عنوان الموضوع : اغضب كماتشاء ولكن تم الاجابة
مقدم من طرف منتديات العندليب

دوى صراخهما بقوة ، وانتقل هدير النبرات عبر الزوايا والأركان ، وتداعت مقاومة النوافذ المغلقة أمام لهيب تراشق الكلمات..
وبين طلقات الفعل ورد الفعل ، وبين قذائف الصراخ والتهديد ، وبين لظى الوعد وجمرات الوعيد.. تمزقت وشائج المحبة وروابط المودة وحبائل السكن والرحمة ، وهتكت أستار العِشْرة.. وهناك في ركن قصي اختنقت عبرات الفزع والخوف والرهبة في أعين صغيرة تراقب المشهد وتنسج منه ذكرياتٍ للماضي ومساراتٍ للمستقبل..
لم يقتبس هذا المشهد من ساحة معركة حربية أو من أحداث مواجهة عسكرية بل إنه مشهد يتكرر كثيراً في ساحات بيوتنا ، في ظلال المنازل الآمنة.. بين اثنين أساس اجتماعهما الميثاق الغليظ ، وقوام ترابطهما السكن والسكينة والمودة والرحمة بين زوجٍ وزوجة..
نعم نقر أن الخلافات الزوجية أمر طبيعي ومحتوم لا يمكن أن ينكره أحد ، ولكن الغير طبيعي هو وصول أحدهما أو كلاهما إلى مرحلة الغضب.. الغضب الأعمى الذي يمزق معه كل الخيوط ، ويحرق معه كل السطور ، ويحيل الحياة لرحلة صراع أبدي أو مسيرة حسرة ممتدة..
ولذا نقول لك أيها الزوج وأيتها الزوجة..(احذر الغضب..)
ما هو الغضب؟؟
الغضب: إحساس أو عاطفة بشرية تختلف حدتها من الاستثارة الخفيفة انتهاءً إلى الثورة الحادة ، وهو تنفيس عن شحنة نفسية مكبوتة ، وهو في حقيقته شعور طبيعي وظاهرة صحية طبقاً لشروط ومعايير عديدة..
أما إذا وصل الغضب إلى درجة الجموح وعدم القدرة على التحكم أصبح خطراً يفسد على المرء عقله ويذهب عنه وقاره ، بل إنه حينئذ يكون أقصر طريق للاضطرابات النفسية والتشوش الذهني واختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعية ، ولذا كانت وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ‏"‏لا تغضب‏" إشارة إلى ما يمكن أن تسببه لحظات الغضب من تدمير لحياة الإنسان‏ ، وفى الحديث أن ابن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ماذا يبعدني من غضب الله عز وجل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"لا تغضب‏".
وإذا كان الغضب رد فعل طبيعي لدى البشر وجزء من النسيج الإنساني الخالص فمن الطبيعي ألا تخلو الحياة الزوجية مما يثير الغضب ، لاسيما وأننا نقر بمئات الاختلافات الجسمية والنفسية بين المرأة والرجل ، فكيف نتوقع ألا يحدث نوع من الاختلاف الذي قد يؤدي إلى إثارة الغضب..
والقضية التي نطرحها ليست تجنب الغضب أو تخلص الإنسان كلية من سلوك الغضب ، ولكننا نريد أن نعرف كيف نغضب وكيف نضع سقفاً للغضب ، فيما يخص الحياة الزوجية التي هي علاقة خاصة يميزها أنها علاقة شديدة القرب ، شديدة الخصوصية ، مستديمة حتمية ، بها وعليها تتأسس الأسرة التي هي موطن استقبال الذرية وموضع استنبات النشأ ؛ لذا فإنها يجب أن تكون في مأمن عن الصور البغيضة للغضب..
من صور الغضب المذموم بين الزوجين:
استخدام العنف اللفظي والجسدي الذي يترك آثاراً غائرة في نفس الطرف الآخر المعتدى عليه..الحرمان من القوامة المادية..التخلي عن الطرف الآخر في مواقف حاسمة كنوع من ادخار الغضب..مغادرة المنزل لفترات طويلة..تشويه صورة الأب أو الأم في أعين الأطفال أو الأهل والأصدقاء..
وهذه الصور السلبية والتي يتصور الطرف الآخر أنه استطاع بها أن يثأر لنفسه وينتقم بها لغضبه ، يكون لها أبلغ الأثر على العلاقة الزوجية ثم على الأبناء بعد ذلك.. فقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة في مجال علم النفس أن تعرض الأطفال لضغوط مستمرة ممن يعيشون في أسر مضطربة يساهم في إصابتهم بالأمراض العضوية لاحقاً ؛ حيث تؤثر هذه الضغوط في أعضاء الجسم وأنسجته مثل ضغط الدم والقلب والشرايين ، بل إن هذه الاضطرابات أو ما يعرف بالعنف الأسري يؤثر بالسلب على الصحة النفسية لهؤلاء الأطفال ويهدد بجنوحهم في المستقبل عن السلوك السوي..
كيف تضع سقفاً لغضبك؟؟
يتصور البعض أن التنفيس عن الغضب بالصراخ أو السباب أو ما شابه ذلك من الوسائل العنيفة يساعد النفس على التخلص من الشحنة الانفعالية ، ومن ثم الوصول إلى الهدوء والتوازن النفسي ، في حين تؤكد الدراسات النفسية الحديثة أن التنفيس عن الغضب هو أسوأ الوسائل لتهدئته . فانفجار نوبة الغضب الشديدة يرفع مستوى الإثارة في المخ الانفعالي , فيزداد الشعور بالغضب وليس العكس ، ومن هنا يؤكد الأطباء أن تهدئة الغضب في مهده هو الأكثر فعالية ، ثم تأتي بعد ذلك المواجهة الهادئة مع الطرف الآخر بهدف إنهاء النزاع بين الطرفين..
