عنوان الموضوع : فاتيكان السعودية وأذرع إيران
مقدم من طرف منتديات العندليب

كتب شرق المتوسط:


محمد جربوعة

أقرأ لبعض المشايخ ، وأكاد أنفجر لهذه العقليات البائسة التي لا تحسن ترتيب الأولويات، ولا التفريق بين واقع الحرب وغيره ...وأكثر ما يثيرك من هؤلاء أنهم أغبياء حفظوا متونا، والغبي لا يتحول إلى ذكي بمجرد حفظه لمتون ، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
من حولنا يستعد لمرحلة خطيرة ستحكم المنطقة لربع قرن على الأقل، وبآليات ليست في صالحنا، ونحن لا زلنا نتناحر حول " رضاع الكبير"..
ولو سئل التيس في مرعاه لقال أنّ الرضاع لا يكون له تأثير إذا لم تكن الشهوة معه منكسرة..وفرق بين شخص عاش منذ صباه في كنف امرأة تغدق عليه من حنان الأمومة وعطفها، فهو يحس تجاهها ما يحسه أي ولد مع أمه، وبين آخر غريب يدخلونه فجأة وهو في أوج رجولته على امرأة لترضعه وتصير بذلك أما له ، يخلو بها وتخلو به ...
هل يرضى هؤلاء المُفْتُنون مثل هذا لزوجاتهم؟ لبناتهم؟ لأمهاتهم؟
عظمة هذا الدين أنه لا ينافي المنطق ولا يصدم الذكاء.. لذلك ما عدت أهتم لهذه العمامات المقعرة التي تستقطب كل الذبذبات إلا ذبذبات الذكاء والشجاعة.
منذ قرون ونحن نشرح المتون ونذيّل عليها ونضع لها الحواشي،قبل أن نعود لتلخيصها واختصارها من جديد..يطول الكلام ويتشعب ثم يعود لينكمش،وبين هذا وذاك آراء ومذاهب واختلاف وخلاف وتشتت.. وتنازع وتفرق.
كتبتُ مرة في التفريق بين الوهابية والسلفية، وكنت أول من فرّق بينهما،فثارت الدنيا..
هل يكفر من يفرّق بين هذين المسميين؟
إذا كان لا يكفر فدعونا نستحضر المرجع الشرعي والعقلي ونتناقش.
يقول مناصرو الوهابية أنّ الوهابية هي السلفية، أو أنها داخلة في معناها..
نقول: إذن لا داعي لأن يكون الجزء منفصلا عن الأصل بتسمية جديدة، ولا أن يكون المتأخر متميزا عن الأقدم بتعريفات خاصة.. وإلا لكان من المفترض أن يكون لمجددين آخرين جماعاتهم هم أيضا: التيمية والذهبية والشوكانية والقيمية و..و..وهؤلاء أقدم وأعلم وأولى..ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
لكن ذلك من التمذهب والتخصيص في الاتباع وهو مذموم..
إننا نثور على هذه التسمية لأنها أخذت معنى سياسيا ، وأوجدت واقعا علمانيا ...
وليفهم القارئ معنى العلمانية فعلا، يجب أن يدرك أن العلمانية لا تعني فصل الدين عن الدولة، بل فصل سلطة الدين عن سلطة الدولة، ففي الغرب هناك سلطة الحكومات وهناك سلطة الفاتيكان، الفاتيكان له سفاراته ورأيه ونفوذه وعلمه ودستوره ...إنه دولة ..
الأمر نفسه موجود اليوم في السعودية، دولة مدنية علمانية تتقاسم اللعبة مع كيان ديني...والذي يقول غير هذا مصاب بالعمى...
كل ممارسات الدولة المدنية السعودية بعيدة عن الشرع، خاصة في عهد الملك الجديد، إنها أقرب ما تكون إلى اللبرالية، منتهى التجاوز لمفاهيم محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .. لكن هذا يقابله وجود التحالف التاريخي مع آل الشيخ والمؤسسة الدينية، ليعطي ذلك توازنا ما..
والمشكلة آنذاك أنّ المؤسسة الدينية، لكي تعيش وتستمر يجب أن لا تنقض تحالفها مع الدولة المدنية، وهو ما يعني أن تعمد إلى تبرير سلوكيات منكرة لهذه الدولة ، وكذا حمايتها بفتاوى واصطفافات ومواقف.
هذا ما جعل المرجعية الدينية للوهابية تسقط بعد أن كانت تستحوذ على توجيه مئات الملايين من الناس في العالم ، لتنكمش اليوم في "مدرسة باءت بإثم الدولة السياسي فخسرت مصداقيتها وقبولها"، ولم تعد تستطيع فرض رأيها الفقهي على السعوديين أنفسهم فكيف بالمسلمين في العالم.
