عنوان الموضوع : الأربعين في خصائص عائشة رضي الله عنها أم المؤمينين
مقدم من طرف منتديات العندليب

الأولى أنه {صلى الله عليه وسلم}لم يتزوج بكرا غيرها فإن قلت كيف حث على نكاح الأبكار و تزوج من الثياب أكثر فيه أربعة أجوبة قلت تقليلا للاستلذاذ لأن الأبكار أعذب أفواها و لذلك قال فهلا بكرا تلاعبها و تلاعبك و تكثيرا لتوسعة الأحكام إذ هن بالفهم و التبليغ أعلق و جبرا لما فاتهن من البكارة كما قدمن في قوله تعالى ( ثيبات و أبكارا ) أو للإشارة إلى تعظيم عائشة و تمييزها بهذه الفضيلة وحدها دونهن لئلا تشارك فيها فكأنها في كفة و هن في كفة أخرى

الثانية أنها خيرت و اختارت الله و رسوله على الفور و كان.
الثالثة أنها حيث خيرت كان خيارها على التراخي بلا خلاف و أما الخلاف في أن جوابهن هل كان مشروطا بالفور أم لا ففي غيرها هكذا قاله القاضي أبو الطيب الطبري في تعليقه فإنه حكى الخلاف و صحح الفورية ثم قال و الخلاف في التخيير المطلق فأماإذاقال لها اختاري أي وقت شئت كلن على التراخي بالإجماع قال و عائشة من هذا القبيل لقوله و لا عليك ألا تعجلي حتى تستأمر أبويك
وهو تقييد مرتبط به إطلاق الشرح و الروضة و لم يقف ابن الرفعة على هذا النقل فقال في شرح الوسيط و في طرد ذلك في بقية أزواجه {صلى الله عليه وسلم}كلهن نظر من جهة أن المهل في التخيير إنما قيل لعائشة فقط و سببه و الله أعلم أنها كانت أحدث نسائه سنا و أحب نسائه اليه فكان قوله لها لا تبادريني بالجواب خوفا من أن تبتدره باختيار الدنيا و مغبته ألا يطرد الحكم في غيرها لا سيما إذا نظرنا إلى ما جاء في الصحيح من تخصيص ذلك بها كان ذلك ينزل منزلة ما قال الواحد منا لبعض نسائه اختاري متى شئت و قال لأخرى اختاري فإن خيار الأولى يكون على التراخي و الأخرى على الفور.

الرابعة نزول آية التيمم بسبب عقدها حين حبس رسول الله {صلى الله عليه وسلم}الناس و قال لها أسيد بن حضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر.
.........يتبع....



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

[b][color="blue"]الخامسة نزول براءتها من السماء بما نسبه إليها أهل الإفك في ست عشرة آية متوالية و شهد الله لها بأنها من الطيبات ووعدها بالمغفرة و الرزق الكريم و انظر تواضعها و قولها و لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى قال الزمخشري ولو فليت القرآن و فتشت عما أوعد به العصاة لم تر الله عز و جل قد غلظ في شئ تغليظه في إفك عائشة و عن ابن عباس أنه قال بالبصرة يوم عرفة و قد سئل عن هذه الآيات من أذنب ذنبا ثم تاب منه قبلت توبته إلا من خاض في إفك عائشة ثم قال برأ الله تعالى أربعة بأربعة يوسف بالوليد و موسى بالحجر و مريم بإنطاق ولدها عبد الله إني عبد الله و برأ عائشة بهذه الآيات العظيية فإن قلت فإن كانت عائشة هي المرادة فكيف قال المحصنات قلت فيه وجهان أحدهما أن المراد أزواج النبي {صلى الله عليه وسلم}ليكون الحكم شاملا للكل و الثاني أنها أم المؤمنين فجمعت إرادة لها و لبناتها من نساء الأمة

السادسة جعله قرآنا يتلى إلى يوم القيامة

السابعة شرع جلد القاذف وصار باب القذف وحده بابا عظيما من أبواب الشريعة و كان سببه قصتها رضي الله عنها فإن ما نزل بها
أمر تكرهه إلا جعل الله فيه للمؤمنين فرجا و مخرجا كما سبق نظيره في التيمم
تنبيه جليل على وهمين وقعا في حديث الإفك في صحيح البخاري
أحدهما قول علي رضي الله عنه وسل الجارية تصدقك قال فدعا رسول الله {صلى الله عليه وسلم}بريرة و بريرة إنما اشترتها عائشة و أعتقتها بعد ذلك و يدل عليه أنها لما أعتقت و اختارت نفسها جعل زوجها يطوف وراءها قي سكك المدينة و دموعه تتحادر على لحيته فقال لها {صلى الله عليه وسلم}لو راجعتيه فقالت أتأمرني فقال إنماأنا شافع فقال النبي {صلى الله عليه وسلم}يا عباس ألا تعجب من حب مغيث لبريرة و بغضها له و العباس إنما قدم المدينة بعد الفتح و المخلص من هذا الإشكال أن تفسير الجارية ببريرة مدرج في الحديث من بعض الرواة فيظن أنه من الحديث وهو نوع غامض لا ينتبه له إلا الحذاق
ومن نظائره ما وقع في الترمذي و غيره من حديث يونس ابن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال خرج أبو طالب ْإلى الشام و خرج معه النبي {صلى الله عليه وسلم}في أشياخ من قريش فذكر الراهب و قال في آخرها فرده أبو طالب و بعث معه أبو بكر بلالا و زوده الراهب من الكعك و الزبيب فهذا من الأوهام الظاهرة لأن بلالا انما اشتراه أبو بكر بعد مبعث النبي {صلى الله عليه وسلم}و بعد أن أسلم بلالا و عذبه
قومه ولما خرج النبي {صلى الله عليه وسلم}إلى الشام مع عمه أبي طالب كان له من العمر اثنتا عشرة سنة و شهران و أيام و لعل بلالا لم يكن بعد ولد و لما خرج المرة الثانية كان له قريب من خمس و عشرين سنة و لم يكن مع أبي طالب إنما كان مع ميسرة
الثاني ما ذكره من تحاور سعد بن عبادة و سعد بن معاذ و قصة إفك كانت بعد الخندق عند البخاري و جماعة قال البخاري في صحيحه قال موسى بن عقبة كانت في شوال سنة أربع و احتج البخاري لهذا القول بحديث ابن عمر عرضت على النبي {صلى الله عليه وسلم}يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فردني ثم عرضت عليه يوم الخندق و أنا ابن خمس عشرة فأجازني
و أحد بلا شك سنة ثلاث فدل على أن الخندق سنة أربع ثم قال في الصحيح إنها غزوة المريسيع قال ابن إسحاق سنة ست و قال النعمان بن راشد عن الزهري كان الإفك في غزوة المريسيع و أما موسى بن عقبة فقال سنة أربع ولا ريب أن قصة الإفك كانت بعد نزول آية الحجاب و الحجاب نزل في شأن زينب بنت جحش أم المؤمنين و هي في قصة الإفك كانت عند رسول الله {صلى الله عليه وسلم}ولم تتكلم في عائشة و نكاح زينت رضي الله عنها كان في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة في قول ابن سعد و قال قتادة و الواقدي تزوجها في سنة خمس من الهجرة و به قال غيرهم من علماء أهل المدينة فدل تأخرآية الحجاب على أنها كانت بعد الخندق و قد ثبت بلا ريب أن سعد ابن معاذ توفي عقب الخندق و عقب حكمه في بني قريظة و لم يكن بين الخندق و قريظة غزاة و لهذا يعدل البخاري في أكثر رواياته لحديث الإفك عن نسبة سعد إلى أبيه فيقول فقام سعدأخو بني عبد الأشهل و هذه روايته في المغازي و قال سنة أربع فالظاهر أنها على قوله قبل الخندق لأن الخندق كانت في آحر السنة في شوال واتصلت بغزوة قريظة و على هذا فيصبح أن يكون المراد على سعد بن عبادة هو سعد بن معاذ
و قد يقدم وهم آخر وهو رواية مسروق عن أم رومان و أجاب القاضي أبو بكر ابن العربي عن هذا بأنه جاء في طريق حدثتني أم رومان و في أخرى عن مسروق عن أم رومان معنعنا قال رحمه الله و العنعنة أصح فيه وإذا كان الحديث معنعنا كان محتملا و لم يلزم فيه ما يلزم في حدثني لأن للراوي أن يقول عن فلان و إن فلان لم يدركه حكاه عن الشافعي
فهذه ثلاثة أوهام ادعيت في حديث الإفك وهم في بريرة ووهم في سعد بن معاذ ووهم في أم رومان و الثلاثة ثابتة في الصحيح فلا ينبغي الإقدام على التوهيم إلا بأمر بين و قد تقدم ما يدفع الكل.

