولة غربية بدمشق أطلع النظام في الخامس من حزيران 1967 (أي قبل انسحاب الأسد من القنيطرة بخمسة أيام) أن إسرائيل تريد فقط تأديب جمال عبد الناصر، وبعدها ستفتح الآفاق العربية أمام الثورية البعثية، لأن إسرائيل بلد اشتراكي يعطف على التجربة الاشتراكية البعثية وخاصة العلوية، إذ يمكنها أن تتعايش وتتفاعل معها لمصلحة الكادحين في البلدين، ويؤكد جمعة أن النظام رد على السفير الوسيط بتجاوب كافة القيادات مع هذا التطلع.
لقد أسقطت الثورة السورية ورقة التوت التي استتر بها هذا النظام عقودا طويلة، كما أسقطتها عن شرائح واسعة من المثقفين والسياسيين وحركات المقاومة في المنطقة والعالم كله، لذا فإن المعركة التي يخوضها السوريون اليوم ليست مجرد ثورة شعب مقموع على نظام مستبد فاسد، بل هي إعادة ترتيب لتوزيع القوى على خارطة العالم، ومن البديهي ألا يتدخل الغرب لصالح هذا التغيير ما لم يكن في صالحه، فضلا عن وقوفه في وجهه
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكرا على نقل الموضوع
لفت انتباهي فيه قضية الدعم الروسي لجزار الشام والذي مرده لقمة عيش آلاف من عمال مصانع السلاح التي تصدر آلات القتل المبيد لعصابة البعث الحاكمة في سوريا بقوة الحديد والنار وتلك ماساة إنسانية أخرى
بالنسبة للجولان فقد أعلن الهالك حافظ الأسد عن سقوطها طواعية قبل دخول الجيش الصهيوني إليها بشهادة من عاصروا الحدث حيث أمر وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد عناصر الجيش بالانسحاب وترك الأسلحة والوثائق ومنذ 1967 يعيش الصهاينة كالملوك يصولون ويجولون في الجولان العربي المحتل بل إن الهالك حافظ الأسد قد قطع وعدا لقولدا مائير : " لن تطلق رصاصة واحدة في الجولان " وحين تلفظ الشعب السوري بكلمة حرية شفهيا خرج عليهم خادم المجوس بشار النعجة ودك عليهم القرى والمداشر والمدن بالمدفعية والصواريخ والراجمات البوارج والمروحيات الهجومية والأسلحة السامة
لكن نهايته قربت ومآله مزبلة التاريخ إن وجد فيها مكانا يسعه
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
حزب البعث تاريخه حافل بالخيانة والغدر والتآمر على الأمة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
اللهم انصر الإسلام والمسلمين
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
آمين يارب العالمين
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :