عنوان الموضوع : لماذا لا يقرأ المعلم انشغالات البيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب

قصة جميلة قرأتها و أعجبتني كثيراً حيث أنها تبين مقدار و عظم المعاناة التي يعانيها المعلم ، ذلك الكائن المسكين الذي لا يعرف عن معاناته أحد شيئاً ، بل و ربما يحسده الجميع على ما شهرت به الجرائد من راتب حسن و زيادات و علاوات يتمناها أترابه من الموظفين الآخرين ممن ليسوا في مجاله و بعيدين عن حقله ، و لكن الحقيقة المرة التي ينبغي أن تُعرف أن هذا المعلم ما هو إلا شمعة أخالها تحترق كل يوم لما يعانيه مع جيل أصبح لا يقدر العلم و لا يقيم للمعرفة مقداراً ، و ربما لم يستطيعوا هم تعليمهم قيمة العلم أترككم مع هذه الأسطر الرائعة في ( قصة معلم ) للطنطاوي رحمه الله .
قلت لصديق لي أديب: إني لأقرأ لك منذ عشر سنوات، فما رأيتك أسففت إسفافك في هذه الأيام، وإني لأشك أأنت تكتب ما تكتبه، أم يجري به قلمك وأنت نائم، فتأخذه فتضع عليه اسمك؟ ماذا عراك أيها الصديق فأضاع بلاغتك ومحا آيتك؟
قال: دعني يا فلان دعني … فإن سراج حياتي يخبو، وشمعتي تذوب، وما أخالني إلا ميتا عما قريب، أو دائرا في الأسواق مجنونا… انتهيت… بعت رأسي وقلبي برغيف من الخبز.
قلت: أربع عليك أيها الرجل وأخبرني ما بك، فلقد والله أرعبتني.
قال: وماذا بي إلا أني معلم. إني معلم في مدرسة ابتدائية.. نهاري نهار المجانين، وليلي ليل القتلى، فمتى أفكر، ومتى أكتب، وأنا أروح العشية إلى البيت مهدود الجسم، مصدوع الرأس، جاف الحلق، فلا أستطيع أن أنام حتى أقرأ مئة حماقة كلها تعابير ركيكة، وأصحح مئة كراسة، فأعمي عيني بقراءتها، والإشارة إلى خطئها، وبيان صوابها، وتقدير درجاتها، فإذا انتهيت من هذا كله –ولا يقرأ تلميذ من كل هذا شيئا ولا ينظر فيه- عمدت إلى الكراس اليومي لتحضير الدروس، وهو الموت الأحمر، والبلاء الأزرق، الذي صبَّ علينا صبا، فكتبت فيه ماذا أنا فاعل غدا في الفصل، دقيقة دقيقة، ولحظة لحظة… وماذا أنا قائل من كلمة، أو مقرر من قاعدة، أو ضارب من مثل، حتى إذا بلغت آخر كلمة فيه، استنفدت آخر قطرة من ماء حياتي، فسقطت في مكاني قتيلا، فحملت إلى السرير حملا.. فنمت نوما مضطربا تملؤه الأحلام المزعجة، والصور المرعبة، فأحسُّ كأن أمامي ركام الدفاتر التي سأصححها غدا، فلا أنجو منها حتى أبصر المفتش يتكلم من فوق المآذن، فلا يدع قاعدة من قواعد التربية، ولا نظرية من نظريات التعليم، ظهرت في فرنسا أو إنكلترا، إلا أرادني على تطبيقها، في فصل فيه خمسون تلميذا قد حشيت بهم المقاعد حشوا، وصفوا على الشبابيك، ووضعوا على الرفوف، مما لا يرضى عنه منهج من مناهج التربية، ولا قانون من قوانين الصحة، فإذا انمحت هذه الصورة، رأيت كأني أفهم تلميذا وهو يصغي إليّ ولا يفهم، فأكرر وأعيد فلا يفهم، فأقوم إليه أنظر ما يصنع، فإذا هو منصرف إلى دبيرة ( قطة) يربط رجلها بخيط. فإذا شتمته أو أخرجته من الفصل، ذهب يستنجد القانون فينجده القانون الذي حرّم العقوبات كلها، وكفّ يد المعلم، وشدّ لسانه بنسعة… ولا أزال في هذه الأحلام تنوء بي، فأتقلب من جنب إلى جنب، أحس كأن رأسي من الصداع بثقل أُحُد، حتى يصبح الله بالصباح، فأفيق مذعورا أخشى أن يسبقني الوقت، فلا أدري كم ركعت وكم سجدت، ولا كيف أكلت ولبست، وأهرول إلى المدرسة لا أستطيع التأخر ولو طحنتني الأوجاع، أو أحرقتني الحمّى، لأن المعلم لا يَسمح له القانون أن يمرض في أيام المدرسة، وعنده ((عطلة الصيف)) يستطيع أن يمرض فيها، فإذا خالف ومرض، حرم الراتب ومنع العطاء أغدو إلى المدرسة، فأدخل على تلاميذ السنة الثالثة ، وهؤلاء هم تلاميذي، لم يجدوني أهلا لأكبر منهم… فلا أنفك أقطع من عقلي لأكمل عقولهم، وأمزّق نفسي لأرقّع نفوسهم، ثم لا أفلح في تعليمهم ولا أنجح في تفهيمهم، ولا أدري من أين السبيل إلى مداركهم، فأنفق ساعة كاملة، أقلِّب أوجه القول، وأستقري عبارات اللغة، لأفهمهم كيف يكون (الاسم هو الكلمة التي تدل على معنى مستقل في الفهم وليس الزمن جزءا منه) فلا يفهمون من ذلك شيئا، ولا أقدر أن أطرح هذا التعريف السخيف أو أستبدل به، فأهذي ساعة ثم أقول: من فهم؟ فيرفع ولد أصبعه . فأحمد الله على أن واحداً قد فهم، وأقول:قم يا بني بارك الله فيك، فأخبرني عن معنى هذا التعريف .فيقول: يا أستاذ هذا داس قدمي!!.فأصيح به: ويحك أيها الخبيث! إني أسألك عن تعريف الاسم، فلماذا تضع فيه قدمك؟ ألم أقل لكم أن هذه الشكاوى ممنوعة أثناء الدرس؟
فيقول: ولماذا يدوس هو على رجلي!؟فأصيح بالآخر: لم دست على رجله يا شيطان؟
فيقول: والله لقد كذب، ما دست على رجله ولكن هو الذي عضُّني في أذني.فأغضب وأصرخ في وجهه: وكيف يعضّك وأنا قاعد هنا؟ فيقول: ليس الآن، ولكنه عضّني أمس.ويتطوع العفاريت الصغار للشهادة للمدعي والمدعى عليه، ويزلزل الفصل، فأضرب المنصة بالعصا، وأسكتهم جميعا مهددا من يتكلم بأقسى العقوبات، ولا أدري أنا ما أقسى العقوبات هذه؟… فيخنسون ويُبْلسون فأعود إلى الدرس فإذا هو قد طار من رؤوسهم، على أنه ما استقر فيها قط!وينفخ في الصور، فتقوم القيامة، ويخرج الأولاد إلى الفسحة، ثم ترجع إلى درس القرآن. فأقول:من يحفظ سورة الفاتحة؟ فيتصايحون: أنا… أنا… أنا.سكوت! واحد فقط… اقرأ أنت.الحمد لله رب العالمين… إياك نعبِد.فأقول: إياك نعبُد.فيقول: نعبِد.ويحك: نَعْ بُ د.فيقول: نَعْ بِ د.انتبه يا بني: نَعْ بود.فيقولها.حسن. قل نعبُد.فيقول: نعبِد.فلا نزال في نعبُد ونعبِد حتى ينتهي الدرس. ولا يلفظونها إلا بالكسر لأنهم حفظوها من السنة الأولى خطأ.ولا أزال في هذا البلاء بياض نهاري، ولا يأتي المساء وفيَّ بقية عقل، أو أثر من قوة، ثم لا أنا أرضيت الوزارة، ولا أنا نفعت أبناء المسلمين، ولا أنا انصرفت إلى مطالعاتي وكتاباتي. وهذه مكتبتي لم أدخلها منذ أول العام الدراسي، وهذه مشروعات المقالات والبحوث التي أكتبها، وهذه مسوّدات الكتاب الجديد الذي أؤلفه مبثوثة في جوانب الغرفة، ضائعة مهملة. أفتلومني بعد، على أني لا أجوِّد في هذه الأيام؟
قلت: هذه والله حالي فلست ألومك، فرَّج الله عني وعنك