وإذا كانت هذه هي النصيحة العامة للأزواج في هذا الشأن ، فمن المهم أن يحاول كل منهما تحليل المواقف المثيرة للغضب لتخطي الأسباب المؤدية له ، ومن ثم يعمل على التكيف مع طباع الآخر والتفاعل مع ما يصعب تغييره منها ، كما أن التحليل الدقيق لمواقف الغضب يوقف المرء على أسبابه المباشرة فإذا كان السبب سلوك معين فيمكن تغيير هذا السلوك أو تعديله أو تجنبه ، وإذا كان السبب في توقيت الحديث فاختيار الوقت الملائم قد يؤدي لنتائج أفضل ، وإذا كانت المشكلة في طريقة العرض فتغيير الطريقة وأسلوب الحديث قد يجنبنا المشكلة.
أما إذا حدثت المشكلة وانزلق كلا الطرفين أو أحدهما إلى حافة الغضب فثمة بعض الطرق لتجاوز الانزلاق في هوته السحيقة منها :
- الانسحاب من المناقشة لمدة خمسة عشر دقيقة والانفراد بالنفس لتدارك الموقف..
- تغيير الحالة الجسمية بالجلوس إذا كان واقفاً أو الاستلقاء إذا كان جالساً....
- ضرب شيء لين بقوة لتصريف شحنة من الطاقة..
- تذكر الآثار المؤلمة لمواقف الغضب السابقة وآثارها على العلاقة الزوجية وعلى الأبناء..
- استخدام منولوج داخلي يساعد على التهدئة.. مثل "ربما أكون مخطئاً والطرف الآخر على صواب".."لا يجب الحكم على الأمر بصورة فردية".."هذا الأمر بسيط لا يستدعي كل هذه الثورة".."القوة ليست في العنف وانفجار الثورة لأبحث عن وسيلة أخرى للتعبير عن رأيي.."
الاستعانة بالأدعية والأذكار التي تعين على تجاوز حالة الغضب..وتذكر قوله تعالى‏ :{والكاظمين الغيظ‏ ‏والعافين عن الناس‏ والله يحب المحسنين}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 134‏]‏ ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "‏من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء"‏‏.‏
وروى أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما كظم عبدٌ لله إلا مُلِئَ جوفُه إيماناً".
وعلى كل من الزوجين أن يدرك أن العلاقة الزوجية ليست علاقة صراع أو شد وجذب لا يفوز أحد طرفيها إلا بخسارة الآخر ، ولا يعلو إلا بالانتقاص من شأن الآخر ، ولكنها علاقة إنسانية تعاونية شديدة الخصوصية تقوم على التوافق والمشاركة للسير بركب الحياة نحو بلوغ أهدافها السامية..
برنامج عملي للتخلص من الغضب الزوجي:
الحياة الزوجية الممتدة لا تخلو من الاختلافات بل والخلافات ؛ لذا فثمة برنامج علاجي يساعد المرء على تقوية جهاز المناعة النفسي لمواجهة ثورات الغضب الزوجية، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه "
اجلس في نهاية اليوم في خلوة علاجية ، مسترخياً على مقعد مريح ، وأمر ذهنك بطرد كل الأفكار السلبية والهموم المرتبطة بصفات الزوجة(أو الزوج) وسلوكياتها (أو سلوكياته)..حاول تذكر الايجابيات والمواقف الطيبة ، ثم تأمل منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملة زوجاته وعلاج المشكلات والخلافات الزوجية وقس ومدى نجاحك في تطبيق وتقليد هذا المنهج في معالجتها .. ثم تابع ذلك وسجله في مفكرتك الخاصة يومياً لمدة شهر ، وسوف تشعر بالقوة النفسية وتزايد قدراتك في السيطرة على الغضب..
اغضب كما تشاء..ولكن..
من حقك أيها الزوج الكريم أن تغضب ولكن ضع سقفاً لغضبك .. من حقك أيتها الزوجة الكريمة أن تغضبي ولكن ضعي سقفاً لغضبك.. يحمي كلاً منكما من الإغراق في الشعور بالذات والكيد للثأر والاحتراق للانتقام ؛ فالعلاقة الزوجية أقدس وأجل من أن تترك لتيار لحظات الانفعال الشيطانية..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : 'ألا أخبركم بنسائكم في الجنة ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ودود ولود إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى'
وقد كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول لزوجته: 'إذا رأيتني غضبتُ فرضني وإذا رأيتك غضبتِ رضيتكِ وإلا لِمَ نصطحب'.
فلتكن التقوى سقف الغضب.. وليكن التراضي شرط الصحبة..ولتكن المودة والرحمة بطانة الحياة..


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا على الموضوع بصفة عامة اوجزت فى تعريف الغضب واسبابه
والعلاج منه وشكرا على النصائح




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووور
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووور
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووور
بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :