التقييم للأستاذة عيسى فاطمة
بارك الله فيكم أستاذ ملود 69 على هذه المقالة الرائعة ننتظر منكم الكثير
مع تحيات الأستاذة عيسى فاطمة
شكرا لك استاذ على الافادة وننتظر منك المزيد
بارك الله كثيرا وجزاك الله خيرا
أبنائي التلاميذ أساهم آداب و فلسفة أريد أن أساهم في إثراء غرفة المراجعة التي بادرت بها الأستاذة فاطمة و هي مشكورة. قلت أريد المساهمة بهذه الأسئلة و سأقدم الإجابة بعد ردود التلاميذ:: إن فلسفة كانط في الأخلاق مجردة و يجد التلاميذ صعوبة في تمثلها و لهذا ارتأيت أن أقدم مذهب كانط على شكل أسئلة جزئية . بالإجابة عليها يكوّن التلميذ فكر عامة عن الأخلاق عند كانط.
دائما في موضوع الأخلاق: عــلــــــــــــل ما يلي؟
1-قيمة الفعل الخلقي تكمن في مبدأ الإرادة عند كانط.
2-لماذا لا ينفي الواجب الأخلاقي فكرة الحرية؟ ( عند كانط).
3-ما الفرق بين الواجب القانوني و الواجب الأخلاقي؟ (عند كانط).
4-إن صدور الفعل الأخلاقي عن دافع تجريبي لا يجعل له قيمة أخلاقية. (عند كانط).
5-الواجب الأخلاقي عند كانط إلزامي.
6-لماذا كان الواجب عند كانط أمرا مطلقا؟.
7-الواجب الأخلاقي عند كانط كلي.
8-لماذا ابتعدت دعوة كانط الأخلاقية عن واقع الحياة العملية؟.
أرجو تقديم الملاحظات و الردود مهما كانت .أنتظر محاولة التعليل من التلاميذ ثم أقدم التعليلات .

أرجو أن تكونوا قد استمعتم برحلتنافي مباحث الفسفة ، مع أن مربط فرسنا كان هو الوصول إلى فلسفة القيم و بالضبط ندخل با ب الأخلاق

في مفهوم الأخلاق ( لغة واصطلاحا ) :
هناك الكثير من المعاني التي تحملها كلمة الأخلاق ، مما نجعل من الصعب تعريفها تعريفا دقيقا :
←الأخلاق في اللغة : جمع خلق : و هو العادة ، والسجية ، والمروءة و الدين ، ولهذا نجد في معاجم اللغة أن الخلق : « حالة من النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من غير حاجة إلى فكر وروية »
← الأخلاق اصطلاحا : « فهي مجموع قواعد السلوك التي تحدد ما يجب أن يكون عليه هذا السلوك ، وعلى أساسها يكون مقبولا أو مرفوضا » فالأخلاق مبادئ عملية تتضمن معنى الخير والشر ، والتعريف بالفضائل وكيفية اقتنائها ، لتزكو بها النفس ، والتعريف بالرذائل لتتنزه عنها النفس . ويسمى العلم الذي يبحث في الأخلاق : بعلم الأخلاق أو فلسفة الأخلاق أو الحكمة العملية .
وهدف علم الأخلاق هو تفسير معنى الخير و الشر ، ووضع المثل العليا للسلوك الإنساني ، وتحديد المعايير التي تحكم على أساسها على السلوك الإنساني بالخير أو الشر . فنحن نحكم على الطالب الذي يغش في الامتحان أن ذلك عمل غير أخلاقي ... فكيف نبرر حكمه الأخلاقي هذا ؟ و على أي قاعدة أو معيار يستند ؟
فالفلسفة الأخلاقية تناقش طبيعة الأحكام الأخلاقية ، والقواعد التي تستند إليها و هل هي حقائق موضوعية أم ذاتية ؟ كما نبحث في معيار تصنيف الأفعال و طبيعة البرهان الأخلاقي . وهل القيم الأخلاقية مطلقة أم نسبية ، وهل هي
واحدة أم متعددة ؟
طلبتنا الكرام
سوف نبدأ أشهر إشكالية عرفها تاريخ الأخلاق الإنسانية- من العصر القديم إلى العصر المعاصر - تكلمت عنها الديانات الكتابية وكل الملل و النحل ، كما انها أسالت الكثير من الأقلام الفلسفية سواء كانت غربية أو عربية فيعدد كبير من المذاهب الأخلاقية الكبرى .
الأخلاق بين النسبي والمطلق
أولا : الأخلاق واحدة لمجرد قيامها على أساس الثوابت
1- ضبط مفهوم الثوابت : من صفاتها المطلقية
الثابت : ضد المتغير ، فكل شيء لا تتغير حقيقته بتغير الزمان فهو شيء ثابت. « الحقائق الثابتة ، وهي الحقائق الأبدية التي لا تتغير »

