عنوان الموضوع : الكيان الصهيوني ينخرط بصورة مباشرة إلى جانب المسلحين في الحرب على سورية الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

خاص جهينة نيوز: في أسرار الغارة الصهيونية على سورية..؟






- كفاح نصر:
التحالف ذاته الذي يموّل العصابات الإجرامية في سورية يجري مناورات جوية في الكيان الصهيوني وبمشاركة أمريكية وعربية للتدخل في سورية تشارك فيها مئة دولة معظمهم يتدربون على الهجوم على سورية، وفي الوقت نفسه يجتمعون في باريس تحت مسمّى "أصدقاء سورية"، وفي ظل هذه المناورات التي تشارك بها طائرات سوخوي وميغ، قامت طائرات الاحتلال الصهيوني بغارة على مركز من مراكز البحوث العلمية التي كانت الهدف الأول في ريف دمشق وحلب للعصابات التي تقودها تركيا وإسرائيل وقطر.
وللمفارقة تزامنت الغارة مع هجمات مركزة للعصابات المسلحة على مراكز الدفاع الجوي السوري في ريف دمشق بعد أن فشلت في تدمير هذا الموقع، وكذلك لأول مرة منذ بدأ الصراع في سورية يقوم الكيان الصهيوني بمؤازرة "جبهة النصرة" عسكرياً، وبعد أيام على مهاجمة "جبهة النصرة" لمركز الاستخبارات المتقدم في سعسع المواجه للكيان الصهيوني، وبعد أيام على مهاجمة إدارة الدفاع الجوي المتخصّصة بالدفاع عن المراكز الحيوية في سورية؟!.
والتدخل الصهيوني في الأزمة السورية ليس جديداً، فكل الصواريخ المضادة للدروع التي تقاتل بها "جبهة النصرة" في سورية إسرائيلية الصنع، واللوازم الطبية التي تستعملها "جبهة النصرة" والمسلحون في سورية صناعة إسرائيلية، وكل الأهداف التي هاجمتها "جبهة النصرة" لا علاقة لها بإسقاط النظام بل لها علاقة بتدمير قوة سورية، فهل ضرب مراكز الدفاع الجوي سيسقط النظام، أو حرق القمح، فضلاً عن نهب المصانع وحرق الأقطان، ومراكز ا/لبحوث العلمية وخطوط / الغاز والكهرباء، والقطعات العسكرية التي لا علاقة لها بالأحداث السورية ومرابطة بمواجهة الاحتلال، أو متخصّصة باللغة العبرية، فكل ما قامت به "جبهة النصرة" (الجيش الحر) ليس سوى أهداف إسرائيلية بحتة، وبالتالي الغارة الصهيونية ليست سوى جزء من العدوان على سورية لا يفرقه عن غيره سوى أن "جبهة النصرة" تقاتل بإرهابيين متطرفين وهابيين متعددي الجنسيات وجلّهم عرب، في حين أن الغارة الصهيونية نفذها طيارون إسرائيليون معلنين تحالف التطرف الصهيوني مع التطرف الوهابي علناً، وظهر هذا التحالف جلياً حين تسلّل أكثر من تلفزيون صهيوني إلى ريف إدلب عبر الحدود التركية.
وللمفارقة، الكيان الصهيوني لم يعلن عن الغارة ومنع وسائل إعلامه من التطرق لها حتى بعد أن كشف عنها للإعلام مسؤول دبلوماسي قطري قائلاً إنها على الحدود السورية، واستهدفت قافلة سلاح إلى حزب الله، والهدف من ذلك هو اعتقاد الكيان الصهيوني بأن الجيش العربي السوري الذي تستنزفه العصابات الصهيوهابية سيصمت وتكون بذلك إسرائيل دمرت المركز الذي عجزت عنه العصابات القطرية التركية مجاناً، ومن جهة ثانية ترغم سورية على تشغيل بعض الرادارات القتالية ورصد تردداتها ومكانها، ولكن مع رفض سورية الرد على اتصالات من دول في "الناتو" حاولت لملمة الغارة والتغطية على الحادثة، على أنها ليست قصفاً داخل الأراضي السورية بل إنها غارة استهدفت قافلة سلاح متوجهة إلى حزب الله وقصفت على الحدود السورية اللبنانية، وبذلك يتمّ لملمة القصة ولاحقاً يتم ابتزاز سورية بهذه المعلومات، ومع رفض سورية لملمة القصة كما اعتقد الصهيوني، قام الأمريكي بالكشف عن الغارة مستبقاً بيان الجيش العربي السوري، ومعلناً بأن الغارة داخل الأراضي السورية كنوع من التهديد لسورية بأن واشنطن ستدعم الكيان الصهيوني في حال تطور النزاع وقام الجيش العربي السوري بالرد.
وسورية منذ البداية تدرك أن كل ما يجري على الأرض ليس سوى حرب أمريكية إسرائيلية، وأن المسلحين ومعهم رجب أردوغان وحمد آل ثاني ليسوا سوى أدوات في هذه الحرب، ولأجل هذا من الطبيعي أن ترفض سورية التهدئة وترفض الرد على الاتصالات الأمريكية، لأن الحرب قائمة على الأرض وهذه الغارة ليست سوى جزء من هذه الحرب، ولأجل هذا كان الرد السوري الأولي على الغارة الصهيونية ضمن بيان الجيش العربي السوري حين قال: إن هذه الغارة لن تثني سورية عن دعم المقاومة، والعدو الصهيوني يدرك تماماً أن ثمن هذه العبارة ستجعله يندم على هذه الغارة، وإذا كانت الغارة الصهيونية استهدفت مركز بحوث علمية معنيّ بتطوير عمل المقاومة فإن تدمير هذا المركز لن يمنع سورية من دعم المقاومة، بل سيجعل الصهاينة يتوسلون روسيا لوقف الدعم القادم للمقاومة، وأما الرد النهائي على الغارة فهو قادم وقد جرب الكيان الصهيوني سابقاً وشن عدة غارات على سورية ودفع ثمن كل غارة، ولكن هذه الغارة ثمنها سيكون أكبر من أن يتصوره، وكما ندم على كل حروبه التي شنّها في السنوات الماضية، وكما ندم على كل الغارات التي قام بها سيندم على هذه الغارة، ويعلم الصهاينة أن "الناتو" وسلاحه وتفوقه وعملاءه العرب ومال الخليج لن يتمكنوا من حماية أمن الكيان الصهيوني ولن يتمكنوا. وسورية يمكنها الرد بدون تهليلات إعلامية ولم يجرب الصهاينة ذلك فقط بل حتى أردوغان الذي يشن الحرب على سورية يصرخ من الألم أكثر من السوريين، والرد السوري مفتوح قد يكون إستراتيجياً وقد يكون عسكرياً وقد يكون متعدد الأشكال ولكن مع هذه الغارة أصبحت المبادرة بيد سورية؟.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ما أجملك أيتها الحرب.. يا قنبلة في قلبي!!






- ‏بقلم نارام سرجون‏:
هذه هي المرة الثانية التي أشتهي فيها الحرب.. شهيتي مفتوحة للحرب بعد أن فقدت شهيتي للبكاء.. يا إله الحرب انهض.. كل حروب الدنيا حمقاء وكل الحروب مجنونة وكل الحروب جرائم.. إلا هذه الحرب التي تتوق إليها نفسي وتتوسلها عيوني.. والتي تتفتق من تحت مسامي.. فقلبي صار قنبلة كبيرة موقوتة وضرباته هي دقات ساعة التوقيت.. والدم الذي يغلي في العروق جف وصار بارودا.. وأصابعي تشتعل كالديناميت حتى صرت لا أقدر على الكتابة.. بل عار على القلم أن يكتب إذا كانت الأصابع التي تمسكه أصابع ديناميت تشتعل فتائلها.. والقلب الذي يوحي إليه قنبلة تسمع تكاتها.. وعندما تتفتق جلود الرجال غضبا.. ويصبح دمهم بارودا.. وقلوبهم ساعات توقيت للقنابل.. فلا بد من الحرب..
لا أخفيكم أنني في مثل هذه الظروف أفضل ألا أستمع للكثير من المحللين العقلاء الذين يخوضون في الشأن السوري ولا أستثني منهم الخبراء والناطقين باسم الدولة السورية.. ليس لأنني لا أثق بهم لكن لأني أخشى أنهم كما في السابق ربما يجنحون أحيانا بالحوار والجواب إلى ضفاف وموانئ لاتهمنا من قبيل (الرد في الزمن المناسب والوقت المناسب) و(العدو يصدر أزماته) و(الحكمة وضبط النفس).. الذي يدور ولا يتغير أكثر من (لأن إسرائيل تثبت أنها دولة عدوانية).. وكأن في عدوانية إسرائيل شيئا جديدا.. وبعضهم يعتقد أن نبرة الصراخ قد تهدئ السؤال الجامح فإذا بالصراخ يستفز بقية الأسئلة التي تثور وتدق بحوافرها على صدى صراخه..
ولكنني لاشك لا أعير محللي العرب والمعارضة السورية أي اهتمام لأن هؤلاء الطبالين مجرد عرائس في مسرح العرائس.. وفي مسرح العرائس لاشيء حقيقي على الإطلاق.. وبالطبع سيقول هؤلاء ما يقولون عن السخرية من الدولة الوطنية السورية واستفزازها والشماتة بها والتساؤل عن غياب الطيران والصواريخ.. وتذكيرنا بأربعين سنة هدوء في الجولان واتهامات العمالة وتجرؤنا على مواطنينا العزل (المسلحين بالسكاكين والدوشكا فقط) وسكوتنا عن اهانات إسرائيل..
هذه الغارة لم تكن غارة عادية على مبنى عادي بل غارة على عقول السوريين لإلقائها في اللاأدرية والشك.. فألقت مئات حواضن القنابل العنقودية المحملة بأسئلة كالقنابل والتي انتشرت في زوايا وأركان الأعصاب فأصابت الجميع بالحيرة.. وضربت مراكز التحليل في العقول وفك الشفرات في الدماغ.. فانتشر الغموض..وتحولت أدمغتنا إلى حقول مليئة بالشوك والأسلاك الشائكة كلما خطونا فيها لسعتنا وخزات الإبر وانغرزت الأسلاك في أصابعنا وأدمتها وانغرزت في أعصابنا لتزيد حيرتنا ومن لسعات الكهرباء..
لم أقدر أن أحصي الأسئلة التي سقطت على عقلي من تلك الغارة.. كان عقلي يشبه أرضا تتعرض للقصف بقاذفات ب 52 الأمريكية التي تنطلق عادة من قاعدة العيديد القطرية.. ولكنها بالمجمل أسئلة تتمحور حول مجموعة عناوين وتتفرع من جذوع كبيرة.. فما هي طبيعة الهدف الذي قصف؟ ولماذا الآن بالذات؟ وهل لتوقيته علاقة بالأزمة السورية؟ وهل هو اختبار؟ وهل هو تحد واستفزاز؟ هل يريد أن يقول إن الجيش السوري ضعيف أو بدأ يضعف؟ هل تقدر سورية على الحرب الآن؟ هل يدرك الإسرائيلي ماذا يعني تحرشه ويعرف أن السوريين صاروا عاجزين عن الرد؟؟ كيف حصلت الثغرة الجوية والاختراق؟ هل هناك غيرها؟ هل من الممكن أن تكون إسرائيل تستعد الآن للحرب؟؟ هل يجب على السوريين أن يردوا؟؟ أم عليهم أن يختاروا الزمان والمكان المناسب كما العادة حيث لم يأت أي زمان وأي مكان مناسبان؟؟ هل كان من الممكن استهداف القصر الرئاسي السوري؟؟ هل للأمر علاقة بما قيل عن أسر مجموعة عمل إسرائيلية في داريا وكان الجيش يعمل بدقة على أسرها بدل قتلها بهجوم عشوائي على المسلحين؟؟ لماذا عاد أيهود باراك على عجل من منتدى دافوس وقطع رحلته منذ يومين؟ لماذا تعجل نتنياهو الاتصال بموسكو منذ يومين بحجة الأسلحة الكيماوية السورية؟ وماذا بعد؟؟ وهناك مئة لماذا.. وألف هل.. وعشرون ألف كيف.. ومئة ألف إشارة استفهام لا يسبقها سؤال ولا يتبعها جواب بل إشارات تعجب.. ونقاط في الفراغ..
في الحقيقة أنني بعد أن نظرت إلى المشهد العام وجمعت شظايا المعلومات المتناثرة كالزجاج المهشم منذ أسابيع.. لم أجد الصورة كما كنت تخيلتها عند هجوم الأسئلة علي وعند غارات الحيرة على مراكز التحليل في دماغي.. بل على العكس أن السؤال الذي يشبه حمالة المفاتيح وتبدأ منه مفاتيح الأسئلة بالإفصاح عن أماكنها هو: لماذا هذا التوقيت بالذات؟.. وتتهاوى الأسئلة على بعضها مثل حجارة الدومينو عند إسقاط هذا السؤال على غيره من الأسئلة.. ففي هذا السؤال ربما تختبئ الأسرار.. وربما تتدفق الأنهار.. لتروي حقول الفضول الظمأى..
إن ما تقوله الغارة شيء مغاير لما نعتقد..فالبعض يعتقد أن إسرائيل صارت مدركة لوهن النظام وهاهي تتحرش به وهو يرتعش ويهتز بجذعه المنخور وتدفعه إسرائيل دفعة نهائية نحو النهاية.. لكن الحقيقة التي لا يجب أن نتملقها ولا أن نزدريها هي أن العمل الإسرائيلي يشير بشدة إلى أن مشروع إسقاط النظام السوري ربما قد اقترب من لفظ أنفاسه الأخيرة عسكريا.. وأن هناك سباقا مع الزمن بين إسرائيل وحلفائها من جهة وبين سورية وحلفائها من جهة أخرى.. فالمعطيات الدولية تشير لتقارب وجهات النظر الكبرى حول التخلي عن المعارضة السورية والتخلي عن إسقاط نظام دمشق.. ولكن الأهم هو المؤشرات الميدانية التي تشير إلى تقهقر كبير في إمكانات المسلحين وطرق إمدادهم ووقوع خرائط الإمدادات والاتصالات والشبكات الرئيسية في يد الجيش السوري الذي كلفه إعدادها كل هذا الصبر والتريث والنفس الطويل.. وهناك على الأرض تحركات قوات النخبة السورية وعديدها بعشرات الآلاف والتي تلقت مؤخرا تدريبا مكثفا ونوعيا على قتال الشوارع والكوماندوس والتي يقال إنها ستحسم في حلب وادلب نهائيا وتقطع حبل السرة التركي عن المسلحين.. ولذلك بعث الائتلاف المعارض برسالة معاذ الخطيب الجاهز للتفاوض (وقام الائتلاف بتمثيلية التنكر لها)..
وربما تريد إسرائيل إشغال الجيش السوري وقوات النخبة عن التحرك القوي شمالا بإبقائه في حالة تنبه في الجنوب بسبب احتمال الحرب.. ورسالة إسرائيل بأن التحرك شمالا لم يعد مأمونا لأن إسرائيل لن تترك المعارضة السورية تتلقى الهزيمة النهائية.. وقد تتدخل بالحرب جنوبا.. والملاحظ أن الغارة الإسرائيلية أعقبت أخبار تجهيز المجموعة الثانية من صواريخ الباتريوت في تركيا منذ يومين كمؤشر على أن حرب سورية ستكون على جبهتين أن اشتعلت.. شمالا وجنوبا.. وتشير بعض الملاحظات الإستراتيجية إلى أن الجيش السوري يضع في حسبانه دوما أن تفاجئه إسرائيل جنوبا ليتمكن المسلحون وتركيا في الشمال من التمدد أكثر في حلب وادلب وإعلان منطقة محررة واسعة تكون مقر حكومة مؤقتة أو بؤرة منطقة شبه عازلة لا تقرها الأمم المتحدة رسميا لكن يقرها الأمر الواقع حيث ستصل إليها أسلحة كثيرة ومتطوعون كثيرون من العالم الجهادي.. ويصبح التعامل معها شديد الصعوبة وتنطلق منها سياسة الأمر الواقع.. وتكون بمثابة الجرح الذي ينز ويتقيح ومنه تنتشر الغرغرينا والحمى في الجسد السوري.. وهذا ما كان عاملا مهما في تريث الجيش في نقل بعض قدراته الرئيسية شمالا.. حتى تم اكتمال الإعداد منذ فترة وجيزة..