لقد دخلت الوهابية الرسمية في صراع مع السلفية، والمعركة على الصعيد السياسي والتاريخي محسومة للسلفية لا للوهابية.
برأيي فإن هذا قد أثّر على صراع السعودية مع إيران، في العراق وفي لبنان وفي غيره، فالدولة السعودية انتهى دورها في الخارج، ولم يعد لها أنصار أقوياء مثلما لإيران، فأنصارها في الدول العربية هم جماعات صوفية بطريقة ما تسمى "الجرح والتعديل" وإن كنت أسميها "الجرح والجرح".
إضافة إلى أن السعودية غسلت يدها من المعنى السلفي الأوسع من وهابيتها، وهو المعنى الذي تبنته عقودا حين كانت تدعم "الجهاد الأفغاني والشيشاني" ضد الروس، بل إنها لم تستطع استقطاب المقاومة العراقية أو الفلسطينية، كما لم تعمل على إحداث ذراع مقاومة في لبنان، وهو ما جعل الأمر محسوما لإيران بينما كان من آخر الصرعات المضحكة للرياض تبني المجرم إياد علاوي الذي جاء مع دبابة الاحتلال ولا فرق بينه وبين المالكي والحكيم.
تبدو المؤسسة الدينية الآن أقرب إلى نايف وابنه محمد منها إلى الملك، لأسباب عدة، فهل يعني ذلك أنّ العهد القادم سيعيد ترميم المعطى الداخلي ليكون له دور في المنطقة والعالم؟
إنّ النظام في الرياض هو الذي عمل بعد أحداث 11 سبتمبر على فصل الوهابية عن مسمى السلفية، وأنا فقط التقطت ذلك وعبّرت عنه بصراحة .. وقد اكتشفت أن "ولاية الفقيه" التي كانت المؤسسة الدينية السعودية تتمتع بها في العالم قد انتهت، وآنذاك فلا بأس أن يعود العثمانيون إلى المنطقة حتى دون أن تكون لهم مرجعية دينية يسوقونها للعالم، في زمن لم يعد فيه بالإمكان أن تقنع أحدا أنّ هذا الدين يأمرك بأن تكون ذليلا أو خائنا أو ديوثا أو بلا نخوة ...تعيش فقط لتبرر الظلم والفساد بأنه شرعي ووجهة نظر ..
لقد انتصرت صورة الأتراك على صورة السعودية.. وتجاوز الشارع في توقه المؤسسة الوهابية التي يجرفها السيل بعيدا بينما هي تصر على أنها تسبح .
وإلا فما معنى أن يفصل الشثري لأنه قال بما رُبيَ عليه من آراء محمد بن عبد الوهاب حول الاختلاط ؟ بينما يشارك شيخ مثل العريفي في مقاتلة الحوثيين وهو يعلم أن الزيديين ليسوا شيعة شرعا..حتى وإن ادعى علماء الفاتيكان الإسلامي أنهم أتباع لإيران، فإن التابع لإيران لا يكون كافرا مستباح الدم، وحماس الفلسطينية حليفة لإيران..
هل ستعيد الرياض حساباتها لتدرك أنها تفقد كل شيء؟ أم أنّها مصرّة على شرب ما تبقّى في الكأس من جرعات مرة ومسمومة قبل أن تسقط باردة؟
مجرد سؤال لعربي مسلم غيور..



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

:حبوب منومة قبل النوم كل اليوم يابطاش :1

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

السلام عليكم - بارك الله فيك تحليل ودقيق

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

ديننا الحنيف يتعرض لهجمة شرسة وهو في مفترق طرق خطير
مع هذا التكالب الاعلامي والاموال الضخمة علينا ان نصمد في الدفاع عن الاسلام ووحدة المسلمين

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

أعتقد ان مطالب التغيير في دمشق .... وإذا خرج جموع السعوديين فلن يستطيع أحد أن يجمحهم .

طُلاّب دمشق يريدون ليّ أعناقنا عن الجرائم المرتكبة فيها !!!.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

يجب ان تعترف الحكومات العربيه في اخطائها والكثير مما ورد في المقال صحيح ويحتاج لاعادة نظر في تصحيح بعض المفاهيم وليس عيبا !!! اما تبسيطه للخطر الايراني وكأنه لايوجد فهو مخطيء لاشك ايران اصبحت عدوة العرب في كل شيء وعدائها فاق بفراسخ عداء الكيان الصهيوني .....