الثامنة لم ينزل بها أمر إلا جعل الله لها منه مخرجا و للمسلمين بركة
.....يتبع...


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

التاسعة أن جبريل أتى بها النبي {صلى الله عليه وسلم}في سرقة من حريرفقال هذه زوجتك فقلت إن يكن من عند الله يمضه و قد أدخله البخاري في باب النظر إلى المرأة إذا أراد تزويجها قال بعضهم وهو استدلال صحيح لأن فعل النبي {صلى الله عليه وسلم}في النوم و اليقظة سواء و قد كشف عن وجهها و في رواية الترمذي في خرقة حرير خضراء و قال حسن غريب و جاء في رواية غريبة أن طول تلك الخرقة ذراعان و عرضها شبر ذكره الخطيب في تاريخ بغداد من رواية أبي هريرة و أما قوله {صلى الله عليه وسلم}إن يكن من عند الله يمضه فقال السهيلي ليس بشك لأن رؤيا الأنبياء وحي و لكن لما كانت الرؤيا تارة تكون على ظاهرها و تارة تزهو نظير المرئي أو شبهه فيطرق الشك من ها هنا و يبقى سؤال لماذا أتى ب ( إن ) المناسب للمقام إذا لأنها للمحقق و ( إن ) للمشكوك فيه و جوابه يعلم مما قبله و ذكر الحاكم في المستدرك عن الواقدي حدثني عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال لما ماتت خديجة حزن عليها النبي {صلى الله عليه وسلم}فأتاه جبريل بعائشة في مهد فقال هذه تذهب ببعض حزنك و إن فيها لخلفا من خديجة الحديث فيحتمل أنها عرضت عليه مرتين لما يدل عليه اختلاف الحال و يشهد له رواية البخاري مرتين

العاشرة أنها كانت أحب أزواج النبي {صلى الله عليه وسلم}إليه قال له عمرو بن العاص يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قال ومن الرجال قال أبوها أخرجه الشيخان و صححه الترمذي.

الحادية عشرة وجوب محبتها على كل أحد ففي الصحيح لما جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي {صلى الله عليه وسلم}قال لها ألست تحبين ما أحب قالت بلى قال فأحبي هذه يعني عائشة و هذا الأمر ظاهر الوجوب و تأمل قوله {صلى الله عليه وسلم}لما حاضت عائشة إن هذا شئ كتبه الله على بنات آدم و قوله لما حاضت صفية عقرى حلقى أحابستنا هي و فرق عظيم بين المقامين و لعل من جملة أسباب المحبة كثرة ما بلغته عن النبي {صلى الله عليه وسلم}دون غيرها من النساء الصحابيات كما قيل بمثل ذلك في قوله و حبب إلي من دنياكم النساء.

الثانية عشرة أن من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها قال الخوارزمي في الكافي من أصحابنا في كتاب الردة لو قذف عائشة الزنى صار كافرا بخلاف غيرها من الزوجات لأن القرآن نزل ببراءتها
و عند مالك أن من سبها قتل قال أبو الخطاب ابن دحية في أجوبة المسائل و يشهد مالك كتاب الله فإن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح لنفسه قال تعالى ( و قالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه ) و الله تعالى ذكر عائشة فقال ( لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذابهتان عظيم ) فسبح نفسه في تنزيه عائشة كما سبح نفسه لنفسه في تنزيهه حكاه القاضي أبو بكر ابن الطيب
...........يتبع......


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

الثالثة عشرة من أنكر كون أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه صحابيا كان كافرا نص عليه الشافعي فإن الله تعالى يقول ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) ذكره صاحب الكافي و مقتضاه أنه لا يجري ذلك في إنكار صحبة غيره و ليس كذلك نعم يدرك تكفير منكر صحبة الصدق تكذيب النصوص و صحبة غيره التواتر.


الرابعة عشرة أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله {صلى الله عليه وسلم}فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه يبتغون بذلك مرضاة رسول الله {صلى الله عليه وسلم}أخرجه الشيخان
الخامسة عشرة أن سودة وهبت يوما لها بخصوصها.

السادسة عشرة اختياره {صلى الله عليه وسلم}أن يمرض في بيتها قال أبو الوفا عقيل رحمه الله انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت و اختار لموضعه من الصلاة الأب فما هذه الغفلة المتحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل و المنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق

السابعة عشرة وفاته {صلى الله عليه وسلم}بين سحرها و نحرها قال الصاغاني السحر بفتح السين و ضمها ما تعلق بالحلقوم و بالمري من أعلى البطن من الرئة و غنرها و عن الفراء فيه شحر بالتحريك و كان عمارة ابن عقيل بن بلال بن جرير يقول إنما هو بين شجري بشين معجمة و جيم فسئل عن ذلك فشبك بين أصابعه و قدمها عن صدره كأنه يضم شبئا يريد أنه عليه السلام قبض وقد ضمته بيديها إلى هحرها و صدرها و خالفت بين أصابعها و كأنه عنده مأخوذ من قولهم اشتجرت الرماح إذا اشتبكت بعضها ببعض.
......يتبع.....


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

الثامنة عشرة وفاته {صلى الله عليه وسلم}في يومها.

التاسعة عشرة دفنه في بيتها ببفعة هي أفضل بقاع الأرض بإجماع الأمة.
العشرون أنها رأت جبريل {صلى الله عليه وسلم}في صورة دحية الكلبي وسلم عليها ثبت في الصحيحين زاد الحاكم في مستدركه عن مسروق عنها قلت يا رسول الله من هذا قال بمن شبهته قلت بدحية قال لقد رأيت جبريل و في رواية له عن عبد الله بن صفوان عنها و رأيت جبريل و لم يره أحد من نسائه غيري
55 فأخرج من جهة مالك بن سعير عن إسماعيل بن أبي خالد أنا عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة و آخر معه فقالت عائشة لأحدهما أمنعت حديث حفصة يا فلان فقال نعم يا أم المؤمنين فقال لها عبد الله بن صفوان و ما ذاك يا أم المؤمنين قالت خلال تسع لم تك لأحد من النساء قبلي إلا ماآتى الله مريم بنت عمران و الله ما أقول هذا أني أفخر على أحد من صواحباتي فقال لها عبد الله بن صفوان و ما هن ياأم المؤمنين قالت جاء الملك بصورتي ألى رسول الله {صلى الله عليه وسلم}و تزوجني رسول الله {صلى الله عليه وسلم}و أناابنة سبع سنين و أهديت إليه و أنا ابنة تسع سينن و تزوجني بكرا لم يشركه في أحد من الناس و كان يأتيه الوحي و أنا وهو في لحاف واحد و كنت من أحب الناس إليه و نزل في آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيها و رأيت جبريل و لم يره أحد من نسائه غيري و قبض في بيتي و لم يله غير الملك و أنا و قال صحيح الإسناد و لم يخرجاه
و مالك بن سعير من رجال مسلم و قال أبو حاتم صدوق و ضعفه أبو داوود و هذه الزيادة فيها نظر لما في كتاب مسلم أن أم سلمة رأته في صورة دحية أيضا قال أبو الفرج و إنما سلم عليها و لم يواجهها لحرمة زوجها وواجه مريم لأنه لم يكن لها بعل فمن نزهت لحرمة بعلها عن خطاب جبريل كيف يسلط عليها أكف أهل الخطايا
متمم العشرين اجتماع ريق رسول الله و ريقها في آخر أنفاسه رواه الحاكم و قال صحيح على شرط الشيخين
الحادية و العشرون لم ينزل الوحي على رسول الله {صلى الله عليه وسلم}وهو في لحاف امرأة من نسائه غيرها أخرجه البخاري في المناقب و رواه ابن حبان في صحيحه و الحاكم في المستدرك بلفظ ما نزل الوحي علي و أنا في بيت امرأة من نسائي غير عائشة و قال صحيح الإسناد و لم يخرجاه و لأول أصح فقد كان ينزل عليه في بيت خديجة.
......يتبع.....


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

الثانية و العشرون كانت أكثرهن علما قال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل و قال عطاء كانت عائشة أفقه الناس و أحسن الناس رأيا في العامة و ذكر أبو عمر بن عبد البر رحمه الله أنها كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم علم الفقه و علم الطب و علم الشعر و قال أبو بكر البزار في مسنده حدثنا عمرو بن علي ثنا خلاد بن يزيد ثنا محمد بن عبد الرحمن أبو غرازة زوج خيرة قال حدثني عروة بن الزبير قال قلت لعائشة إني لأتفكر في أمرك فأعجب أجدك من أفقه الناس فقلت ما يمنعها زوجة رسول الله {صلى الله عليه وسلم}و ابنة أبي بكر و أجدك عالمة بأيام العرب و أنسابها و أشعارها فقلت وما يمنعها و أبوها علامة قريش ولكن إنما أعجب أن وجدتك عالمة بالطب فمن أين فأخذت بيدي و قالت يا عرية إن رسول الله كثر سقمه فكان أطباء العرب و العجم ينعتون له فتعلمت ذلك قال و هذا الحديث لا نعلمه مرويا عن عائشة إلا بهذا الإسناد ومحمد بن عبد الرحمن مختلف فيه لكن رواه أبو نعيم في الحلية عنه من جهة أحمد بن حنبل ثنا عبد الله بن معاوية الزبيري ثنا هشام بن عروة عن أبيه به ورد في الحاكم نحوه من جهة إسرائيل عن هشام و قال صحيح الإسناد قال الذهبي مختصرة على شرط الشيخين.
الثالثة و العشرون كانت أفصحهن لسانا عن موسى بن طلحة قال ما رأيت أحدا أفصح من عائشة أخرجه الترمذي و قال حديث حسن صحيح غريب و روى محمد بن سيرين عن الأحنف بن قيس قال سمعت خطبة أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب و الخلفاء كلهم هلم جرا إلى يومي هذا فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم و لا أحسن منه من عائشة أخرجه الحاكم في مستدركه و ساق أبو الفرج في التبصرة لها كلاما طويلا موشحا بغرائب اللغة و الفصاحة و قال صاحب زهر الآداب لما توفي الصديق رضي الله عنه وقفت عائشة على قبره فقالت
نضر الله وجهك يا أبت و شكر لك صالح سعيك فلقد كنت للدنيا مذلا بإدبارك عنها وللآخرة معزا بإقبالك عليها و لئن كان أجل الحوادث بعد رسول الله {صلى الله عليه وسلم}رزؤك و أعظم المصائب بعده فقدك إن كتاب الله ليعد بحسن الصبر عنك حسن العوض منك و أنا أستنجز موعود الله فيك بالصبر و أستقضيه بالاستغفار لك أما لئن كانوا قاموا بأمرالدنيا لقد قمت بأمر الدين لما وهى شعبه و تفاقم صدعه و رجفت جوانبه فعليك سلام الله توديع غير قالية لحياتك ولا زارية على القضاء فيك.

الرابعة و العشرون أن الأكابر من الصحابة كان إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها فيجدون علمه عندها قال أبو موسى الأشعري ما أشكل علينا أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم}حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما أخرجه الترمذي و قال حديث حسن صحيح و قال مسروق رأيت مشيخة أصحاب محمد {صلى الله عليه وسلم}يسألونها عن الفرائض
الخامسة و العشرون جاء في حقها خذوا شطر دينكم عن الحميراء وسألت شيخنا الحافظ عماد الدين ابن كثير رحمه الله عن ذلك فقال كان شيخنا حافظ الدنيا أبو الحجاج المزي رحمه الله يقول كل حديث فيه الحميراء باطل إلا حديثا في الصوم في سنن النسائي قلت وحديث آخر في النسائي أيضا عن أبي سلمة قال قالت عائشة دخل الحبشة المسجد يلعبون فقال لي يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم الحديث و إسناده صحيح وروى الحاكم في مستدركه حديث ذكر النبي {صلى الله عليه وسلم}خروج بعض أمهات المؤمنين فضحكت عائشة فقال انظري يا حميراء ألا تكوني أنت ثم التفت إلى علي فقال إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها و قال صحيح الإسناد.
و ذكرها الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقاته في جملة فقهاء الصحابة و لما ذكر ابن حزم أسماء الصحابة الذين رويت عنهم الفتاوى في الأحكام في مزية كثرة ما نقل عنهم قدم عائشة على سائر الصحابة و قال الحافظ أبو حفص عمربن عبد المجيد القرشي الميانشي في كتاب إيضاح مالا يسع المحدث جهله اشتمل كتاب البخاري و مسلم على ألف حديث و مائتي حديث من الأحكام فروت عائشة من جملة الكتابين مائتين و نيفا و تسعين حديثا لم يخرج عن الأحكام منها إلا اليسير قال الحاكم أبو عبد الله فحمل عنها ربع الشريعة قال أبو حفص وروينا بسندنا عن بقي بن مخلد رضي الله عنه أن عائشة روت ألفين و مائتي حديث و عشرة أحاديث و الذين رووا الألوف عن رسول الله أربعة أبو هريرة و عبد الله بن عمرو و أنس بن مالك و عائشة رضي الله عنهم.
.....يتبع....