ما يرجح هذا الاحتمال بقوة هو محدودية الضربة فإسرائيل من الواضح أنها لا تريد حربا لأنها أرادت رسالة صوتية كبيرة فعندما تلكأ السوريون في إعلان الخبر لقراءة مغزاه وتحليل محدودية الغارة لم يتحمل الإسرائيليون والأمريكيون هذا التريث وسارعوا إلى الإعلان عنه.. والمقصود بذلك شد انتباه الجميع إلى احتمال لجوء إسرائيل إلى هذا العمل في حال تحركت قوات النخبة إلى الشمال.. وتضع إسرائيل في حسبانها أن السوريين ليسوا في وارد أولوية الاشتباك مع إسرائيل في وجود خنجر تركيا في الظهر السوري والسم الإسلامي الجهادي في بعض بؤر الجسد السوري.. وأن الحرب مع إسرائيل كانت على رأس الاستراتيجيات العسكرية السورية ولم تسقط لكن جبهة النصرة واردوغان والمعارضة المسلحة أصرت بسلوكها العنيف على دفعها جانبا للحلول محلها.. فماذا تريد إسرائيل من الحرب على سورية أكثر مما تفعله الآن تركيا وجبهة النصرة والإخوان المسلمون؟؟ فهؤلاء يريدون الحكم وبناء المساجد فقط دون استراتيجيات مواجهة مع الغرب.. وهم يريدون هدم الجيش السوري وتسليم سلاحه وتخفيض عديد الجيش إلى 50 ألف مقاتل يعملون في التشريفات الرئاسية وفرق العزف العسكري والعروض..ولذلك تحولت جبهة النصرة والإخوان المسلمون إلى فرقة إسرائيلية خاصة يجب على الجيش السوري تدميرها كما لو أنها تخضع مباشرة لأوامر قائد الأركان الإسرائيلي لأن هدف هذه المجموعات يتطابق مع هدف العدو الإسرائيلي.. فاستحقت أن تعامل مثله..
محدودية الضربة مؤشر قوي على أن إسرائيل لا تريد اختبار الجيش السوري فهي تعرف أن إمكاناته الإستراتيجية وأذرعه الضاربة الصاروخية لاتزال في منتهى القوة والبأس وإن انفلتت هذه الأذرع فالحرب مع إسرائيل ستكون شرسة للغاية وبلا حدود وبلا سقوف للضحايا لأن الاحتكاك البري سيكون محدودا لسبب وجيه هو أن إسرائيل لن تغامر برّيا بالنزول عن هضبة الجولان نحو دمشق لأن هذا قد يعني التخلي عن الحماية الطبيعية للجغراقيا للجيش الإسرائيلي بكشفه أمام وحدات سورية برية.. والجيش السوري في هذه الظروف لن يصعد الهضبة.. ولذلك فإن المبارزة ستكون بين الطائرات الإسرائيلية والصواريخ السورية من كافة الأنواع.. ولا أدل على استشعار إسرائيل لقوة الجيش السوري من جعل تحرشها محدودا للغاية ولثوان وفي هدف محدود.. ولو أن الجيش السوري ضعيف لأكملت إسرائيل مهمتها الجوية وألحقتها بغارات تلو الغارات حتى دمرت كل ما يمكنها من السلاح ووحدات الحرس الجمهوري حتى تعيدنا عسكريا إلى (الحديدة) كما يقال في الأمثال الشعبية عن المفلسين من بعد غنى.. وتكررت مفاجأة حزيران عام 1967..
أما الثغرة الجوية التي نفذت منها إسرائيل فهي لا تشكل كبير مفاجأة لأن مثل هذه الثغرات لا ينجو منها جيش في العالم حتى الجيش السوفييتي اخترقه طيار بطائرة شراعية (الألماني ماتياس روست) وهبط فيها في قلب ساحة الكرملين في الثمانينات رغم كل تكنولوجيا الدفاع الجوي حول موسكو.. وحتى إسرائيل نفسها منذ أشهر قليلة فوجئت بطائرة أيوب التي أطلقها حزب الله واخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية والرادارات وسارت في عمق إسرائيل ولعشرين دقيقة وليس على ضفاف إسرائيل كما في غارة إسرائيل الأخيرة التي كانت على ضفاف سورية ولثوان فقط.. إضافة إلى أن هذا الخرق ممكن دوما خاصة في أجواء وجود معارضة تعمل الآن بمنطق أن عدو عدوي هو صديقي.. فتصادقت استراتيجيا مع إسرائيل بسبب وحدة الهدف والعدو المتمثل في الدولة السورية وصارت تهاجم نقاط الدفاع الجوي وتقدم المعلومات العسكرية بسخاء للأتراك والناتو ومنهم بالطبع إلى الإسرائيليين.. ولكن مراجعة بعض العسكريين الاستراتيجيين لخارطة الغارة تشير إلى احتمال أن الطائرات الإسرائيلية لا تحتاج عبور الحدود بسبب قرب الهدف الذي قصف من لبنان وربما تصل الطائرات إلى ما قبل الحدود وتطلق صواريخها مما يجعلها ضمن الأجواء اللبنانية والصواريخ تستطيع إكمال الرحلة إلى الداخل السوري على بعد بضعة كيلو مترات.. ويبقى البيان العسكري السوري غامضا حيث أشار إلى تسلل الطائرات من تحت مستوى الرادارات.. وهي عبارة غامضة تحتاج إلى تفسير عسكري بسبب تلاصق الحدود السورية اللبنانية.. إلا إذا كانت الطائرات الإسرائيلية كما قال خبير جوي قد عبرت الأجواء من تلك النافذة الرادارية الضيقة لأقل من 15 ثانية وألقت القنابل وعادت مسرعة إلى داخل الأجواء اللبنانية.. وهي فترة قصيرة للغاية لإطلاق المنظومات الدفاعية الجوية وتفعيلها واتخاذ قرار إطلاق القذائف.. وهنا تتم المقارنة بعملية إسقاط المقاتلة التركية قبل أشهر قبالة الشواطئ السورية لأن مدة تحليق الطائرات التركية المسرعة في الأجواء السورية امتدت ربما لدقائق (البعض قال دقيقتين) تم فيها التأكد من الهدف واتجاهه وكان الوقت كافيا للوحدة المرابطة لاتخاذ القرار.. وهنا يطرح سؤال مهم وهو: كم تحتاج الطائرات الإسرائيلية للوصول إلى دمشق من تلك النقطة وهل هناك وقت كاف للدفاع عن دمشق والأهداف الثمينة المعنوية فيها ومنها القصر الرئاسي في هذا الوقت الذي يقل عن دقيقتين.. والجواب هو نعم لأن بعض العسكريين الإسرائيليين قالوا سابقا بأن تحليق طائرات إسرائيلية فوق القصر الرئاسي السوري لم يعد متاحا كما حدث في الماضي بسبب أن الأهداف الحيوية الرئيسية في دمشق مزنّرة منذ عامين بوحدات دفاع جوي قصيرة المدى وشديدة الدقة وبعضها ذو إطلاق ذاتي على الأهداف الجوية المخالفة لشيفرة التعارف العسكري (على مبدأ الباتريوت والقبة الحديدية الإسرائيلية).. وهذا ربما ما يفسر عدم دوام رحلة الاختراق الإسرائيلية إلى العمق السوري لتفادي الوصول إلى المدى المجدي لهذه المنظومات وانسحابها في ثوان من المجال الجوي السوري.. ومع هذا فإن القيادة السورية وضعت في اعتباراتها كل الاحتمالات وهي لن تتصرف بسذاجة بشأن حماية هدف ورمز سيادي وطني سيكون أول هدف لأي اعتداء..
