وأشار 75% من المسلمين المصريين الذين يقيمون ويعملون فى الخارج أن سلوكياتهم خلال شهر رمضان قد تغيرت كثيراً بعد وصولهم إلى الدول المضيفة، حيث ذكر نصف المشاركين (50%) فى الاستقصاء أنهم قد التزموا بالصيام بصورة أكبر، فيما ذكر (47%) أنهم أصبحوا يتصدقون أكثر.
وقد أجرت شركة نيلسن هذه الدراسة تحت عنوان "تقاليد المسلمين المغتربين فى العالم خلال شهر رمضان"، وذلك خلال شهر يوليو 2016، وشملت مسلمين من 11 جنسية يقيمون فى 12 بلداً فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا.
وبصفة عامة، يعتبر الصيام(93%) والزكاة والصدقات(95%) من أكثر العبادات التى يحرص المسلمون فى الغربة على ممارستها والمحافظة عليها خلال شهر رمضان المعظم. كما أشار المصريون الذين شملهم الاستقصاء اللذين التزموا بالصيام بصورة أكبر وأصبحوا يتصدقون أكثر أن حب العائلة والأصدقاء(53%) والتفانى فى العمل (47%) هما العاملان الرئيسيان المحفزان على ذلك.
وفى تعليق له على هذه الدراسة، قال حاتم سليمان، نائب الرئيس الإقليمى لشركة ويسترن يونيون فى الشرق الأدنى ومصر والمملكة العربية السعودية والسودان: "إن الإقامة والعيش فى بلد آخر له تأثيرات ثقافية مختلفة، كذلك ظروف العمل الجديد والضغوط الشخصية. وهكذا يتمسك المسلمون بشعائرهم الدينية ويصبحون أكثر ورعاً وتقرباً إلى الله خلال شهر رمضان الكريم".
وأضاف: "فى نفس الوقت، تواصل ويسترن يونيون عملها فى قطاع تحويل الأموال من أجل حياة أفضل للجميع وذلك لفترة تزيد على 135 عاماً، إننا ندرك أن البشر يغادرون بلادهم للعديد من الأسباب، إلا أن العامل المشترك بينهم هو رغبتهم فى توفير حياة أفضل لأسرهم ومن يحبون، من خلال الحصول على فرص عمل جديدة. كما يصعب على أى إنسان من أى دين أو جنسية أن يكون بعيداً عن بلده الأصلى خلال المناسبات الدينية والأعياد، ومن الطبيعى جداً فى ظل هذه الأوضاع أن يكون للعائلة والأحباء والأصدقاء والتزامات العمل أثر كبير على الناس مع إقامتهم خارج بلدانهم".
وبصرف النظر عن البلد الذى هاجروا إليه، يشارك المسلمون العرب فى الأنشطة الرمضانية، مثل قراءة القرآن ولقاء الأهل والأصدقاء وأداء العمرة، أكثر من المسلمين غير العرب.
وتشير الدراسة إلى أن المسلمين المغتربون يواظبون على ممارسة عدة شعائر خلال شهر رمضان المبارك، فبالرغم من الابتعاد عن الأهل والأحباء، إلا أن 96% منهم يصومون، و89% يداومون على الصلاة، و78% يجتمعون على مائدة الإفطار أو وجبات الطعام فى المساء، ويداوم 75% منهم على قراءة القرآن، وأيضًا فضيل الإفطار الجماعى على تناول وجبة الإفطار بشكل منفرد، حيث فضل 75٪ تناول الافطار مع العائلة و65٪ فضلوا تناوله مع الأصدقاء.
وأوردت الدراسة أن الذهاب إلى المساجد للعبادة (62%) وتأثير العائلة والأصدقاء (52٪) هما من أهم العوامل المؤثرة فى الصيام خلال شهر رمضان، ويتم أداء الزكاة أو التصدق على المحتاجين بشكل أكبر خلال شهر رمضان، حيث يشير ما يقارب 9 من كل 10 مسلمين فى الخارج (89%) إلى أنهم يؤدون الزكاة خلال شهر رمضان المبارك، والغالبية العظمى (94٪) تتصدق خلال شهر رمضان، ويتم أداء الزكاة بصورة أكبر خلال شهر رمضان بإعطاءها للأشخاص المعروفين لدافع الزكاة محلياً أو فى الخارج (65%). ويدفع المسلمون العرب الزكاة للأشخاص المعروفين لديهم على المستوى المحلى (42%) أكثر من الأشخاص الموجودين فى الخارج (29%)، والعكس صحيح بالنسبة للمسلمين غير العرب (49% محلياً و56% خارجياً).
ويؤدى المسلمون من الشرق الأوسط والولايات المتحدة الزكاة عبر التبرع إلى الجمعيات الخيرية (53٪ و54٪ على التوالى).
وبشكل عام، تعد المساعدات النقدية هى الأكثر شيوعاً خلال شهر رمضان (92٪)، تليها الملابس (40٪)، ثم المواد الغذائية (36٪)، ثم المنتجات الأخرى (21٪). وكانت الملابس خارج منطقة الشرق الأوسط هى الأكثر شيوعاً (53٪).
وأضاف "سليمان": "يشكل النقد وسيلة سهلة وملائمة للصدقات، سواء كان ذلك على المستوى المحلى أو لمساعدة الناس فى الخارج، وهو الأمر الذى يفسر انتشار استخدام النقد لهذا الغرض، وهو ما يدل على أن الغالبية العظمى من المسلمين يعملون على تلبية الاحتياجات الحقيقية ببلدانهم الأصلية أو المجتمعات التى يعيشون فيها، عن طريق أدائهم لفريضة الزكاة".
وقد استندت نتائج الدراسة إلى استقصاء شمل ما يقرب من 550 مسلماً مهاجراً تعود أصولهم لبلدان فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل مصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس، وأخرى فى جنوب آسيا، مثل بنغلاديش والهند وإندونيسيا ونيبال وباكستان وسرى لانكا.
ويقيم هؤلاء المهاجرون فى البحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط، وماليزيا وسنغافورة فى آسيا، والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا فى أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية