قيمة الرجل..قيمة الرجــال بجوهـــرهم لا بمظهرهم.
إن قيمة الرجل ليست في الأشياء التي يملكها أو بكمية الإدخار المالي الذي يحتفظ به أو حتى بإنجازاته!؟
إنما المقياس الحقيقي للرجل يُنظر إليه من خلال إيمانه و قلبه،-إن الله لا ينظر إلى صوركم.- من خلال الأصدقاء الذين يلتفون حوله ويقفون بجانبه من أجله هو شخصياً وليس من أجل هدف آخر، قيمته بالقوة الذاتية التي يستخدمها تحت الضغوط الصعبة التي يواجهها وبالحساسية التي يشعر بها ويتفهم بها ويعبر عنها، قيمته في حقيقة كلماته وحقيقة حياته وتصرفاته غير الأنانية وبالقيم التي يعيش من أجلها
إن تقرير مقياس الرجل يكون بالثقة التي توليها إياه والراحة النفسية التي تشعرها معه وبكمية ما يُضفي على حياتك من قيمة أو جمال أنت ما تكونين أحوج إليه.
.................
الرجل و الصمت.
إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب هذه الحكمة تدل على عظمة السكوت لدى الرجل، فقد ارتبط حب الصمت لدى الرجل منذ الأزل، و قد ارتبط الصمت بالحكمة ارتباطا فاق كل الحدود حتى أصبح يعتبر عند الكثير سلاحا يختبأ فيه، إن صمت الرجل هو طبيعة فطرية بالدرجة الأولى، وتأتي ثقافته فتزيد من صمته، نتيجة ازدياد الوعي والتفكير لديه فيحجم عن كثرة الكلام واللغو الذي لا فائدة منه، كما أنه كلما ازداد إيمانه قل كلامه، لأنه يدرك أن أكثر خطاياه إنما هي في لسانه، وأن نجاته في حفظ اللسان، وبالتالي فإن صمت الرجل هو دليل على وعيه وحكمته وقوته ولكن ليس في كل الأحيان فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
..............
الرجل و الحيـــــــــــاة.
حياة الرجل مليئة بالعبرِ والمواقفِ الجمةِ..كيف لا..فهو صاحب الفِكــر الشامخ والرسالة العَظيمة، والمَبادئ المُثلى، إذن فهو أساس الحياة.
..............
الرجل و الدموع..بكاء الرجل خطوة شجاعة !!!؟
يعتقد الكثيرون أن بكاء الرجل ضعف منه إلا أنه في الحقيقة ما هو إلا وسيلة للراحة النفسية وكثيراً ما نسمع البعض يقول إن الرجل لابد أن تكون كرامته قوية بحيث يتماسك ولا يبكي أمام الآخرين ولا يضعف أمام أي مشكلة تواجهه دون أن يفرقوا في المفاهيم بين البكاء والضعف فلا علاقة لأحدهما بالآخر ويتناسون كذلك أن الرجل في النهاية إنسان بين جوانحه قلبٌ ينبض ويحتاج إلى أن يعبر عن نفسه ومشاعره وينفس عن همومه، عندما يبكي الرجل فإنها تكون ردة فعل عن حالة إصابته واستدعته على البكاء، ربما لم يجد كلمة وربما لم يجد نظرة وربما لم يجد نفسه إلا وهو يبكي، كذلك يجب أن ندرك أن هذا البكاء ليس بإذن منه ، فدمعة الرجل عزيزة جداً...لا تأتي إلا من قهر ..لذلك فدموعه تهز...و تزلزل....تنزل الدمعة عندما تصرخ العاطفة....و ما العين إلا مستودع للدموع...وما العاطفة إلا ورقة تحترق بزيت الشموع....فعندما لا تجد غير البكاء تعبيراً...فالدمعة أبلغ تعبير...والبكاء قد يكون محل الكلام...والبكاء قد يشفي الآلام...و من هو الرجل حتى لا يبكي...فلا يبكي إلا الذي قلبه من حجر...ولا يبكي إلا الأصم المتحجر..ليست بالضرورة أن تكون الدموع مرتبطةً بالضعف...فالدموع تغسل القلوب...وتطهرها بل وتزيد من شفافية القلب...وتصقله بشيء من الإحساس...والمشاعر... من منا لم يبكي؟
ومن منا يضمن بألا يبكي..فلا أرى في البكاء ضعفاً أو هزيمة...قد يبكي الرجل خشية من الله.
ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة، فقد بكى الحبيب المصطفى في كثير من المواقف في الصلاة وغيرها.
.............
فــــي الخـتــام.
لم تكتب هذه الحروف لذلك الرجل الذي يتزين و يبقى أمام المرآة أكثر من نصف ساعة، ليخرج و يتجول و يقابل أبواب الثانويات والجامعات، بحثا عن شابة جذابة، وعاشقة كذابة.
لم تكتب هذه الحروف في الرجل الذي يبحث عن قلب مزيف يسلي غروره، ويلبي نزوات جسده، ليطفئ شهواته، والإطاحة بكرامته.
لم تكتب هذه الحروف للرجل التي يرفع صوته على والديه، ولا يحترم عائلته، لأنه لم يحترم نفسه، فكيف يحترم غيره.
لم تكتب هذه الحروف للرجل التي يكمّل نقصه بعلاقة مشبوهة مع شابة لا تعرفه، ليغذي قلبه بسكون حاقد، وأمل جاحد، وألم باقي.
لم تكتب هذه الحروف للرجل الذي يبحث عن إثبات نفسه على حساب غيره، ليقتل كبريائهم انتقاما لنقص في نفسه ليكمله بأية طريقة.
عفوا ..عفوا
إن هذه الحروف كتبت لذلك الرجل المعتز بدينه،المحتشم في لباسه،و الفاتن بفكره،و الشامخ بقلمه،ذلك الرجل القوي الباسل المحترم الذي لا يرضى بالإطاحة مهما كان،لأنه ليس صريع الشبهات،و لا أسير الشهوات،مميز بنفسه،متميز عن غيره،فهو لا يعرف المصاعب،لأنه يعرف إدراك المقاصد، نادر المثال،ليس نسخة مكررة،من باقات الأسواق،و ليس عملة مزيفة من هاوي القلوب،له طموح يحطم الوجود،و له روح تأسر كل موجود،تلك هي رائعة الوجود في هذه الحياة، حيث قيل: عظماء الرجال هم عظماء في حبهم.....و أقوياء الرجال هم أقوياء في عواطفهم..نعم هذا هو الرجل، شموخ بجموح،و كبرياء بإعتلاء،و عنفوان ثمين.!؟
........
هل تغير مفهوم الرجل في بلادنا؟
أين الرجال..أين أولوا الألباب.