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

[طالعتنا صحيفة الخبر ليوم الجمعة 13/09/2013 في صفحة سوق الكلام بموضوع عنوانه " فاقد الشيئ لايعطيه " مضمون هذا الموضوع يقول أن الخبير في التنمية البشرية حسام الدين شراد قام بدراسة على العشرات من أساتذة التعليم الثانوي فخرج بنتيجة أن 75 بالمائة منهم لم يقرأو كتابا واحدا منذ 7 سنوات والنسبة المتبقية منهم لم يقرأو كتابا واحدا منذ 20 سنة ( وهؤلاء هم من صنفوا في الصنف 16 مع الأطباء العامون ) هذه هي حقبقة الكناباست وهذه هي حقيقة الأساتذة المكونين ( أستاذ لم يقرأ ولو كتاب واحد منذ 20 سنة ماذا ينتظر منه أن يقدمه ؟ ، اليس نحن أما م حقيقة كعبر وأبعت لعور ؟.
...............لهدا لا يقرأ المعلم و الأستاد يا سليم الميلي


=========


>>>> الرد الثاني :

شكرا لهذا الخبير كانه اراد هذه الفئة هكذا
انها فئة صادقة والصادق لايكون صادقا
الا اذاقرأمن حيث ندري اولا ندري
نقص المقروئية مشكل جميع الفئات
لكن باي حال لا يمكن ان ندافع على مجموعة
لا تقرأ و الحل ياتي من الناصح

=========


>>>> الرد الثالث :

سلام..
نقلت فصدقت ..
تلكم هى حالى هذه السنة..مع تلاميذ السنة الثانية ابتدائى.......وكانه يقول بما يجول فى خاطرى حرفيا..
تلك هى كتبى اللتى اقتنيتها منذ سنوات علنى اطالعها قبل ان يفنى بى العمر ...ويتناقص نظرى فلا استطبع النظر الى حروفها ..كتبا صففتها بعناية فى رف خزانتى ...انفض عليها الغبار كلما تراكمت ذراته عليها....ولا استطيع لمسها او فتح دفتيها ....
وقد منحت بعضها لدار للثقافة لعل يقرؤها احد العابرين من هناك...........
ازورها بين الفينة والاخرى ..اراقبها لعلنى انتشى عندما احس انه قد انتفع بعلومها احد غيرى ...فاجد انها لم تبرح مكانها ...يقول لى العامل هناك لم يلمسها احد ...فازداد حسرة...
اما عن قسمى فبالاضافة لما عنده عندى 4 تلاميذ من ذ وى الصعوبات التعليمية البالغة الشدة ...وكاننى بهم لم يدخلوا المدرسة بتاتا...
صعقت وانا اقوم بالاختبار التشخيصى لهم فى مادة القراءة....
لا نفس ...لا نفس...ولا حتى مناغاة..
والادهى والامر ان اوليائهم على علم بذلك ...وكل مالديهم من قول ...
ان اجلسيهم امامك....وضعيهم فى عينيك ..
عينى التى تناقص نظرها ..والتى لم تعد تحتمل ...
بينما يغادرون هم الى المحلات التجارية .....ولهم عودة للمدارس فى نهاية السنة..


=========


>>>> الرد الرابع :

ربي يعطيك صحيتك يا مباركة و يحفظلك أولادك أمين أمين

=========


>>>> الرد الخامس :

بارك الله فيك

موضوع جميل جدا يصف معاناة معلم وعلى مايبدوا أن التعليم مشاكله نفسها في كل البلدان العربية

فهذا الطنطاوي المصري رحمه الله وزميله يصفان حال المعلم والمتعلم عندهم ....

وحالنا كما تعلمون لا يختلف عنهم الم نقل أسوأ منهم

وهذا الفيديو امتداد للموضوع وهو يصف حال المعلم والمتعلم في السعودية ...

وكأن المتعلمين لهم نفس الأفكار ونفس الشغب في كل مكان وزمان.

https://safeshare.tv/w/wMSZBjhCHh


=========


[
طالعتنا صحيفة الخبر ليوم الجمعة 13/09/2013 في صفحة سوق الكلام بموضوع عنوانه " فاقد الشيئ لايعطيه " مضمون هذا الموضوع يقول أن الخبير في التنمية البشرية حسام الدين شراد قام بدراسة على العشرات من أساتذة التعليم الثانوي فخرج بنتيجة أن 75 بالمائة منهم لم يقرأو كتابا واحدا منذ 7 سنوات والنسبة المتبقية منهم لم يقرأو كتابا واحدا منذ 20 سنة ( وهؤلاء هم من صنفوا في الصنف 16 مع الأطباء العامون ) هذه هي حقبقة الكناباست وهذه هي حقيقة الأساتذة المكونين ( أستاذ لم يقرأ ولو كتاب واحد منذ 20 سنة ماذا ينتظر منه أن يقدمه ؟ ، اليس نحن أما م حقيقة كعبر وأبعت لعور ؟.
...............لهدا لا يقرأ المعلم و الأستاد يا سليم الميلي

حقيقة ابقيها لنفسك يا adelchetaba لا تخبرنا بها - انت كم مرة قرأت كتابا خلال العشر سنوات الماضية ؟ نحن جزائريين بلباس يباني ، وفكر غربي ، ولسان هدار صيني، ويد غير منتجة ،فالله المستعان يا جزائريين .