عنوان الموضوع : بين المعلم والعملية التعليمية انشغالات البيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

إن كثيراً من المعلمين الذين يمارسون التدريس دون إلمام بالمقاصد الرئيسة والمهارات التعليمية والتربوية الأساسية لهذه العملية تجدهم غير مؤثرين ويسيرون في غير المسار الصحيح؛ والسير في هذا المسار لا يرتقي بالمخرجات التعليمية، ولا يؤدي إلى نجاح العملية التعليمية بالجدة المنشودة، بل يكون له أثر على تدريسهم وأدائهم؛ لأن عملية التدريس لا تكون فاعلة ومثمرة إلا من خلال مجموعة من العناصر التربوية والسلوكية والمهارية والنفسية والمعرفية؛ فالمدرس في العملية التعليمية يؤدي مهام متعددة، فهو الموجه والمرشد والمعلم الذي يستند إلى مبادئ وأسس واضحة ومحددة، كما هو أيضاً منضبط بسياسات عامة للعملية التعليمية، ومقاصدها السامية.

لقد كنا فيما مضى نتعامل مع أساتذة تربويين من الدرجة الأولى، وكان العنصر التربوي هو العنصر الإيجابي والمؤثر لدى أولئك الأساتذة أكثر من العنصر التعليمي، وهذا لا يقلل من فاعلية العنصر التعليمي وأهميته؛ بل إن تمكن المعلم من مادته العلمية يعد عاملا أساسياً في نجاح العملية التعليمية، وطريقة التدريس المتبعة والتوجيه، والرعاية التربوية والنفسية، عناصر متلازمة ومترابطة في العملية التعليمية.

فالعملية التعليمية تحتاج من المعلم أن يحببها إلى نفوس طلابه، وذلك باتباعه وممارساته طرق ومهارات تدريسية ممتعة، وتتسم بالجاذبية؛ حتى تكون المخرجات راغبة في أداء تلك المهنة، ومحبة لها، لكن ما نراه في بعض الخريجين الذين ليس لديهم ميول لممارسة مهنة التدريس ولا رغبة فيها، هو بسبب أنهم لم يتوجهوا للمهنة لأجل ممارستها والمتعة في العمل فيها وإنما توجهوا للتعليم بغرض تأمين مستوى المعيشة، ولأجل الغرض المادي فقط، ولم يدركوا قيمة الأمانة التي يحملونها، والمسؤولية التي ألقيت على عاتقهم في تربية أبناء الوطن جيل المستقبل.

وهنا يأتي دور أولياء الأمور حيث الأحرى بهم أن يحرصوا على ألا يدرس أبناءهم إلا مدرسون أكفاء، وليس مدرسين تنقصهم الخبرة والمهنية، ولا تقتصر المسؤولية هنا على أولياء الأمور فحسب بل تقع المسؤولية الكبرى أيضاً على القائمين على العملية التعليمية.

إن الدولة ترسم السياسات العامة الهادفة إلى النهوض بالتعليم، وتسعى إلى تطوير هذه العملية بإيجاد مشاريع نوعية تخصصية بأهداف واضحة، وما تخصيص ميزانية خاصة بالتعليم والتدريب إلا دليل قاطع على اهتمام الدولة بالعملية التعليمية والتطوير، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره، ومشروعه الخاص بتطوير التعليم الذي هو خير دليل على الاهتمام والرعاية الفائقة بالعملية التعليمية لأبناء الوطن أجمع.

وما يحزنني ويحز في نفسي أننا إلى الآن لم نضع أيدينا على الجرح الحقيقي المتمثل في غياب التربية والتوجيه والإرشاد وغياب الانضباط والاحترام، وهو ما أدى بدوره إلى وجود ارتخاء اجتماعي ما بين المجتمع وبعضه في توقيره للكبير واحترامه للصغير، فالسلوك يبنى على مر السنين ويتم اكتسابه وتعويد الناشئة عليه في المدارس والمحاضن التربوية والتعليمية.

إن مثل هذه المشاريع النوعية التي تستحدثها الدولة ينبغي أن نستثمرها استثمارا حقيقيا، وأن نعالج بها مشكلات حقيقية قائمة على دراسات واقعية، كغياب التربية والتوجيه والإرشاد، وظاهرة الغياب، والانضباط، والاحترام الذي هو الحلقة المفقودة بين ممارسي مهنة التدريس والمجتمع، والمجتمع بعضه مع بعض، ومتى ما برزت ظواهر مخالفة لمقاصد العملية التعليمية علينا البحث عن أسباب ذلك والعمل على حله ومعالجته، دمتم سالمين.

منقول للفائدة


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :



=========


>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك على هذه المشاركة

=========


>>>> الرد الثالث :


=========


>>>> الرد الرابع :


=========


>>>> الرد الخامس :


=========