وهناك تفسير لا يبدو ذا قبول كبير ولكنه يتسلح ببراهين سابقة.. فهو يقول إن الغارة قد تكون لاختبار حصولها على شيفرة الدفاعات الجوية السورية من قبل المعارضة السورية وكذلك لمعرفة صحة ما يقال عن وجود تكنولوجيا دفاعية خاصة وصلت حديثا إلى الدفاعات الجوية السورية وتريد إسرائيل التأكد من وجودها بإرسال الطعم الجوي.. فإذا انطلقت الصواريخ الجديدة فهذا يعني أن على إسرائيل أن تتحضر لها في معركة محتملة يخشى أن تنفجر لأي سبب قريبا.. ويستدل صاحب هذا الرأي على تجربة مماثلة قبيل عام 1973 عندما وصلت تقارير سرية لإسرائيل عن نشر شبكة دفاع جوي من طراز سام على الساحل السوري.. فأرسلت إسرائيل 60 طائرة أغارت على المنطقة.. وكان ضباط الدفاع الجوي السوري يطلبون من القيادة السماح بإطلاق الصواريخ لكن الأوامر الحاسمة كانت عدم إطلاق أي صاروخ مهما كان عنف القصف.. واكتفت القيادة بإرسال 12 طائرة مقاتلة لإبعاد الإسرائيليين.. واستنتجت إسرائيل يومها أن ليس في سورية شبكة دفاع جوي ذات شأن وإلا لاستخدمتها في رد غارات عنيفة.. ولكن بعد أسابيع قليلة اندلعت حرب تشرين وفوجئت إسرائيل بالسلاح السري الصاروخي الذي أسقط في يوم واحد 93 طائرة إسرائيلية..
وفي تفسير آخر فإن الغارة الإسرائيلية تبدو للبعض ردة فعل نزقة وعصبية بسبب حساسية بعض المعلومات التي تتحدث عن أسر مجموعة اتصال إسرائيلية في داريا (تنسيقية إسرائيل في الثورة السورية) وتم الربط بين عودة ايهود باراك المفاجئة من دافوس منذ يومين ورسالة نتنياهو العاجلة إلى موسكو التي قيل إنها هددت بالحرب بسبب إلقاء القبض في داريا على مجموعة التنسيق الاستخباراتية الإسرائيلية والتي يقال إن ما نقل عن الرئيس الأسد بإظهار الانجازات العسكرية كان منها احتمال الإعلان عن الأسرى الإسرائيليين الذين لم يقم الإعلام العسكري الإسرائيلي بنفي مزاعم الشائعات والأخبار كما العادة.. وهي ستكون محرجة جدا للحكومة الإسرائيلية داخليا وخارجيا.. وغارة جمرايا هي جرس إنذار حقيقي بجدية التهديد الإسرائيلي وقدرات الجيش الإسرائيلي الذي بحسب رسالة جمرايا قادر متى أشاء على الوصول وإلحاق العقاب بالقيادة السورية في دمشق..
ولكن ما هو رد القيادة السورية؟
عند الحديث مع العسكريين تحس بالراحة لأن العسكري يعترف بالنقاط التي خسرها ليعدد لك النقاط التي كسبها وهو من ضمن ثقافة العقائد العسكرية.. فتجاهل نقاط الضعف والتقليل منها هو مدخل إلى الهزيمة والتركيز عليها هو مدخل حاسم للنصر.. والعسكريون لا يرون في التطاول الإسرائيلي مجرد مداعبة ومغامرة متهورة أو مزاحا ثقيلا.. بل هو خرق عسكري بالمصطلح القتالي وإن كان محدودا.. ولكن ما يطمئن والأكثر راحة هو كم الثقة بالنفس التي تستشعرها من العسكريين.. والشرح بأن طبيعة الخرق كما وصفت ضيقة للغاية والعمق الذي تم فيه ليس مهما لولا أنه اقترب من دمشق.. وكل كيلو متر اقتراب من دمشق يعني عشرة كيلومترات في مدينة أخرى.. لأن دمشق قريبة جدا من حدود الاحتكاك وخاصة الجوي.. ولأن حصتها من الدفاع الجوي ربما هي الأكثف لأسباب مفهومة.. لكن.. وبسبب موقع دمشق القريب جدا من الحدود وسرعة الاقتراب منها فإن عملية حصول مثل هذا الاقتراب الخاطف تبقى متوقعة عسكريا.. لكن التوغل في أعمق من هذه النقاط هو ما يعني الخطر من وجود نقطة رادار عمياء خطرة وطويلة الامتداد.. وهو ما يستبعده العسكريون.. ويعملون دوما على مراجعته.. ويصرون على أن النقطة العمياء إن وجدت لاتزال محدودة.. وهو المدى الذي بقيت فيه الطائرات لثوان فقط..