2- الأسس الثابتة للأخلاق : الدين الإلهي والعقل البشري ( الاستئناس برأي أفلاطون ، ورأي الأشاعرة ؛ و رأي المعتزلة و كذا، رأي كانط )
إن القول بأن الأخلاق واحدة تستمد مشروعيتها و تبريرها من قيام الأخلاق على أساس من المبادئ والثوابت العامة التي تشتمل على مبادئ السلوك الكلية ، وتطبيقها على مختلف نواحي الحياة الإنسانية ، كمبادئ و معايير عامة للسلوك البشري ، يسير عليها الناس في حياتهم اليومية و يتصرفون بمقتضاها ، مما يعني أن أسس القيم الأخلاقية ثابتة وكلية ، وهذا ما يجعلها واحدة لجميع البشر . و لتوضيح هذا يمكن النظر من زاويتين : زاوية النظرية الدينية ، وزاوية العقل :
1- النظرية الدينية تؤسس لوحدة الأخلاق وقدسيتها :
إن الدين إلزام متعال ، إلهي و مقدس ، وبناء على هذه الحقيقة نتساءل : ألا يجعلنا ذلك نقره كتشريع سماوي للمبادئ و المعاملات الأخلاقية ؟ أو لم تكن كل العقائد - و لا تزال – متضمنة بطبيعتها لمناقب الإنسان العليا .
نجد مثلا أن الدين الإسلامي – كعقيدة و شريعة - هو دعوة إلى الأخلاق و الخير فجاء في القرآن الكريم من سورة أل عمران « ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون » و آيات كثيرة تتجدث عن الأخلاق لا يمكن إحاصاؤها جميعها
نقتطف بعضها في قولة تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات: آية 13.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الحجرات: آية 11.
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم: آية 4،
و في الحديث الشريف : « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق »
ومن منكم لا ينسى عندما شاهد فيلم الرسالة
وخاصة اللقطة التي نحبها دائما وهي مدافعة الأشاوس التي قام بها جعفر الطيار الصحابي الجليل رضي الله عنه عندما وقف مدافعا عن الثلة المهاجرة إلى أرض الحبشة معددا مزايا الإسلام في خطابه الشهير
"أيها الملك، إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى عبادة الله وحده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، فصدقناه وآمنا به، فظامنا قومنا وعذبونا ليردونا إلى عبادة الأوثان، فلما ظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك..."
أما في الفلسفة الإسلامية هناك الكثير من أكد هذه القدسية للقيم الأخلاقية الصادرة عن الدين الإسلامي أو الله
فهاهو ابن حزم الأندلسي ( 374 – 456 ه ) لا يرى شيئا حسنا لذاته و لا شيئا قبيحا لذاته ولكن ما سماه الله تعالى حسنا فهو حسن و ما سماه قبيحا فهو قبيحا ومعنى هذا أن معيار الخير و الشر عند ابن حزم يرتد إلى الإرادة الإلهية .
أما المعتزلة بقيادة واصل بن عطاء المتوفي سنة 131 أن الحسن والقبح عقليان لا يتوقف إدراكهما على الشرع و قد بنى المعتزلة موقفهم هذا على عدد من الحجج نذكر منها :
أ– إنه لو لم يكن الحسن والقبح معلومين قبل ورود الشرع لاستحال أن يعلما عند وروده ، ويكون الشرع قد جاء بما لا يعقله السامع ولا يتصوره
ب - لو لم يكن الحسن والقبح عقليين لحسن من الله كل شيء
أما الأشاعرة و هم أتباع أبي الحسن الأشعري يؤكدون أن الحسن والقبح اعتباريان لا ذاتيان لأن الأفعال لا توصف بذاتها بأنها حسنة و قبيحة بل مرجع ذلك إلى الشرع فما يأمر به الشرع ويصفه بالحسن هو حسن و ما ينهى عنه الشرع ويصفه بالقبح هو قبيح أو شر وقد استدلوا على موقفهم هذا بعدة من الحجج :
أ– لو كان الحسن و القبح من الصفات الذاتية في الفعل لكان ذلك مضطردا ولما تخلف عنه مطلقا بل يبقى الفعل حسنا دائما
ب– و الدليل الثاني عندهم أنه لو كان الحسن والقبح عقليين لكان الله غير مختار في أحكامه لأنه سيكون مفيدا في تشريعه للأحكام بما في الأحكام ذاتها من حسن وقبح
و لكن هذا الدليل بدوره ضعيف لأنه موافقة حكم الله للحكمة لا يوجب الاضطرار فالقاضي الذي يصدر حكما موافق للشريعة يعتبر مختار في حكمه لا مضطرا فهناك فرق كبيرة بين من يوجب على نفسه فعلا ما و بين من يجير عليه من طرق الغير .
توقفوا لحظة
الآن أقدم الاجابات المختصرة و التي من خلالها يستطيع التلميذ أن يكوّن فكرة عن فلسفة الأخلاق عند كانط.
1-الإرادة الخيرة ليس لها قانون سوى قانون الواجب.
2-لأنه إلزامي و إلزامه ليس إرغاما لأن العقل هو الذي يمليه على الإرادة.
3-الواجب القانوني يحاسب على أساس نتيجة الفعل. بينما الواجب الأخلاقي يحاسب على النية.
4-لأن الواجب لا يستند إلى التجربة و إنما يقوم على احترام القانون الأخلاقي القائم على أمر العقل.
5-لأن العقل هو الذي يمليه على الإرادة.
6-لأنه غاية بذاته و ليس وسيلة لتحقيق غاية أخرى أبعد منه.
7-لأنه قاعدة شاملة و أمر موجه إلى الناس في كل زمان و مكان.
8-لأنها جردت الإنسان من العواطف و الميول.
شكرا جزيلا استاذ
وجزاك الله الف خير
السلام عليكم
شكرا لكي استاذة على مجهوداتكي والله فكرة جميلة للمراجعة ومفيدة اثابكي الله جنة الفردوس