ومع هذا فإن الكل مجمع على أن القيادة السورية لا يجب أن تلزم الصمت ولا ضبط النفس لأن لديها الروادع التي لجمتها طويلا الدبلوماسية ووسطاء العرب ومن سمي حكماؤهم ووسطاء أردوغان.. وأن عليها اللجوء إلى مجموعة الخيارات الموضوعة دوما كرد على احتمال سيناريو غارة وانتهاك جوي أو عسكري للأرض السورية.. في قيادة الأركان السورية تصنف مجموعة الردود العسكرية إلى محدود ومتوسط وشديد.. والرد الشديد هو عادة حالة إعلان الحرب الشاملة على كل قطاعات العدو العسكرية والمدنية والاقتصادية .. أما المتوسط فخياراته هي في إيلام العدو عسكريا فقط.. والرد المحدود هو في استهداف أهداف لها طابع معنوي بحت..
وبالرغم من أنه لا يمكن التنبؤ بما ستقوم به القيادة السورية فإنه يكاد يكون هناك اتفاق ملفت للنظر أن القيادة السورية حسمت أمرها وقررت سلفا الرد على العدوان المحدود الإسرائيلي برد يتجاوز المتوسط كي تكون الرسالة حاسمة بأن الجيش السوري في هذه الأزمة بالذات ليس مستعدا لإظهار التفهم وممارسة الردود المحدودة بل إن الرد الشديد خيار مطروح لمن أراده..
وأنا لا أعرف كيف ستقدر القيادة السورية الموقف فلديها معطيات لا تتاح دوما ليطلع عليها المهتمون.. ولن أرد بانفعال ولن استجيب لضوابط الحكمة وضبط النفس لأنني أرى أنه يجب على القيادة السورية أن ترد لأن ردها رسالة إلى المسلحين قبل غيرهم فهم أصدقاء وأبناء يهوذا من الحاخامات الإسلاميين ومفاد الرد أن الإرهابي الأكبر وكبير الإرهابيين إسرائيل ليس كبيرا وليس فوق العقاب..
وأنا أتوقع في حال رد فعل إسرائيل بالحرب علينا أن تصل غارات إسرائيل إلى دمشق كما في أي حرب مع قوة عسكرية غربية ولكن من سيمنع صواريخنا عن تل أبيب وعن كل إسرائيل من رأسها حتى أخمص قدميها وفي أصغر ثناياها؟ وإسرائيل وإن سيطرت على السماء فلن تعرف من أين ستثب الصواريخ إليها .. خاصة إذا ما قام حزب الله بالدخول في المعركة.. والسيد حسن نصر الله ليس خالد مشعل بالطبع.. وحسن نصر الله هو قائد فرقة عسكرية "سورية" بقيت في لبنان.. بينما كان خالد مشعل قائد فرقة من المرتزقة حوّل مقاتلي حماس الأحرار بالتدريج إلى مرتزقة يقاتلون في سورية ويعملون في تركيا وقطر كحراس وأخيرا نقلهم إلى مصر لدعم ثورة محمد مرسي وتكليفهم بحماية مقرات الإخوان المسلمين حيث انتقل الآلاف من عناصره إلى مصر لهذه الغاية حيث تدفع لهم قطر مرتبات الحراسة مثلما تدفع مرتبات عناصر شركة بلاكووتر.. وصار اسم حماس هو "بلاك حماس"..أو حماس السوداء..
وممن يخشى من مشاركة تركيا فإن تركيا لا تستطيع خوض الحرب لأن إيران ستخوضها مباشرة.. والأتراك يعرفون ذلك.. وأيديهم مربوطة بسلاسل الجغرافيا القوية..
الحرب شؤم عموما.. ولكنها اليوم الحرب التي ستطرد الشؤم والمتشائمين.. إن اندلعت مهما كانت تكلفتها فإن مكاسبها لا تقدر بثمن.. لأن ليس مدننا من سيحترق بل مدن إسرائيل أيضا وآمال المعارضة السورية وجبهة النصرة.. ومن سيقتل في إسرائيل هو كل من يدعم جبهة النصرة.. إن قيادة جبهة النصرة والإخوان المسلمين هي في إسرائيل وذراعها في حلب..
أوبعد كل هذا ألا تريدون مني أن أتشهى الحرب وأشتهيها كمن "يتشهى وجه من عشقا".. وأن أصلي لا لمنع الحرب بل لاشتعال الحرب.. ومن قال إن الحرب لا تطفئ الحرب؟؟.. فهل أنتم مستعدون للحرب؟؟.
شهيتي مفتوحة للحرب بعد أن فقدت شهيتي للبكاء.. فهل فقدتم مثلي الشهية للبكاء؟؟.. وهل جفت دماؤكم في عروقكم وصارت بارودا؟؟ وهل تسمعون أن ضربات قلوبكم صارت تكات قنبلة موقوتة؟؟ وهل ستنادون معي: يا إله الحرب.. انهض.. انهض.. انهض!!.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

روسيا تبدي "قلقها الشديد" بشأن المعلومات حول الغارة الصهيونية على سورية








اعربت روسيا الخميس عن "قلقها الشديد" ازاء التقارير التي تحدثت عن غارة اسرائيلية داخل الاراضي السورية، مؤكدة انها سوف تدين الهجوم في حال ثبتت صحة المعلومات. واعلنت وزارة الخارجية في بيان ان "روسيا قلقة للغاية ازاء المعلومات بشان ضربة شنتها القوات الجوية الاسرائيلية على مواقع في سورية قرب دمشق".
وتابعت الوزارة انه "في حال تاكدت صحة هذه المعلومات فهذا سيعني اننا امام عملية اطلاق نار من دون مبرر على اراضي دولة ذات سيادة، في انتهاك فاضح وغير مقبول لميثاق الامم المتحدة. ايا كان المبرر". واضافت "اننا نتخذ تدابير عاجلة لاستيضاح هذا الوضع في ادق تفاصيله".
وقالت الوزارة "ندعو مرة جديدة الى وضع حد لاعمال العنف في سورية بدون تدخل خارجي - سيكون غير مقبول- وبدء حوار بين الاطراف السوريين مبني على بيان جنيف في 30 حزيران/يونيو 2012".


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

الميادين: وقوع انفجار في مختبر الدراسات الكيميائية في جامعة تل ابيب


ذكرت قناة "الميادين" أن انفجاراً وقع في مختبر الدارسات الكيميائية في جامعة تل ابيب في فلسطين المحتلة.

المصدر: رصد
16:28 |2013-01-31


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المالكي: عدوان ’’إسرائيل’’ على سوريا رسالة إذلال وإهانة للعرب والمسلمين


أدان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "العدوان الإسرائيلي على سوريا"، وأعتبر الأمر بمثابة "رسالة إذلال وإهانة للعرب والمسلمين جميعاً"، وأضاف قائلاً: "لو كان العرب في موقف متماسك لما تجرأت "إسرائيل" على العدوان على سوريا"، وأكد المالكي أن "إسرائيل تنتهز فرصة تفكك العرب والوضع في سوريا للقيام بعدوانها".

وفي مقابلة مع قناة "الميادين"، دعا رئيس الوزراء العراقي "العرب إلى تحمل مسؤولية عدم ترك سوريا وحدها، وإشعار "إسرائيل" بأن عدوانها تجاوز كرامتهم"، وحذر المالكي من أن "إسرائيل قد تضرب مصر، أو العراق، أو إيران وغيرها من البلدان تحت عنوان: مراكز أبحاث لصناعة قنبلة نووية"، ورأى إن "المنطقة على فوهة بركان وهناك مشروع لرسم خريطة لها تشارك فيها تركيا".

المصدر: وكالات
16:33 |2013-01-31


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

تركيا: الغارة الصهيونية على سورية تهديد للسلم الإقليمي والدولي


قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال، اليوم الخميس، إنه "ليس لدى تركيا معلومات رسمية حول الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سورية"، إلاّ أنه رأى أن "هذا التطوّر يشكل مؤشراً على تدهور الوضع في سوريا وتهديده السلام الإقليمي والدولي"، مضيفاً أن "الحكومة التركية شدّدت أيضاً على ضرورة حل المشكلة السورية بكافة أبعادها بأسرع وقت ممكن".
المصدر: وكالات
19:13 |2013-01-31